18 عامًا على غياب رفيق لبنان…

13 فبراير 2023
18 عامًا على غياب رفيق لبنان…
هاجر طبارة
هاجر طبارة

18 عامًا على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، 18 عامًا على اغتيال رفيق الفقير و حبيب الشعب من مختلف الطوائف.

لا يُذكر يوم 14 شباط فقط على أنه عيد الحب، بل، يُذكر بيوم غاب رفيق عن لبنان.

و في ذكرى مثل هذه، يدور في ذهن كل لبناني سؤال موحّد، و هو ماذا لو كان رفيق معنا اليوم؟
فإذا عدنا في الزمن و تحديدًا إلى الوقت الذي كان رفيق الحريري فيه رئيسًا للحكومة، سنلاحظ اختلاف كبير بين تلك الأيام و أيامنا هذه.

ففي ولايته، كان التعليم أولوية من أولوياته، فلم يترك أي شخص بحاجة إلّا و مد له يد العون لتأمين مستقبله، لم يخذل أي شخص ذهب إليه محتاجًا للمساعدة، فكانت يده ممدودة إلى كل الشعب دون استثناء.

و إذا قمنا بالبحث عن شخص استغل منصبه لأجل بلده، فلن نجد سوى رفيق الحريري.

“مات رفيق” جملة أعلنها أحد المواطنين من باب مستشفى الجامعة الأميركية، كانت كافية لإثارة الغضب في قلوب الشعب، الأمر الّذي دفعه للانتشار في شوارع العاصمة، تعبيرًا عن حزنه و لإظهار استعدادهم لمعاقبة الفاعل.

رفيق الحريري لم يكن فقط رئيسًا للحكومة، بل كان أخ و صديق الشعب، كان شخصًا يسهر لراحة شعبه و يحاول قدر المستطاع العمل على تطوير البلاد، لكن في لبنان، من يعمل لصالح الشعب و البلد يقتل…

لو كان رفيق معنا اليوم، لن نرى طفلًا يموت جوعًا، لن نرى طوابير “الذلّ” على الخبز و الأدوية و الأهم من ذلك، لما كان الدولار يحلّق في أقصى معدّلاته.

لو كان رفيق معنا، لن تكون الدراسة حلم صعب المنال، و لن يكون مكان الأدمغة اليافعة في الغربة.

لا شك أن الحافز الأساسي لرفيق الحريري كانت العلاقات الدولية التي تربطه خاصة مع المملكة العربية السعودية و فرنسا.

كانت هذه العلاقات مفتاح له، حيث استخدمها الحريري لصالح بناء البلد.

كان يحلم ببناء و تطوير لبنان، لكنهم قتلوه قبل تحقيقه، فذهب رفيق و ذهبت معه أحلامه.

لعل كل ما يحتاجه لبنان اليوم هو رفيق الحريري، أو شخص يشبهه، رغم صعوبة هذا التخيّل.

فمنذ غيابه، زادت الأزمات شدّة و أصبحنا نمشي نحو المجهول. غاب رفيق الوطن و غاب معه الشعور بالانتماء و الوطنية عند السلطات السياسية التي قتلت حلم رفيق و وجهت تركيزها على الألقاب و المناصب.

و لكن، بحسب رفيق الحريري “محدا أكبر من بلدو”.

المصدر خاص بيروت نيوز