العفوية لا تهزم عدوا ولا تحقق نصرا

5 يناير 2024
العفوية لا تهزم عدوا ولا تحقق نصرا
عبد معروف
عبد معروف

عند كل محطة مصيرية تثار المشاعر العفوية في صفوف الجماهير الشعبية وتذرف دمعات الحزن عند المحطات القاسية والانتكاسات والهزائم وتحتفل الجماهير وتطلق الشعارات والهتافات والخطابات وترفع الرايات وتنطلق المسيرات عند اي انجاز بطولي وطني .


في الحالتين قليلون هم الذين يحللون بدقة ويقيمون ويدرسون بمنهج وطني صلب …ما هي خلفيات ما جرى ..ما هي أبعاد هذا الحدث ما هي تداعياته ومؤثراته ..والى أين تتجه الاوضاع؟
وهذا أمر ضروري وهام عند كل محطة تاريخية واذا كانت الجماهير الشعبية تعبر عن فرحتها وغضبها واستنكارها ووطنيتها بعفوية وهذا أمر طبيعي فإن من حق هذه الجماهير أن تعلم لتتمكن من تنظيم صفوفها ورفع مستوى معرفتها ووعيها ومن مسؤوليات ومهمات القوى والأطر والنخب السياسية والفكرية الوطنية أن تتوجه إلى الشعب للإجابة على تساؤلاته وتحليل الواقع وشرح الابعاد والتداعيات والمخاطر والانجازات في سياق المشروع الوطني لمواجهة معسكر العدو.


فالعفوية لا تحقق نصرا والمشاعر والخطابات والمسيرات والشعارات وان كان لها أهميتها الآنية ..الا أنها لا تردع عدوا ولا تحقق نصرا.


لذلك أيضا هناك مسؤولية على القوى والأطر السياسية الوطنية العمل في صفوف الشعب ولا تكتفي بدعوته للمظاهرات واطلاق الهتافات ورفع الرايات بين تعمل في صفوف الشعب من أجل تنظيم صفوفه وحشد طاقاته ورفع مستوى وعيه في إطار مشروع الثورة الهادف لدحر الاحتلال الصهيوني الإمبريالي الرجعي .. وتحرير الأرض وبناء المجتمع المتطور المنتج الديمقراطي العادل .
إن الحراك السياسي والعسكري والثقافي والفكر والاقتصادي الذي تمارسه القوى والأحزاب والأطر هي خدمة لمصلحة الشعب والوطن…. وتقدم كل التضحيات من أجل الوطن والشعب لذلك من حق الشعب أن يعلم ويحشد كل طاقاته ويرفع من مستوى معرفته ووعيه في إطار مشروع ثوري تقوده أحزاب وقوى وتيارات وطنية صلبة ..وهدفه النهائي الانتصار على العدو بناء الوطن والمجتمع.

المصدر بيروت نيوز