حكاية الترسيم في أيدي فريق القصر تشبه تلك العاقرة التي أنجبت طفلاً بعد سنوات من الصلاة والنذور… ومن كثرة الابتهاج والسرور و”البقبشة” واللمس أصيب المولود بالعمى.
هكذا حمل المستشارون في بعبدا اطار الاتفاق الذي أودعه الرئيس نبيه بري دوائر القصر بعد عشر سنوات ودوّر فيه الزوايا مع الموفدين الأميركيين، لكن المستشارين غيّروا وجهة استعماله وغيّروا من شكله، فالخط أصبح مطاطياَ والأهداف انحرفت عن مسارها الغازي لتتحول إلى عروض سخية أمام الادارة الأميركية والهدف فك أسر أحدهم من قيود ماغينسكي القابضة على الأعناق…
ولأن الأميركي نهم لا يشبع، يسارع فريق الأركان الى ملء جوفه خوفاً من أن يلتهمه ولي العهد الذي زار الهند وبلاد السند يفتش عن مفاتيح لفك القيود عن ثرواته التي جناها في ظلال الولاية، فكانت الجمهورية اللبنانية السباقة في “محاصرة” روسيا التي تجتاح أوكرانيا خلافاً لشرعة حقوق الإنسان (الجمهور اللبناني يضحك من عبارات شرعة وشرعية واجتياح) فيما “أبو حبيب قابضها جد وآخدها بصدره المدرع”.
روايتان نموذجيتان لمعرفة كيف تنهار الأحزاب الكبرى وكيف يتحول التسونامي إلى جدول تنضب مياهه في أول أيام الصيف، وعليه فإن أحوال هذا الفريق إلى ضمور في نهاية عهد انتهى قبل أن يبدأ فلم يبق أمامه سوى صديقة تتنقل على غير هدى بين درج مكتف وبوابات المصارف تفتش في أوراق البنوك وأرقامها عن فضيحة تعيد إليهم القيمة الزائفة.
لكن “ولاد الحرام بتوع المصارف” لن يعطوها شرف الفوز برقابهم. وهكذا بقيت الداتا المصادرة يستعين بأرقامها الطفل المدلل للعهد في مؤتمراته الصحافية عشية الانتخابات.
وعلى أنغام نشيد “القوات اللبنانية”، “دق الخطر عالأبواب” فإن رئيس التيار يشعر أن الخطر دق بابه ويداهمه في الانتخابات النيابية.
يستنجد بالعم ليبعد عنه هذه الكأس تارة بالدائرة ١٦ للمغتربين وطوراً بـ “الميغاسنتر”، وفي كل الأحوال الغاضبون في “سنتر ميرنا الشالوحي” أكثر من الراضين.
ترشيحات دسمة بطعم التمويل تتطاير فوق رؤوس المناضلين فلا فرق بين حكمت ديب وزياد أسود وبينهما سيمون أبي رميا، المهم هو الغلة وهي الأخيرة في هذا العهد. لكل دائرة متمول وضحية من الحرس القديم، ولا خوف من النتائج النهائية الأهم أن لا يكون العدد الذي سيصل إلى النيابة متدنياً جداً.
أما اطمئنان باسيل فيعود إلى أن “حزب الله” سيسد النقص بكاثوليكي من هنا وانجيلي من هناك، فـ”كلو عند العرب صابون”، والمشرقية عند التيار لا تزال بخير على أبواب انتصار بوتين قديسها في اجتياحه لجارته أوكرانيا.
فهل يصلح أمل أبو زيد ما أفسده وزير العونيين عبد الله بو حبيب في بيان الخارجية الخارج عن كل قيد ممانع؟