حزب الله وسياسة النفاق وليس الوفاق

16 فبراير 2022
حزب الله وسياسة النفاق وليس الوفاق
 حامد الدقدوقي
حامد الدقدوقي

ليس مستغرباً ما أقدم عليه ما يسمى بحزب الله في لبنان من تنظيم نهار الإثنين 14آذار احتفالاً لمن يدعون بأنهم معارضة في مملكة البحرين العربية في ذكرى مرور 11 عاماً لانطلاق حراكهم السلمي والشعبي في البحرين للمطالبة بالعدالة والحرية والتحول الديمقراطي كما يزعمون وتحت عنوان متحدون على طريق الحق

الاستغراب بل الاستهجان من سياسة التقية المعتمدة من قبل هؤلاء والاستخفاف في عقول الجمهور العربي ومحاولة استغبائه المستمر متبعين نهج النازيه في زمن هتلر القمعي ضد حرية الفكر والتعبير ومطبقين نظرية جوزيف غوبلز “أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس”

الكذبة الأولى كانت في عنوان الحفل الذي يخفي بين كلماته هدفهم الأول والأخير في نشر العقيدة الفارسية القائمة على تصدير الثورة وتدمير الدول العربية لحساب سياسة التوسع الإيرانية على أشلاء وركام الدول التي سقطت تحت أنيابها من اليمن مرورا بسوريا وصولا إلى لبنان ويبقى السؤال الأساسي في العنوان من هم المتحدون؟ ومن أجل من؟ وعن أي طريق يتحدثون؟

الكذبة الثانية في ادعائهم سلمية حراكهم في مملكة البحرين وهم احد ازرع ايران في المنطقه ويشكلون غطاء سياسياً واجتماعياً وتمويلياً لمليشيات مسلحة ترعاها وتدربها وتسلحها ايران وقد حاولت مراراً الانقلاب على الحكم وزعزعت امن البحرين وكان من ابرزها ما كشفته الحكومة البحرينية في 3 يونيو 1996 عن مؤامرة انقلاب على الحكم يقف ورائها عصابة حزب الله البحرين اضافة الى تشكيل عدة خلايا وتحت مسميات مختلفة منها سرايا الاشتر وسرايا المقاومة البحرينية وسرايا المختار وحركة احرار البحرين وائتلاف 14 فبراير

والكذبة الثالثة الفضيحة ادعى منظمو الحفل بان ثورتهم المزعومة هي للمطالبة بالعدالة والحرية والتحول الديمقراطي وأقاموا حفلهم في وكر حزب الله حليفهم وتحت حمايته ورعايته وهو الذي لم يبخل يوما في تدريب المجموعات الإرهابية وتثقيفهم الطائفي وتحريضهم وتقديم مستشارين فنين كما يفعل في اليمن ولكن ما هي الخبرات الذي سيقدمها الحزب للمعارضة البحرينية في ميدان العدالة والحرية والتحول الديمقراطي؟؟

فماذا تعني العدالة بالنسبة للحزب؟ وهل سيخبرهم عن تجاربه المشرفة في هذا الميدان؟ وعله يخبرهم عن ملف التحقيق في مقتل الناشط السياسي الشيعي هاشم السلمان أمام السفارة الإيرانية عام 2013 خلال اعتصام سلمي، أم سيخبرهم عن تخوين وتهديد الكاتب والناشط السياسي الشيعي لقمان سليم الذي اغتيل في 4 شباط 2021 في محافظة النبطية ضمن المنطقة الأمنية الخاضعة للحزب، وحتما لا يمكن الحديث عن العدالة دون الولوج في تجربة تهديد القضاة وعرقلة التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 آب 2020

الحرية من منظور الحزب بسيطه ومختصره فكل من يخالف الحزب هو عميل السفارات ولذلك لا بد من شرح ونقل نظرية السحسوح والتي اتبعت مؤخراً في مناطق نفوذ الحزب والتي اعتمدت على تصوير كل من حاول انتقاد سياسة الحزب الداخلية على وسائل التواصل وإجباره على الاعتذار من سباط السيد ولا يمكن الحديث عن الحرية دون الدخول في أحدث الأساليب والطرق لفض الاعتصامات المطلبية والشعارات المرافقة لها شيعه شيعه والاعتداء على ساحات الحراك في النبطية وصور وقرى الجنوب والبقاع

وفيما خص التحول الديمقراطي فإن الحزب يعتبر مدرسة في هذا الميدان الذي يؤمن بان الانتخابات أحد الوسائل الديمقراطية لإيصال ممثلي الشعب ولذلك هو يصر على منع ترشح من يخالفه الرأي وبكل ديمقراطية يحاول إقناعه عبر الترهيب والترغيب شارحاً له المؤامرة الكونية التي تحاك ضده في أروقة السفارات وحفاظاً على مصلحة الطائفة وتأمين استمرار عمل المقاومة من أجل تحرير القدس يجب عدم خوض الانتخابات وان أصر وقرر الترشح فيمنعه من ممارسة أي نشاط حتى تعليق صوره ويعتدي عليه بالضرب كما حدث مع الصحفي علي الأمين في آخر انتخابات

فحزب الله الراعي الرسمي لما يسمى بثورة البحرين ممثلة بجمعية الوفاق والذي يريد ان ينقل لها تجاربه المشرفه في الجكم تناسى ان متوسط دخل الفرد في مملكة البحرين يقدر 25000 دولار سنوياً اي ما يزيد عن 2000 دولار في الشهر وتحتل البحرين المرتبه الرابعه بين الدول العربية كأعلى معدلات دخل الفرد اضافة الى تأمين كل مستلزمات الحياة الكريمة من كهرباء وماء وتعليم واستشفاء وامن وامان

أما في لبنان حيث الحزب يبيع الشعب شعارات باليه ولا عليها الزمن يحدثهم عن الكرامة والعنفوان ومحاربة العدوان بينما معظم شعبه يقبع تحت خط الفقر ومتوسط دخل الفرد لم يتجاوز 600 دولار سنويا ويعيش دون كهرباء ولا ماء ويموت على أبواب المستشفيات

في مقابل البحرين وقيادتها الحكيمة تجاه شعبها ودولتها وسيادتها يسيطر حزب الله على الدولة اللبنانية منذ سنوات مطبقاً سياساته العدوانية ضد الدول العربية الشقيقة وتحوله إلى منظمة عابرة للحدود تقاتل حيث يفترض أن تقاتل تلبية لتعليمات المرشد غير أَبْهَة بمصالح شعبها وغير موءمنة بوطن اسمه لبنان مُنْتَهِجَة سياسة النفاق وليس الوفاق لتحقيق أهدافها

المصدر بيروت نيوز