عذراً دولة الرئيس

14 سبتمبر 2022آخر تحديث :
عذراً دولة الرئيس
beirut news
عمر غسان العاكوم

لم يبقَ في ساعة العهد الأخيرة سوى 46 يومًا ليطوي لبنان الدولة مرحلة رئاسية صعبة عزل فيها عن الدول وعاش شعبه اعنف ازمة اقتصادية عصفت به منذ ولادته قبل قرن من الزمن.

ومع بداية أيلول، أي قبل 60 يومًا من انتهاء الولاية الرئاسية، نص الدستور على الانعقاد الدائم للهيئة العامة لمجلس النواب، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

هذا ما جاء في الدستور، اما في الاجندات المعلنة والمخفية، فقد بدأت الكتل النيابية ومن خلفها الأحزاب السياسية و-العسكرية- بالتحضير لهذا الاستحقاق الكبير والذي يعد حصوله في موعده، اول حجر أساس لخطة التعافي والنهوض الاقتصادي ومن بعدها استعادة لبنان لدوره الطبيعي في محيطه والعالم.

ببساطة المشهد المذكور وتصلب عقده وتعددها، يغيب الحاضر الدائم في الساحة اللبنانية، الرئيس سعد الحريري عن ملحمة الانتخابات الرئاسية القادمة، بعد ان قرر تعليق عمله السياسي مع تياره بداية العام المنصرم، ولعله آن الأوان ان نقدم لدولة الرئيس الاعتذار، اعتذار مبلول بفعل ندامة على احكام اطلقت لتصيبه في شخصه.

عذراً دولة الرئيس، فكل الافرقاء عقدوا التسويات والمصالحات والاتفاقيات الممهورة بالمحاصصة لضمان وصول رئيس الـ46 يوماً المتبقية لسدة الرئاسة، وكل الافرقاء هاجموا سعد الحريري لأنه اخر من سار بهذا الرئيس كأخر خيار لسد الفراغ الرئاسي.

عذراً دولة الرئيس، فمن تأمر بالأمس على مؤتمر سيدر لانعاش الاقتصاد اللبناني وتطويره بعد ان بذلت من بذلت في سبيل إنجاح هكذا مؤتمر بأفكاره الجديدة وفعاليته الكبيرة ومردوده الإيجابي على اللبنانيين، اصبح اليوم “يشحد” المساعدات والهبات، ويسعى ليل نهار لضمان قرضٍ صغير من هنا وهناك ومن دون جدوى.

عذراً دولة الرئيس، فمن اطلق شرارة تشرين بثورة 2019 اطفأها بيده بعد ان قدمت استقالتك من رئاسة الحكومة، داعيًا الرئاسات الأخرى لتحذوا حذوك سماعًا لصوت الناس في الشارع.

عذراً دولة الرئيس، فمن نظم حملات الافتراء وجيّش وسائله الإعلامية وجيوشه الإلكترونية فداء لمهاجمة سعد الحريري بتهمة التسويات وربط النزاعات من مبادرة (س-س) حتى طاولة قصر الصنوبر بعد انفجار بيروت، هو اليوم يقود التسويات ويربط النزاعات بل يتخطاها لاجتماعات ليلية بعيدًا عن مسامع اللبنانيين وطبعًا لضمان المصالح والمنافع، على عكس ما سعيت اليه لضمان حتمية لبنان اولًا.

عذراً دولة الرئيس، فتنزهك عن دخول غمار الانتخابات النيابية الأخيرة رغمًا عن توجهات جمهورك الذي تحب، فاسحًا المجال امام ريح التغيير املاً بتحقيق نقلة نوعية على صعيد المصدر الأول للسلطات في لبنان، فهبت الريح وانتجت ما انتجت من نواب تغيير طاروا بها وحطوا في حارة حريك وميرنا الشالوحي، داعيين لمشروع –تسوية- رئاسي جديد، لإعادة الحياة البرلمانية الى نمطيتها في التعطيل والتسويات والمحاصصة.

عذراً دولة الرئيس، فكنت تجوب دول العالم دورياً لتلتقي الرؤساء ومواقع النفوذ لتقديم مصلحة لبنان وضمان استمراريته، حتى قيل ان عجلات طائرتك تكاد لا تستريح ليلة على المدرجات، فنسمع اليوم صوتًا من هنا واخر من هناك بالامتناع عن المشاركة بلقاء او تجمع او جلسة حوار، وايهما اصعب، ان يجلس اللبناني مع اللبناني في لقاء، ام مصافحة رئيس مجلس الوزراء اللبناني لرئيس سوريا لأجل لبنان.

عذراً دولة الرئيس، فلبنان يفتقدك ونحن بانتظارك!

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

المصدر بيروت نيوز