“زيح” قوي

8 يونيو 2022
“زيح” قوي
فؤاد حطيط
فؤاد حطيط

ايه والله عشنا وسمعنا. “حزب الله” يقول ويؤكد أنه تحت الدولة، وينتظر موقفها في موضوع القرصنة الإسرائيلية للثروة اللبنانية في البحر، ليبني على الشيء مقتضاه.

ليس تفصيلاً صغيراً هذا المتغير.

الدويلة القوية تصطف تحت الدولة الضعيفة، وتعلن جهوزيتها لتنفيذ الأمر الذي تصدره لها. كتير “عاقلة” هالمقاومة.

سيئو الظن، الذين لا يعجبهم عجب من هذه المقاومة، أسرعوا الى القول إن المقاومة العنيدة لا مصلحة لها في إتخاذ موقف أو القيام بعمل من شأنه أن يضر مصالح أوليائها في بحور سياسية خارجية هائجة هذه الأيام، في وقت صار للغاز رائحة استراتيجية في أنحاء العالم، جراء دخول الدب الروسي الى الغاليري الأوكراني.

وفي الظن السيء، أن الدويلة القوية والدولة الضعيفة “دافنينه سوا”، فهما ملتزمتان بالخط 23 ولا تسلمان بالخط 29 مرجعية حدودية بحرية لما قد تكون فرصة أخيرة للبنان، لتحصيل ثروة ما تعوّض الثروات، التي ضاعت جراء تاريخ طويل من “انتصارات المقاومة” ومن عدوانية تيار سياسي رفعته الدويلة الى سدة الدولة فأوصل الجميع الى الجحيم.

ويكتمل الظن الشرير بأن الثروة اللبنانية البحرية، وبغض النظر عن الخطوط المرسومة لها، هي أساساً رديف لمفاوضات أكبر وأوسع مدى تدور بين طهران وواشنطن عبر خطوط دولية عديدة.

ومنتهى الظن الآثم، القول إن “زيحاً” يربط بين “كاديش” و”الشراونة” بين جيش الدولة الضعيفة إذ يستقوي على “ميليشيات المخدرات” في فترة السماح ما بعد الانتخابات، وبين مقاومة الدويلة القوية إذ تتمسكن أمام قرصنة الثروة البحرية.

وبعيداً عن الظنون والخطوط والزيوح، فإن فكرة إنتظام “المقاومة” في الإصطفاف وراء الدولة، يشعرنا بالزهو الوطني وكأن إحتمال “السياسة الدفاعية” ممكن التحقق في حال توافر ظروف قاهرة تفرضها.

يبدو أن “زيحاً” جديداً لكلام جديد ومقاربة جديدة، بدأ يفرض نفسه على المناخ اللبناني بعد تفليسة الطبقة السياسية، بإرهاصات تغييرية قوية.