تعتبر الدكتورة واحدة من الكتاب والأدباء البارزين في فلسطين والوطن العربي، كتبت فلسطين شعرا ونثرا وفكرا.
الدكتورة حنان عواد شاعرة فلسطينية وعرفت في الأوساط الثقافية العربية بسفيرة الانتفاضة وعاشقة الوطن؛ شاعرة وكاتبة ومناضلة كتبت لقضية فلسطين شعراً ونثراً وفكراً؛ عُرفت بمظهرها الذي تحرص على أن يكون دالاً على مواقفها الوطنية بتوشُّح الكوفية رمز النضال الفلسطيني. سطّرت في كتابها (ذاكرة الترف النرجسي) مسيرتها الإبداعية والنضالية داخل وخارج فلسطين ابتداءً من مدينتها ومسقط رأسها القدس، وقالت (صار الطريق معبّداً بقطيرات دمنا وبأشواك المؤامرة).
ولدت الدكتورة حَنان عَوّاد عام1951، في القدس. عملت مدرّسة في كليّة أبو ديس للعلوم. رئيسة ومؤسسة فرع فلسطين في رابطة النساء الدولية للسلام والحرية 1988. لها من دواوين شعرية من دمي أكتب 1983 واخترت الخطر ولها دراسات في الأدب الفلسطيني في العصر الحديث.
حصلت على دبلوم التربية من دار المعلمات في رام الله سنة 1971 ثم نالت بكالوريوس في الأدب العربي، وماجستير في العلوم الإنسانية من معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية في القدس سنة 1975 ثم 1977. حصلت أيضاً دبلوم الدراسات العليا من جامعة الأزهر سنة 1976 وماجستير في الدراسات الإنسانية من جامعة ماكجيل بكندا.
رئيسة ومؤسسة فرع فلسطين في منظمة المرأة العالمية للسلام والحرية ومحاضرة في جامعة بيرزيت، وعضو مجلس أمناء المجلس العربي في القدس، وعضو استشاري في مجلة المواكب.
ومن أبرز مؤلفاتها :من دمي أكتب، 1983 ، ديوان شعري/ الفارس يزف إلى الوطن ، شعر، 1988/ اخترت الخطر 1989، ديوان شعري/ القضايا العربية في أدب غادّة السمّان 1983/ أثر النكبة في أدب سميرة عزّام/ المرأة في الشعر الفلسطيني.
ومن مؤلفاتها أيضا، (من دمي أكتب، مواقف سياسية)، (الفارس يزف الى الوطن، قصائد نثرية)، (حوار الأسلاك الشائكة)، (أخترت الخطر، شعر)، (صدى الحنين، شعر)، (في البدء أنت فلسطين – يوميات الحصار)، (صورة المرأة في أدب غسان كنفاني)، (الأعمال الكاملة باللغة الانجليزية)، وغيرها مما نشرته باللغة الإنجليزية.
ولها تحت الطبع: (المرأة رمز وقضية – دراسات نقدية)، (ذاكرة الترف النرجسي، مذكرات)، (فارس الليلك يناجي رابعة، شعر). وقد ترجم مما نشر لها إلى عدة لغات عالمية.
فكتب الدكتور نبيه القاسم بعد اطلاعه على “فارس الليلك يناجي رابعة” قائلا:”أن تكتب حنان عواد نصّا إبداعيّا وتتركه بين أيدينا لنقرأه يعني أن نتحرّر من كلّ ما يشغلنا، ونتوحّد مع ذاتنا ليصفو ذهننا وترتاح عيوننا ونتهيأ لرحلة متميّزة، صوفيّة المنحى، تأويليّة المعنى، تأخذنا إلى عوالم نحرص على عدم الضّياع فيها، وتشدّنا إلى التمسّك بيقين أكيد وأمل سيتجسّد ، وواقع سنعيشه ولو طال زمن الوعد، واقع اعتقدنا أننا حقّقناه فخدعنا، وكان أشبه بحلم عشناه وتلاشى بمجرّد أن لفحت وجهنا نسمة ريح أو لمسة يد”.
وأضاف، حنان عوّاد في نصّها الإبداعي هذا تقوم برسم رحلة فارس الليلك مضطرا خارج الوطن، تاركا أهله والجميع تحت رحمة المحتل الغريب، يرحل ليخطط كيف يعود، وكيف يلتقي الأهلَ والمعشوقة الأبديّة التي لم تهدأ للحظة وقد غادرها الفارس العاشق.
“حنان عوّاد المتقمّصة شخصية رابعة العدويّة الساعية للتّوحّد بالفارس الإله الذي تعشق، الممتزجة بالوطن الذي تحبّ، الوطن الذي يشمخ من إشعاع عيون الفارس وكبرياء رابعة الحاملة رسالتها المقدّسة لتنقلها إلى كلّ مكان وفي كلّ زمان، تمضي مع فارسها، يصعدان في معراج الرب لتحقيق الأمل وتجسيد الحلم”.
وقال: رابعة مدركة للزمن الذي تعيشه، فهو زمن غدّار يذوب ويتلاشى، لا أمل في تغيّره للأفضل ، الصمت سيّد الموقف ولحن الموت هو المُرَدّد. لكنّها على يقين أنّ الحاضر لا يدوم، فلا زمن يقف، الحاضر بداية للمستقبل وحافز للأشواق، والصمت سينتهي إذا بدأ الكلام. كل رحلة تبدأ بخطوة واحدة، ووميض الروح بداية صغيرة لرحلة قد تكون كبيرة، رحلة السّالك في فضاءات الصّعود. فدقّات السّاعة تقترب ودفق القلب يكفي لأيّة بداية تنشر النّور في الكون.
حالة رابعة النفسيّة وحتى السّلوكيّة تُثير اهتمام وتساؤل فارس الليلك عندما يلتقيها في المنفى فيسألها:
يقترب تحقيق الحلم وتجسيده في الواقع، ويحل الفارس في الوطن وتكون مدينة غزة محطته الأولى، وغزة تزف إليه فلسطين.. تعانق جبهته تيجان غار.. عيون الناس تلمع وميض فرح، الوجوه استبشرت بطالعها تتألّق شامخة، وتمتشق رابعة كوفيّة العودة، وتمضي إلى مقصورة استلقى فيها رسول الحرية. تحمل في يدها كأس الولاء والوفاء لتوبة أرض وصرخة حلم.
وابتدأ فارس الليلك خطواته مختالا في الميلاد وفي الحياة، يُبشّر الأرض والإنسان. فارس الليلك لا يغفو، يرسم من روحه في روحه شارة النصر، مبعوثا من روح أضاءت دروبا في المنفى وعبرت الوطن بعيدا قريبا في نبوءات بدأت تتحقّق.
ويكون اللقاء بين الفارس ورابعة فيحميها ويخبئها برموش عينيه فتغفو لتصحو بعدها وتكتب وتغني : عرفتُ الهوى، بل عرفني الهوى منذ حللت ربوع الثرى.
تغني في العشق أغنية الصحبة في القتال والوطن والثورة.
ورسم الدكتور نبيه القاسم في خياله د.حنان عوّاد تجلس بعد كلّ الذي تحقّق، في مَلحمة جميلة تبعث اليَقظةَ والرّغبةَ والتّحفّزَ، وتُجسّد للأجيال الشابّة بطولات الآباء والأجداد، وتعود ببعضهم لطفولتهم الغَضّة القابضة على الحَجَر والرّاجمة الدُّخلاء على الوطن ومدنّسي تُرابَه، تجلس وتتمثّل أمامها فارسَها الإله الرّابض بجسده المُضَمّخ بعطر أزهار الوطن الذي يحضنه ، تتوقّع في كلّ لحظة انبعاثه حيّا وقيامته الأكيدة عاقدا كوفيّته ورافعا يديه بشارات النصر الأكيد والملايين من الناس تلوّح بشارات النصر وتنشد النشيد الوطني: موطني موطني موطني وتلوّح بالرّايات المتألقة بالألوان الأربعة.
ورأى حنان تنتفضُ وتقف منتصبة في حالة استعداد لبدء معركة البقاء والتجذّر فوق، وفي تراب الوطن، تمدّ يديها للفارس الإله الذي قام وعاد إليها وهي تنشد بصوت عال:
بيض صنائعنا، سود وقائعنا خُضر مَرابعنا، حُمْر مَواضينا
أخيرا،اعترف الدكتور القاسم للصديقة الأثيرة الدكتورة حنان بعد قراءة نصّها الجميل أكثر من مرّة، ومحاولاتي المتعدّدة للكتابة، أنني لم يجد له من سبيل غير اقتناص نصّ حنان المبدعة ليدخل في زواياه المخفيّة ودلالاته المستعصيّة، فليس لغير كلماتها هي من قدرة على اختراق نصّها، طالبا الاعتذار من المبدعة الدكتورة حنان عواد “فقد أخذت كلماتها وأعدت توزيعها لأكشف خفايا نصها الرائع”.