“مجموعات الثورة” وصعوبات التوحيد والتجانس

14 نوفمبر 2021
“مجموعات الثورة” وصعوبات التوحيد والتجانس
فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

سرقت أزمة الخليج الأضواء من أجواء الصراعات التي تجري تحضيراً للانتخابات النيابية، التي بات يرى البعض أن حصولها مشكوك به، ولا سيما في ظل سعي بعض الأطراف السياسيين إلى تأمين خريطة تضمن لهم استمرار السيطرة على القرار السياسي والأمني والمالي والاقتصادي، وتحفظ لهم المصالح المشتركة، بينما يبدو أن الثوار في “17 تشرين” يعملون على توحيد صفوفهم وخوض الانتخابات المقبلة بلائحة موحدة، على الرغم من صعوبة التوصل إلى اتفاقات ملزمة بين كل المجموعات، التي يبدو أن بعضها ينفتح على قوى موجودة في السلطة وانتقلت الى المعارضة بعيد الثورة، وقوى أكثر “ثورية” تؤكد على شعار “كلن يعني كلن”، وأحزاب عقائدية تقليدية طامحة إلى مراكز السلطة، تركز على الوضع المعيشي وتتهم وتتجاهل دور أحزاب الحكم في إضعاف سلطة الدولة ووضع لبنان تحت هيمنة الخارج.

وفي هذا المجال، ينتقد ناجي بيازيد من “تحالف تشرين”، استمرار الثوار في عدم توحيد البيانات وصياغة خط وطني موحّد بوجه الاحتلال الإيراني الذي يسيطر على السلطة السياسية وقراراتها.

ويعتبر أنه “إذا لم يكن هناك قانون انتخاب من خارج القيد الطائفي ولبنان دائرة واحدة، يصبح الفوز بالنسبة إلى الثوار صعب التحقق، فالتجارب السابقة موجودة وتجربة انتخابات 2018 لم تنجح، لا بد من توحيد الخطاب السياسي ومن حزب يشكل شعبية واسعة قادر على مخاطبة الناس والتعبير عن مصالحهم، ويستطيع أن يقنعهم بخطة واضحة للتغيير”.

ويفيد بأنه حتى الآن ليس هناك من تحالفات انتخابية واضحة عند مجموعات الثورة، ولا بد من تحقيق ذلك، لكن التحالف الانتخابي يجب أن يبنى على أساس تحالف سياسي مشترك، ومن غير المهم أن يكون هناك مرشحون باسم الثورة إذا لم يحملوا برنامجاً سياسياً وسيادياً ووطنياً ومشتركاً وواضحاً.


وإلا لا يمكن لأي معارضة خوض الانتخابات وتحقيق الفوز”.


من جهته، يقول المحامي مالك مولوي وهو معارض سياسي مستقل داعم لثورة 17 تشرين وللقوى التغييرية، عن واقع التحضيرات التي يجريها تحالف المجموعات في “الشمال ينتفض”، إنه التقى المرشحين المحتملين ومجموعات من الثورة من أجل توحيد الجبهات والتوصل إلى لائحة متجانسة، تكون حاضرة وجاهزة قبل رأس السنة، حتى لا يحصل معنا، مثلما حصل في 2018، أي أن بعض المرشحين في آخر لحظة كانوا يتعرفون إلى بعضهم البعض، لذلك يجب أن لا نكرر الأخطاء التي ارتكبناها وكان الكل متفهما”.

وعلى الرغم من أن المولوي مرشح محتمل للثوار، إلا أن جولته طالت شخصيات تقليدية وأحزاباً في المعارضة الحديثة، موضحا أنه التقى خلدون الشريف وأبلغه بأنه إذا أراد تشكيل لائحة “يمكن لنا التعاون وكان إيجابياً”.

ومع ذلك ينفي المولوي أن يكون مرشحاً حتى هذه الساعة، ويقول: “إذا كان الموضوع يتعلق بتوحيد الساحات لست “مشردقاً” بالترشح، وفي الحقيقة خضت الانتخابات عام 2018، وهي مشروع انتحاري وليست نزهة كما يفكر البعض، مشيرا إلى أنه التقى أيضا الأمين العام لحزب الكتائب سيرج داغر، وقال انه ليس لديهم مرشح في طرابلس وسيدعمون لائحة القوى التغييرية.

كما التقيت النواب الذين استقالوا، ومن بينهم النائب ميشال معوض، الذي أكد دعمه لقوى التغيير، وهم ليس لديهم مرشح، أما بالنسبة إلى أشرف ريفي فلم تتضح الصورة بعد، إذ سمعنا أنه لن يترشح، وإذا أراد فنتمنى أن يدعم ترشيح أحد الثوار، وذلك يشكل إضافة، معتبرا أنه لا يمكن القول إن الأجواء إيجابية، ولا يمكن أن نحلم كثيرا، إلا أننا نتفاهم مع بعضنا والأمور ماشية من دون اشتباكات”.

ويلفت مولوي إلى وجود مرشحين يتسلون، ويقول: “ليس كل من قال أنا مرشح صار مرشحا، في انتخابات 2018 نصف المرشحين “تضبضبوا”، بعض أن قاموا باستعراض “شو”، وتبين أنهم ليسوا مرشحين جديين”.

أما عن البرنامج الانتخابي فهو يستعيد البرنامج الذي وضع في 2018 مع بعض التعديلات نتيجة التغييرات الكثيرة، ومنها موضوع استقلالية القضاء والتركيز عليه، وهو موضوع واضح درسناه سابقا ووضعنا اقتراحات، كما قدمنا في مشروعنا كيفية إعادة بناء وزارات الدولة والأجهزة الأمنية، وعملنا دراسة كلفت خمسة مليارات ليرة لبنانية لمعالجة موضوع الهدر والفساد والتهرب الضريبي ومشروع لتأمين الكهرباء.

كل هذه الأمور موضوعة في البرنامج الانتخابي السابق، ويجري مختصون عليه بعض التعديلات، وأتصور أن الوقت لن يطول لإطلاقه، ننتظر توحيد الجهود على مستوى كل لبنان وننتظر “نحو الوطن” و”كلنا إرادة” لبناء التفاهم”.

ويوضح مولوي: “نحن مرتبطون بترشيح 128 نائباً من كل لبنان، وطبعا هذا له رمزيته، فعندما نعطي المواطن اللبناني لائحة من 128 نائبا بديلا على مستوى كل لبنان يمكن أن نقدم له حلا يتأمل التغيير من خلاله، لكن حتى الآن الصورة ما تزال ضبابية، لكن من المفترض أن تتضح الأمور، مثلاً هل سيحصل طعن بموضوع الانتخابات في 27 آذار أم ماذا؟ وهل ستثبت أم تؤجل إلى أيار؟ كما أن الأزمة الخليجية كركبت الأوراق كلها”.

ويشير إلى أن “العمل جار على توحيد المجموعات في طرابلس، هناك العديد من الناشطين يحاولون توحيدها، هناك على الأرض من لا يشبهنا، بينهم جماعة من يقطعون الطرقات، لكن أؤكد أن هناك جهات حريصة على توحيد المجموعات، “الشمال ينتفض” استطاعت جمع ست أو سبع مجموعات، وهذا أمر ممتاز، وأنا أدعمهم ونحاول أن نكبّر هذه المجموعة بحيث تضم مجموعات أكثر ومستقلين”.

وعن المرشحين، يقول: “الصورة ستتضح أكثر فأكثر، هناك “أوادم” يتحركون في مجموعات أهل للترشح ورؤيتهم واضحة، وأنا متفائل بالتوصل إلى اتفاق وتوحيد الجبهات، وهمنا تشكيل لائحة واحدة وصنع جسم واحد ومتجانس بوجه العصابة الموجودة”.

ويلفت مولوي أخيراً إلى الاتفاق بين كل المجموعات في 17 تشرين، بـ”عدم التحالف مع نواب أو وزراء حاليين وسابقين، لكن إذا كان هناك بعض النواب موجودون بالمعارضة يريدون المساهمة في تبني أحد المرشحين الثوار سنكون مبسوطين ومش زعلانين، لكن لائحتنا ستكون خالية من هؤلاء”.

المصدر لبنان الكبير