خَلق الله الانسان لعمارة الأرض وازدهارها واستمرار الحياة فيها
عمارة الكون بلا أرض خضراء فهي جرداء
وكذلك الانسان .. بذرة العطاء
فإن كان خيّراً معطاءً كان كالأرض الخضراء يعم جمالها على من حولها وان كانت بذرته فاشلة اصبحت بيئته جرداء
وخَلقه الله تعالى من طين ليتشكل حسب الظروف ويتغير ،فهو ليس حجر قاسيا طول الوقت ، ولا ليناً تقهره الظروف
فهو بين قسوة ولين ، بين ضعف وقوة، بين حزن وفرح ،بين حقيقة وخيال
خلقه يتشكل ويتغير ليتنوع عمارة الكون بكل أشكال الجمال والكمال والابداع
وداخل هذا الانسان الذي خُلق من طين بذرة ، والانسان يتغذى جسمه على أغذية مختلفة البذور كالخضار والفواكه
وعندما يتغذى على هذه البذور يرى العديد من تنوع النباتات وهذا التنوع يشبه تنوع الانسان
ولا يوجد بذرة بدون قشرة ،فالقشرة تختفظ بالمادة المغذية ، ولو ان البذرة وضعت بظروف زمانية او مكانية غير مناسبة لفقدت وفسدت وفقدت غايتها
كذلك البشر فهم اجناس تتنوع كتنوع البذور وكل انسان له قشرة لتحميه وتحفظ ذاته ،وقشرة الانسان حكمته وعقله وبيئته
فلو حكّم الانسان عقله ماضل ولو ايقظ بذرة ضميره وسار بطريق التقوى والهدي لما تلفت ذاته
فالانسان العاقل هو الذي يتاقلم مع ظروف بيئته ليتعايش معها ويسعى ان يتغير دائما للأفضل ..ان ينمي بداخله بذرة الخير والطموح والعطاء والأمل
وان لا يسمح للظروف والبيئة ان تغيره للاسوء وان يفقد غاية وجوده على وجه الارض
كلنا كالبذور نتغير ..فلنكن بذور خير وحب وتفاؤل
