تدخل عسكري أمريكي أوروبي في لبنان دون الصدام مع حزب الله

8 ديسمبر 2021آخر تحديث :
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2015-12-15 00:47:03Z | |
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2015-12-15 00:47:03Z | |
عبد معروف مدير التحرير
عبد معروف مدير التحرير

لا وقائع في لبنان تنذر بحروب عسكرية واسعة، ورغم حالة الاستعصاء السياسي والانهيار الاقتصادي، والمعيشي في البلاد، إلا أن حربا داخلية وأيضا إندلاع حرب عسكرية على الحدود الجنوبية مع الجيش الاسرائيلي أمر يبدو أنه مستبعد في المرحلة الراهنة.

فوضع لبنان الداخلي لا يسمح باندلاع الحروب، والأطراف اللبناني غير مستعدة لحرب، والشعب اللبناني لم يعد يحتمل حروبا داخلية كما جرت خلال العقود الماضية، ولا أطراف لبنانية تتخندق في مواجهة بعضها اليوم، رغم حالة الاحتقان واستفحال الخلافات بينها إلى حد القطيعة.

فالشعب الذي يقف مذهولا أمام أسعار المحروقات والمواد الغذائية والأدوية ، وتفشي البطالة، وانهيار العملة الوطنية وفقدان الكهرباء والماء، لا يمكن له الانخراط بحرب عسكرية، وليس على استعداد للدخول في جبهات القتال تاركا أطفاله دون طعام وحليب ودواء، وعائلته عرضة للجوع .

لكن الوضع في لبنان لم يعد يحتمل ووصل الانهيار إلى درجة غير مسبوقة، والمحاولات الروسية الأمريكية الفرنسية لترتيب الأوضاع مجددا في العراق و سوريا لن يسمح بأن يبقى لبنان دولة فاشلة، ومهددة بالفوضى، في ظل وجود أكثر من 15 ألف جندي من قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان، ووجود بعثات دبلوماسية ومنظمات دولية، إلى جانب أكثر من مليوني لاجئ ونازح فلسطيني وسوري على امتداد الأراضي اللبنانية، كلها عوامل تقلق المجتمع الدولي، وتجعله حذرا من أي حروب واسعة في لبنان.

الوضع الداخلي اللبناني لم يعد يحتمل، والمجتمع الدولي يشعر بقلق شديد على آلاف الجنود من قوات الطوارئ الدولية أمام أي تهديد أمني، وكذلك القلق موصول على البعثات الدبلوماسية والهيئات والمنظمات الدولية وتدفق المزيد من اللاجئين من لبنان إلى أوروبا في حال اندلاع أي حرب واسعة.

ولبنان مقبل على استحقاقات دستورية خلال الأشهر القليلة القادمة، أبرزها الانتخابات النيابية والرئاسية، ما يجعل الأنظار الإقليمية والدولية تتجه أكثر من أي وقت مضى نحو لبنان، وإذا كانت المبادرة الفرنسية التي قادها الرئيس ماكرون شخصيا قد فشلت خلال عام كامل في وضع حد للانهيار الاقتصادي والسياسي، فإن المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية وأيضا أوروبا مجتمعة لا يمكن لها أن تتحمل تبعات الفوضى الأمنية والانهيار الأمني وانعكاس ذلك على مؤسساتها في لبنان.

تجري الانتخابات النيابية والرئاسية في لبنان القادمة في جو محموم، وفي مرحلة لم تشهد لها البلاد مثيلا، فإلى جانب الاحتقان السياسي، هناك انهيار اقتصادي ومالي، وأزمات مستعصية مع عدد من الدول العربية، وهذا ما يمكن له أن يؤدي إلى حالة من الفوضى الأمنية عشية الانتخابات، ولا بد من إعادة التأكيد على أنها ليست حربا واسعة.

وهذا ما يمكن له أن يؤثر على مسار الأحداث في لبنان، ويؤدي إلى تسابق بين أطراف داخلية لا تريد إجراء الانتخابات وبين المجتمع الدولي وأطراف داخلية تصر على إجراءها، ما يقود إلى فوضى أمنية، لذلك تتوقع مصادر مطلعة أن يشهد لبنان تدخلا عسكريا دوليا تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا خارج إطار الأمم المتحدة، يهدف إلى إنقاذ الدولة والمؤسسات اللبنانية، ومنع الانهيار الأمني، وإعادة هيكلة لبنان بما يتلاءم مع ما تخطط له الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في العراق وسوريا.

وتؤكد المصادر المراقبة إلى أن التدخل العسكري الأمريكي الأوروبي في لبنان لن يتوافق مع سياسة أو مع وضع حزب الله إن لم تتضح للحزب أبعاد هذا التدخل أو معالمه وحدوده، لكن ذلك لن يكون صعبا إذا كان التدخل العسكري الأمريكي الفرنسي على شاكلة مواقع عسكرية قرب الحدود مع سوريا وبعض المناطق اللبنانية الداخلية، وبعيدا عن منطقة جنوب لبنان، التي سيتولى الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار بالتوافق مع قيادة حزب الله بالتزامن مع تقدم المفاوضات الأمريكية الايرانية في فيينا .

أطراف لبنانية كثيرة وقطاعات شعبية واسعة تؤيد التدخل الخارجي في لبنان، وتعتقد أن هذا التدخل سيؤدي بالتالي إلى إنقاذها وانقاذ لبنان وإنقاذ الدولة من نفوذ حزب الله، والحزب سيكون محرجا أمام الرأي العام إذا ما وقف ضد هذا التدخل أمام الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي والسياسي ومن ثم الأمني الذي يتعرض له لبنان وسيزداد انهيارا عشية الانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

المصدر بيروت نيوز