لا شك بأن الخطة الأمريكية لاحتلال العراق عام ٢٠٠٣ كانت معارك جانبية في منطقة أم قصر والبصره لسحب نخبة الحرس الجمهوري من اطراف بغداد، مع تركيز اعلامي شديد على معارك ام قصر .. بالمقابل تقدم القوات الأمريكية من خلال صحراء النجف مع تجنب دخول المدن حتى وصول المطار مع قصف تمهيدي بالطيران والصواريخ الاستراتيجيه للخطوط الدفاعية لبغداد ..
بالمقابل الخطة الروسية معارك في الشرق في اقليم دونباس مع الإنفصاليين مع تقدم الجيش الروسي من خلال قافلة على مسافة ستين ميل حتى الوصول للعاصمة (كييف) ومحاصرتها ..
ولكن :
أين تكمن مصادر القوة والضعف لدى الطرفين؟.
الجيش الأمريكي سيطر على بغداد بعد قصف تمهيدي تجاوز عشر سنوات قبل ساعة الصفر منذ عام ١٩٩٢ باستخدام أحدث الأسلحة صواريخ كروز وتوم هوك وطائرات المقاتله والقاذفات الاستراتيجية والطائرات العملاقه بي ٥٢ وغيرها من الاسلحه والقذائف .. من خلال ذالك تم تدمير البنية التحتيه العسكريه العراقية من طائرات ومطارات ومصانع الصواريخ والأسلحة والذخائر وغيرها.
أمريكيا احتلت العراق مدعومة بقرارات مجلس الأمن تحت البند السابع بحجة البحث عن أسلحة الدمار الشامل .
حصار العراق الكامل بخصوص تزويد المعدات والاسلحة وقطع الغيار وتكنولوجيا الاسلحة الحديثه. ومحاصرته بتصدير نفطه… ومشاركة أكثر من ثلاثين دولة إلى جانب امريكيا بعاصفة الصحراء .
التخاذل الروسي الحليف الاستراتيجي في الوقوف إلى جانب العراق ودعم قرارات مجلس الامن.. وفشل أنظمة الدفاع الجوي الروسي في حماية سماء بغداد.
بالمقابل روسيا دخلت اوكرانيا بناءا” على معلومات استخبارتية غير دقيقه كعملية خاصة قد لا تتجاوز ايام لحسم المعركة .. من هذه المعلومات على سبيل المثال توقع تعاون كبار القادة والضباط الاوكران مع الجيش الروسي على اعتبار العلاقات القويه وان معظم هؤلاء الضباط خريجي المدارس والمعاهد الروسية.
الاستهانة بالطرف الاوكراني على أساس استخدام مصطلح (قوة الصدمة) أثناء التقدم باتجاه العاصمه كييف والمرور من خلال الغابات واطراف المدن، والتعامل مع هذه القافلة من قبل الجيش الاوكراني والمقاومه باستخدام احدث اسلحة م /د.. جافليين الامريكي والطائرات بدون طيار المسيره التركية بيرقدار .. وفصل خطوط الامداد والدعم اللوجستي عن القافلة
وتدمير الجسم الرئيسي القافلة في مناطق التجمع والتشكيل وعلى خط البدء و أطراف العاصمه وانسحابها بشكل مفاجئ مما أدى إلى رفع معنويات الجيش والمقاومة الأوكرانية على حساب معنويات الجيش الروسي..
توفير الدعم الكامل اللوجستي للجيش الأوكراني من خلال دول الجوار أوروبا الشرقية و تزويدها بالمعدات والاسلحه. والذخائر وغيرها.
استخدام الذكاء الصناعي المتمثله في استخدام الطائرات المسيره بدون طيار على نطاق واسع من قبل الطرفين.. مع قيام دول حلف الناتو بتأمين المعلومات الاستخباريه ورصد وتمييز الاهداف والامن السيبراني والتشويش الاكتروني على الاجهزه والمعدات للجيش الاوكراني.
تقديم أحدث الأسلحة والدبابات َوالطائرات المقاتله والهحوميه والمسيره من قبل امريكيا ودول حلف الناتوا للجيش الاوكراني .
فرض الحصار الاقتصادي على روسيا من قبل امريكيا ودول الاتحاد الأوروبي.
خلاصة الموضوع : روسيا بعد أكثر من سنه من تغول الجيش الروسي في اوكرانيا ادركت انها دخلت في المستنقع والواحل الاوكراني وان الحرب طويله.. لذلك عدلت الخطة من التقدم والهجوم والدفاع المتحرك التي فشلت في تحقيق اي من اهدافها بهذه الاسلوب… وتحولت إلى دفاع ثابت وعمل خطوط دفاعية ونقاط حصينه وحقول الغام القصد منه ايقاع أكبر خسائر في المعدات والافراد واستنزاف الجيش الاوكراني وتحطيم معنوياته ، مع القيام بهجمات معاكسه من قبل قوات الاحتياط الروسية واحتلال أراضي جديدة ..
وهذا ما حدث في المعركة الأخيرة .. رغم انني تحدثت في مقالات سابقه بأن هذه الدبابات الالمانيه والأمريكية وغيرها الاحدث في العالم ستكون هدفاً سهلاً ومغريا” للطائرات المسيرة الروسية وصواريخ م / د كورنيت وطائرات السمتية قانصة الدبابات الروسية( التمساح).