ماذا بعد انسحاب الجيش الروسي من مدينة خيرسون الاستراتيحية التي لا تبعد عن الحدود الروسية اكثر من عشرين كم ، هل هو انسحاب مدبر … ام انسحاب تكتيكي … ام انسحاب لشدة هجمات وشراسة الهجوم الاوكراني وايقاع الخسائر والعديد من الاصابات في صفوف الجيش الروسي … ام تحضير لضربه تكتيكيه … ام سحب جزء من قوته لشن هجوم معاكس في جبهات اخرى … ام جر الجيش الاوكراني الى مناطق تقتيل يتم من خلالها تدميره … ام اتفاق سياسي سري بين الدول الكبرى لمرحله سياسيه لاحقه… ام ماذا ؟؟
كل المؤشرات تشير بان الانسحاب سببه قوة وشراسة الهجوم الاوكراني واستخدامه احدث الاسلحة مدعوما استخبارتيا واستطلاعيا من حلف الناتو عن طريق تحديد نقاط الضعف ومواقع الخرق ونقاط التجمع والحشد لدى الجيش الروسي ، بالاضافة الى تدني الروح المعنوية لدى الجيش الروسي ، ومحاصرة الجيش الروسي باكثر من جهة وضعف وعدم خبرة قوات الاحتياط التي تم تجنيدها .
لا شك بان الجيش الروسي الاحمر تعرض لخسائر كبيرة على جبهات متعددة ، افقدته كسب زمام المبادرة في المعركة .وحاول فيما بعد نقل المعركة الى العمق الاوكراني عن طريق تدمير الاهداف السوقية وتدمير البنية التحتية من محطات الكهرباء وشبكات المياه ، والطرق والسكك الحديدية ،ومحطات توليد الكهرباء الحرارية.
يبدو ان الهدف القادم للجيش الاوكراني سيكون جزيرة القرم .
القياده السياسية والعسكرية الروسية في وضع صعب جدا رغم تهديدها باستخدام اسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا ،واستخدام الاسلحة والصواريخ الاستراتيجية في تدمير الاهداف في العمق الاوكراني ،واستخدام الطائرات المسيرة الا انها اصبحت عاجزة عن تحقيق اي انتصار لفرض اي من شروطه على اوكرانيا .
الجيش الروسي لديه الفرصه قد تكون الاخيرة في حسم المعركة لصالحه خلال فصل الشتاء المقبل ، واذا لم يستطع فستكون خياراته المستقبلية العملياتية صعبه جدا ومعقدة.