يعتبر الحوار شكلٌ من أشكال التواصل وتبادل الأفكار والمواقف بين شخصين أو أكثر، بهدف الوصول إلى حقيقة ما أو الاتفاق على موقف ما إلى جانب هدف تبادل الأفكار والمواقف مهما كانت مختلفة.
فالحوار بين الأشخاص أو الأطراف المختلفة له شروطه وعلمه وقوانينه وأهدافه، لذلك للحوار ضوابطه وأخلاقياته، فلا تقذف فيه العبارات والاتهامات جزافا، ولا يجوز فيه أن تتقاذف أطراف الحوار الكلمات دون وعي وتدقيق.
ذلك لأن الدخول في الحوار وسيلة فعالة للتأثير بالآخرين فمن خلاله يمكن نشر الوعي والثقة والمحبة، التعرف على الاتجاهات والميول أو التغيير فيها من خلال الإقناع دون إثارة الحقد والجدل، إرشاد الناس إلى مصالحهم، الوصول إلى الحلول والتفاهم عند وقوع الخلافات، والتعرف إلى طريقة تفكير الأخرين واكتساب بعض خبراتهم، وللوصول إلى النتيجة التي طُرح من أجلها الحوار يجب على المحاور أن يعرف ما هي شروط الحوار؟
وللنجاح في إدارة أي حوار منذ بدايته، وحتى يكون فعال ومفيد يلزم معرفة ما هي شروط الحوار وقواعده والالتزام بها، وهي كالآتي: الاحترام والأخلاق التي يمكن أن يتصف بها المرء. تحديد الموضوع الرئيس للحوار والهدف منه، مما يساعد في كسب الوقت من أجل الوصول إلى النتيجة المرادة من الحوار.
لذلك كله لابد أن يكون لدى كافة أطراف الحوار، الوعي والجرأة، والشجاعة، على الاعتراف بالخطأ، في حال خالف وعدم التعصب والاستفزاز والنكد وإلقاء الشتائم والتهم.
وعلى من يشارك في الحوار أن يكون على قدر الحوار متمكنا من شخصيته واثقا من نفسه وويكون مأدبا مع الطرف الآخر، باختيار الألفاظ اللائقة.
ومن أبرز شروط الحوار أن يحترم كل طرف الطرف الآخر مهما كانت درجة الخلاف والتناقض في المواقف وإلا فوقف الحوار يكون أفضل من استمراره لأن الحوار يحتاج لوعي بعيدا عن التعصب التنظيمي والديني.
وعلى المشارك في الحوار لو كان واثقا من نفسه أن يبتعد عن الغضب وأسبابه مع الحرص على الهدوء وعدم التشنج واستقرار النفس والقدرة على الفهم والتعبير حتى ينتهي الحوار .
وهناك ضرورة في حال شارك شخص بالحوار أن يكون هادئا ويتقن الإصغاء للطرف الآخر، والاستفادة من طرحه، وكبت جماح النفس عند الرغبة في الجدال، والعرب تقول: “رأس الأدب كله الفهم، والتفهم، والإصغاء إلى المتكلم، ومن أهم الفوائد التي تستفيدها من هذه النقطة اكتساب صفة الحلم”.
ومن أبرز فوائد الحوار ولكن في إطار الشروط الهادفة والتهدذيب واحترام الآخر أنه فرصة
لتبادل الأفكار بين الناس وتتفاعل فيه الخبرات، كما يساعد على تنمية التفكير وصقل شخصية الفرد، ويولد أفكار جديدة، ينشط الذهن، يساعد على التخلص من الأفكار الخاطئة.
يساعد على الوصول إلى الحقيقة.
وهنا لابد من القول، أن الموضوعية في الحوار، حيث يتم الحوار على أساس الموضوع وليس بناءً على الشخص المحاور أو شخصيته، كما يجب عليه تجنب الكذب، والتوثيق العلمي والبعد عن الميول. استخدام لغة واضحة مفهومة وقوية.
يجب أن يكون الحوار هادف، والغرض منه التوصل إلى الحقائق. مناقشة أصل الموضوع قبل الخوض في فروعه.
التزم الهدوء وضبط النفس. حسن الاستماع وعدم الاستعجال في الرد، فالمستمع الجيد محاور جيد. وبالتالي البعد عن الغرور والتكبر وعدم تجاهل آراء الآخرين، أو التعصب للرأي الشخصي.
أن يكون المحاور صاحب فكر ووجهة نظر، سرعة البديهة وقادر على الرد وعلى التعامل مع المواقف بحنكة.
اللباقة بالكلام، واستخدام الكلمات المناسبة للرد على الأسئلة أو الآراء المطروحة. تقديم الأدلة والبراهين من أجل إثبات الحقائق.