هل تنجح المبادرة القطرية بانتخاب رئيس للجمهورية اللينانية؟

27 سبتمبر 2023
هل تنجح المبادرة القطرية بانتخاب رئيس للجمهورية اللينانية؟
عبد معروف
عبد معروف

يشهد لبنان نشاطا دبلوماسيا ملحوظا للإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية وأخراج البلد من النفق الاقتصادي والسياسي المظلم الذي تمر به منذ سنوات قليلة وأدى إلى انهيار مالي واقتصادي غير مسبوق وانقسام سياسي حاد ..ما يجعل لبنان يقف على شفير انهيار أمني وفوضى من البوابة الاجتماعية التي يعيشها الشعب اللبناني أو من بوابة انتشار الإرهاب الذي بدأت تقارير مختلفة تتحدث عن مخاطره.

دولة قطر التي تقود تلك التحركات بهدف التوافق على رئيس للجمهورية ..تحمل مبادرة قد تؤدي خلال الأسابيع القادمة لانتخاب رئيس وبدء السير في حراك سياسي واقتصادي من فوهة الغاز المرتقب في المياه الاقليمية جنوب لبنان .

واذا كانت المبادرة القطرية مازالت تحمل اسم قائد الجيش جوزيف عون لرئاسة الجمهورية وتضع إلى جانبه اسماء أخرى (المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري وفادي افرام) …فما يهم الموفد القطري هو انتخاب رئيس تتوافق عليه الأطراف السياسية والمرجعيات اللبنانية المختلفة .

ودولة الرئيس نبيه بري الذي سارع لتأييد المبادرة القطرية وذهب بخطوات متقدمة للتعاون معها . أطلق بدوره مبادرته المعروفة الداعية لطاولة حوار بين الفرقاء كخطوة لجلسات برلمانية مفتوحة لانتخاب رئيس. كاشفا أن لبنان سيكون له رئيس جديد خلال الشهرين القادمين ..ملمحا أن لا اعتراض له في حال تم التوافق على قائد الجيش رئيسا للبنان.

وهذا ما يفسر تشديد الرئيس بري للفصائل الفلسطينية بضرورة وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة وعودة الاستقرار إلى أحياء المخيم ووضع حد للاشتباكات الدموية ، لاعتقاده أن استمرار وتصاعد الاشتباكات وتحرك الخلايا النائمة في حال تصاعدت الاشتباكات سيؤدي إلى انتشار الإرهاب و توريط الجيش اللبناني في الرمال المتحركة داخل عين الحلوة ويشكل ضربة قاسية للمبادرة القطرية وبالتالي عدم انتخاب رئيس وعرقلة وصول قائد الجيش إلى قصر بعبدا .

من الواضح أن المبادرة القطرية مازالت متقدمة وتعتمد على تعاون وتفاعل الرئيس نبيه بري معها .

والمبادرة القطرية لا تتحرك بالفراغ بل تشكل جرافة أمام تحرك دولي اقليمي يرؤوسه الثلاثة ( المملكة العربية السعودية إيران والولايات المتحدة) هذا التحرك الذي سيتوج المبادرة القطرية بانتخاب رئيس جديد والعمل على استخراج الغاز وإنقاذ لبنان من انهياره المالي والاجتماعي والاقتصادي .

بالتالي فإن لبنان أمام حراك قطري مدعوم عربيا ودوليا الهدف منه وضع حد للانهيار العام وانتخاب رئيس واستخراج الغاز ..حتى لا تصل الأوضاع في لبنان حد الانهيار الأمني الواسع وانتشار الصراع مع نمو القوى والتيارات الإرهابية وذلك ليس خوفا على لبنان فحسب بل ايضا لأن ذلك يشكل خطراً على قوات الطوارئ الدولية والبعثات الدبلوماسية ويعيق استخراج الغاز من المياه الاقليمية الذي أصبح ضرورة دولية بعد تصاعد واستمرار الحرب في اوكرانيا .

فهل تنجح المبادرة القطرية بالوصول إلى انتخاب رئيس وإنقاذ لبنان ؟
الأمر ليس سهلا والعقبات امام المبادرة القطرية كثيرة …لكن اللبنانيون اعتادوا على المفاجآت ..فالوضع في لبنان لم يعد يحتمل المزيد من الصبر أمام تصاعد القلق من إمكانية انفجار اجتماعي واسع وانتشار الإرهاب وتصاعد الاشتباكات في عين الحلوة .

الأيام القادمة كفيلة بتوضيح كل ذلك. والرئيس بري الذي أطلق دعوته بالتزامن مع المبادرة القطرية يعلم جيدا أن لحظة الانفجار الأمني قادمة وليس أمام اللبنانيون الا التوافق وانتخاب رئيس وبناء دولة تحمي المواطن ومصالحه وتشعره بالأمن والأمان ..

المصدر بيروت نيوز