تتردد عبارة الأمة الإسلامية في بيانات وتصريحات وخطابات العديد من القوى والفصائل والأحزاب والقيادات الفلسطينية واللبنانية خاصة والعربية عامة في محاولة للإيحاء وكأن المسلمون أمة .
فما هي الأمة ؟
الأمة هي مجموعة من البشر يجمعها اللغة والامتداد الجغرافي والتاريخ والمصير المشترك .
وابناء الأمة هم الذين يتأثرون ببعضهم وتجمعهم الأزمات والانتصارات .
المسلمون الذين يتوزعون في إسقاع الأرض.. لا تجمعهم اللغة ولا تجمعهم الجغرافيا ولا الآمال والأماني ولا يجمعهم المصير المشترك .
فما هي علاقة المسلم في الباكستان او الهند أو غيرها ..بالمسلم في فلسطين أو الجولان أو جنوب لبنان .
وهل يتأثر المسلم في الشيشان بأحداث ومآسي ليبيا أو المغرب أو العراق.
وهذا ما يتطابق مع المسيحي الموجود في كل انحاء العالم واليهودي أيضا في البلدان الشرقية والغربية .
مفهوم الأمة لا ينطبق أهل الدين ..لأن أهل الدين لا تجمعهم مواصفات الأمة ..ولا تجمعهم الجغرافيا بل تجمعهم عبادة الله .
واذا كان المسلمون أمة .. فمن حقهم إقامة دولة وكيان ونظام وقوانين .
واذا كان المسلمون أمة …يصبح من الطبيعي أن يكون المسيحيون أمة واليهود أمة .
ومن ينادي بهدف أن المسلمون أمة هو أيضا يعترف بأمة اليهود وحقهم في إقامة دولتهم والاعتراف بأمة إسلامية يعني بشكل مباشر اعتراف بكيان العدو الاسرائيلي ويمنح اليهود في العالم ليكون لهم دولة وكيان ..
لذلك أن تعميم عبارة الأمة الإسلامية هو اعتراف مباشر وغير مباشر بوجود أمة يهودية ومن حقها إقامة دولة وبالتالي الاعتراف بكيان الاحتلال …وهذه خيانة وانحراف وحراك عكس مسار التاريخ.
فمن يريد أمة اسلامية وهو مفهوم ضد منطق التاريخ يعني أنه مستعد لقبول وجود أمة يهودية لها دولة ولا بد من تأكيد أن هذه خيانة للتاريخ والعلم والمنطق البشري .