الفصائل الفلسطينية..دعوة إلى المصالحة الجادة ونبذ الخلاف

13 يناير 2022آخر تحديث :
الفصائل الفلسطينية..دعوة إلى المصالحة الجادة ونبذ الخلاف
عبد معروف مدير التحرير
عبد معروف مدير التحرير

عقد وفد اللجنة المركزية لحركة “فتح” برئاسة اللواء جبريل رجوب، اجتماعات عديدة مع قيادة الفصائل الفلسطينية في دمشق وبيروت، تناولت في إطارها العام مساعي المصالحة الفلسطينية الداخلية.

أيا تكن النتائج المرتقبة لاجتماعات وفد اللجنة المركزية مع القيادات الفلسطينية في دمشق وبيروت، وما إذا كانت ستؤدي إلى النتائج المرجوة أم ستكون نتائجها كغيرها من الاجتماعات في القاهرة وموسكو وقطر وتركيا وغيرها، فإن المصالحة الفلسطينية أصبحت أمرا ضروريا وهاما في هذه المرحلة ليس خوفا من قدرة العدو على تصفية القضية ، بل لأن هذه الفصائل جميعا بدأت تشعر بأزمتها الداخلية وعدم قدرتها على البقاء في ظل أزماتها التنظيمية الداخلية وضعف بنيتها وفي ظل هذا الإهمال العربي والدولي لها وتراجع دعمها.

فهل ستتمكن الفصائل من تجاوز خلافاتها القديمة المتجددة دائما وتعمل جادة من أجل المصالحة ووحدة المواقف لمواجهة التحديات التي تتعرض لها، وهل ستتمكن الفصائل من نسيان عصبويتها التنظيمية وخدمتها لأجندات خارجية في أحيان كثيرة ومن ثم نسيان الاتهامات والاتهامات المضادة التي برزت خلال السنوات الماضية وتعمل جادة من أجل المصالحة؟
أسئلة ستكشف الأيام القادمة عن إجاباتها، وستكشف الأيام أيضا مدى مصداقية هذه الفصائل في الشعارات والخطابات والبيانات التي تطلقها اليوم.

بالعموم، شكلت حالة الانقسام والخلافات الشديدة وتبادل الاتهامات بين الفصائل الفلسطينية مصدر قلق وتوتر لكل الشرفاء والمخلصين على الساحة الفلسطينية ، كما شكلت “الوحدة” أو على الأقل “المصالحة” بين الفصائل أملا للشعب الفلسطيني في مرحلة يتعرض فيها لأبشع أنواع الاحتلال والقتل والعدوان والقهر والاذلال والحرمان داخل الوطن وفي دول الشتات، وفي مرحلة خطرة تتعرض فيها القضية الوطنية لخطر التصفية والشطب، وإمكانية أن يحقق معسكر العدو أهدافه العدوانية في السيطرة وتثبيت الاحتلال وتصفية القضية الوطنية والانفتاح والتطبيع مع المحيط العربي.

بالتالي، وأمام هذه التحديات تبقى الوحدة بين الفصائل الفلسطينية أملا ومرتجى للقطاعات الشعبية الواسعة، ولكل المخلصين والأوفياء للقضية الفلسطينية، ذلك لأن الانقسام كما الانشقاق يساهم في تصفية القضية وضعف المقاومة ويؤدي إلى الترهل ويقود إلى التصفية.

وإذا كانت الفصائل لم تتمكن من وحدتها ووضع حد لخلافاتها، فالمطلوب من القطاعات الشعبية داخل الوطن وفي دول الشتات أن تدفع للحوار الجاد بين الفصائل وتمارس دورها من أجل وحدة الموقف الفلسطيني لمواجهة التحديات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.

وعلى الفصائل أن تعيد النظر بمنهج عملها، وتتجنب النزاعات على الأوهام، وأن تستعد لمواجهة المخاطر التي تتعرض لها، وذلك من خلال التمسك بالمبادئ والقيم التي انطلقت من أجلها.

الشعب الفلسطيني الآن بحاجة إلى وقفة عاقلة وإلى مراجعة شاملة بعيدا عن الأوهام والخطابات والبيانات الرنانة، ولن يفيد الفصائل بعد اليوم التمسك بعصوبتها التنظيمية، ومواقفها وتحليلاتها الفئوية لأن الجميع بخطر، والفصائل بحاجة إلى إعادة نظر وتأمل بعد سنوات طويلة لم يجن فيها الانشقاق والانفصال والانقسام والانحراف إلا المزيد من الضعف والويلات والهزائم والاغتيال لخيرة القيادات، ولم يكن للعدو أن يحقق أهدافه لو لم تشهد الفصائل حالات الانفصال والانقسام والانشقاق والانحراف والاقتتال، ولهذا المطلوب من الفصائل نظرة تأمل في مواقفها وسياساتها قبل الخراب الشامل، حيث لا ينفع بعد ذلك الهتافات والمهرجانات والخطابات، ولا يفيد ندم.

فلا بد من عودة جادة إلى حوار تكون نتائجه واضحة وفاعلة على مسار التطورات وقضايا الشعب والقضية، ولا بد من احترام أهداف وآمال الشعب ودماء الشهداء، وإلى تكريس روح التضحية وعدم قيادة الشعب إلى طرق الانقسام والانشقاق والانحراف ذلك لأن جو الفتن والمناكفة وتبادل الاتهامات يبعث إلى اليأس وفقدان الأمل ويجعل الصراع الداخلي عقدة لا تحل ويبعد الشعب عن المقاومة، ويمزق القدرات ويضعف النفوس ويحبط الهمم، فهل تريد الفصائل ذلك؟
الشعب اليوم لا يحتاج لشعارات ومهرجانات وخطابات بل يحتاج لعمل جاد ونتائج ملموسة وواقعية، ويحتاج للتعبئة الشاملة، والحشد الواسع لأن معسكر العدو مازال يمتلك قوى منظمة ومدربة وأدوات نوعية، وبالتالي على الفصائل قيادة الشعب للمواجهة والاستعداد لخوض ميادين الصراع.

والمطلوب من الشعب والنخب الحية والصادقة في صفوفه، أن يدعو الفصائل إلى نبذ الخلافات والتنابذ وإلى شد الهمم وإلى التعاون وحشد القوى وتعبئة العزائم ليكونوا حشدا شاملا مقاتلا في وجه الاحتلال ومدافعا عن مصالح الشعب .

لقد أثبتت التجارب أن العدو لن يمنحنا شيئا من حقوقنا المشروعة، كما أثبتت العقود الماضية، أن هذا العدو يماطل ويراوغ ولا يلتزم بعهود ولا ينفذ اتفاقيات ولا قرارات، بذلك ليس أمام الفصائل إلا المصالحة ومواجهة هذا العدو من خلال الحشد الشامل والتعبئة والإصرار على المصالحة ومعالجة القضايا الانسانية للشعب الفلسطيني داخل الوطن وفي دول الشتات.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

المصدر بيروت نيوز