فخامة الرئيس،
بعد سماع كلمتك المدوية التي انتظرها اللبنانيون في لبنان وبلدان الاغتراب متوقعين أن تخبرهم عن الأسباب الحقيقية التي أوصلتهم الى جهنم، يظهر أن هناك صفحات قد حُذفت من كلمتك.
أعتقد أن احدى هذه الصفحات كانت تتحدث عن جدول زمني لسنوات تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومات طبعاً “كرمى لعيون الصهر”.
الصفحة الثانية المحذوفة كانت تتحدث عن اجهاضكم وعرقلتكم واضاعتكم للفرصة الوحيدة التي كانت متاحة لإنقاذ لبنان باقتصاده وماليته العامة، أعني “مؤتمر سيدر”. هل لنا أن نعرف لماذا أضعتم هذه الفرصة؟
يقال أن صهركم العزيز قد هاله طلب المجتمع الدولي اجراء الإصلاح في قطاع الكهرباء وتشكيل الهيئة الناظمة للقطاع ومجلس إدارة لكهرباء لبنان، ودعم لبنان بـ 11.8 مليار دولار، ووضعه على سكة التعافي والنهوض! كيف يمكن لصهرك المعتز أن يتقبل كل ذلك في عهد رئيس حكومة لا يحمل بطاقة التيار الوطني الحر؟ ففضّلتم جهنم على الإنقاذ، خصوصا أن الكيدية هي الأساس.
أما الصفحة الثالثة التي حُذفت من خطابكم الرئاسي فهي الفكرة الخلاقة والمبتكرة وغير المسبوقة، لكيفية التلازم والتفاعل والتكامل بين الجيش والشعب والمقاومة من جهة وبين الاستراتيجية الدفاعية ومرجعية الدولة من جهة أخرى. هل من الممكن أن تتضمن هذه الاستراتيجية دعم الحوثيين وتدريبهم على قصف مدن وبلدات الدول العربية، تنفيذا لاتفاق الطائف والدستور وترسيخا لعروبة لبنان؟.
فخامة الرئيس
نأمل باطلالتك المقبلة ألاّ تحذف هذه الأوراق، فكلنا شوق لسماع أفكارك النيّرة.
* جمال جراح – وزير سابق
