وكان الشهيد مقبل الذي اغتالته يد الغدر والاجرام في جزيرة قبرص في 3 أيار مايو 1984، يعلم أن الصحفي الفلسطيني هو في طليعة قوى الثورة والمواجهة مع العدو، ليس بهدف إبراز الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعنصرية الكيان الصهيوني فحسب، بل أيضا دوره الريادي في كشف جرائم هذه العدو وسياسته وممارساته العدوانية ومخططاته المعادية لحركة التاريخ.
لهذا فقد كان الصحفي الفلسطيني في صفوف الثورة لمواجهة العدو الصهيوني وأدوات القمع والتنكيل والاستبداد والتطبيع في المنطقة العربية.
ولهذا أيضا أطلق الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين شعار “بالدم نكتب لفلسطين”، لأن الصحفي الفلسطيني وعندما انخرط في صفوف الثورة وفي ميادين المواجهة، وكان له الدور البارز في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وكشف مخططات ومشاريع وجرائم العدو، كان للصحفي الفلسطيني الدور الهام والبارز في ميادين المواجهة مع معسكر العدو، ما جعله عرضة للاعتقال والاستشهاد والاعتداء .
ورغم العمليات الاجرامية التي ارتكبها الاحتلال بحق الصحفيين خاصة والاعلاميين عامة، منذ اغتيال الشهيد غسان كنفاني 1972، وكمال ناصر1973، وغيرهم العشرات بل المئات من الصحفيين الذين استهدفتهم المخابرات الاسرائيلية، إلا أن العالم كان صامتا دون حراك فعلي وجدي لمواجهة هذه الجرائم، ما جعل السلطات الاسرائيلية تزداد عنصرية وغطرسة وتعنتا وتزداد قتلا واعتقالا واستهدافا للصحفيين الفلسطينيين والعرب.
هناك ضرورة لتحرك إعلامي (دولي وعربي وفلسطيني)، فاعل ومنظم بهدف كشف مخاطر ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي من جرائم وعمليات قتل تستهدف الصحفيين، وإطلاق حراك إعلامي جاد وفاعل ومؤثر على مستوى المنطقة والعالم لكشف ممارسات هذا الاحتلال في إطار ما يقوم به من حرب إبادة تستهدف الشعب الفلسطيني.
هناك عمل ما يجب على النخب والقوى السياسية والاعلامية ( الفلسطينية خاصة والعربية عامة) أن تقوم به في مواجهة الاحتلال، ومناقشة ما يمكن فعله للمساهمة في مواجهة العدو ووضع حد لتعنته وغطرسته.
لقد تمادى العدو بجرائمه ولم يعد من أبواب مفتوحة أمام الشعوب إلا المواجهة وتنظيم الصفوف وحشد الطاقات.