اهالي غزة بعد مائة يوم من التضحية والمعاناة والبطولة، ترافقت مع الحصار، والدمار وعمليات القتل الوحشية. مائة يوم وأنتم تتعرضون للمجازر وعمليات الترهيب والجوع والتعب والإرهاق، التشريد والعطش، وهذا ما يؤكد للضمير البشري أن غزة ليست أجمل المدن ولا أقدسها لكنها أعرقها أكثرها طهرا، وأعظمها أثرا بأهلها ورجالها، فغزة باتت قبلة كل حر في هذا العالم، لمساندتها دعمها مشاركتها، فقد كتب الله لها تغيير المعادلات على هذا الكوكب، فكان “طوفان الأقصى” وكانت مقاومة الكتائب العسكرية وصمود الشعب. ما تتعرض له غزة اليوم هو دين عظيم في ضمير الإنسانية، وعلينا تسديده من دمنا مالنا، عملنا، نشاطنا، حراكنا، وفعالياتنا الشعبية، فلا عشنا، ولا كنا إن لم تنتصر غزة وإعادتها أفضل مما كانت. لذلك على كل منا واجب أخلاقي وإنساني وقومي أن نسأل أنفسنا كيف لنا ان ندعم صمود غزة. غزة اليوم بمنتصف المهمة العظمى، لا عودة ولا رجوع إلى الوراء، فالوحدة الوطنية أصبحت ضرورة أكثر من أي وقت مضى، لذلك علينا أن ندفع باتجاه الوحدة وباتجاه مد عربي جاد وفاعل لأهالي ومقاومة غزة. لا وقت اليوم للعتاب، ولا مكان للخلاف والاتهام، وحتى لا نغرق في بحر النقاشات والتعصب الأعمى، والولاء التنظيمي القاتل، فتح، حماس، الجهاد، الشعبية، الديمقراطية، الألوية اليساري العلماني الاسلامي وباقي التيارات والقوى والفصائل الفلسطينية، على الجميع البحث بشكل جدي كيف نقاوم الاحتلال عدو الجميع، كيف نوحد الموقف والرؤيا ونتوحد في ميدان المواجهة دافاعا عن الشعب والأرض والقضية. ليس من خيار أمام الفلسطيني اليوم إلا المقاومة والمواجهة حتى الانتصار، وأي هزيمة أو استسلام تراجع، سيهزم الجميع، يخسرون وطنهم وكرامتهم ومستقبل أجيالهم.
تحية لأهالي غزة بعد مائة يوم… الصامدين على جمر القتل والقتال
المصدر
بيروت نيوز