تقييم موقف حماس من ورقة باريس المتداولة لوقف العدوان على غزة

8 فبراير 2024
تقييم موقف حماس من ورقة باريس المتداولة لوقف العدوان على غزة
زياد الغوش
زياد الغوش

 

تبين بعد المتابعة والاستفسار أن حركة حماس تجري عملية تقييم وتدقيق، لمقتَرَح باريس، وصياغة ملاحظات رجال القسام على بنوده، بهدف تحسينه وتعديل مساره، بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ومتطلباته الحالية؛ وأهمها ضمان وقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل كامل ونهائي، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإيواء النازحين، وإدخال المساعدات بشكلٍ كافي ، وإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال الإسرائيلي، ليكون مدخلاً لإطلاق سراح الأسرى، والسعي لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

تتمثل منطلقات حماس الأساسية بالمصلحة العليا لشعب الفلسطيني، وضرورة إنهاء معاناته الإنسانية التي صنعتها جرائم الاحتلال الصهيوني؛ باعتبارها الهدف الأساسي والأولوية الكبرى، ودعوة أبناء شعب الفلسطيني الصامد إلى مزيد من الثبات واليقظة والوعي بطبيعة هذه المعركة، التي تشكل محطة مهمة يمكن البناء عليها لإنجاز حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتحقيق تطلعاته في التحرير والعودة.

وفي هذا السياق تحدثت سابقاً من الدعاية الصهيونية أو الانسياق وراء تقارير إعلامية مشبوهة تحاول رمي الكرة في ملعب المقاومة الفلسطينية، على اعتبار أنها مطالبة برد إيجابي على مقتَرَح باريس، فهذا محاولة صهيونية للهروب من استحقاقات أي اتفاق.

مع العلم هناك تعنت واضح من حكومة نتنياهو ورفض صريح ومعلن لما رشح عن باريس، بهدف الاستمرار في جريمة الإبادة الجماعية، عبر استمرار القصف وعمليات القتل الممنهج، وصولاً إلى تصفية القضية الفلسطينية، وبالتالي يتحمل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية أي فشل محتمل وتعطيله لأي اتفاق، إذا استمر في رفضه لوقف عدوانه وجرائمه بحق أهالي قطاع غزة.

النوايا الأسرائيلية الخبيثة واضحة، بتصريحاتهم المتواترة من نتنياهو الذي يعلن تمسكه باستمرار العدوان على غزة، وتصريحات وزراء حكومة الارهاب الإسرائيلية التي لازالت تتحدّث عن التهجير، ورفض إدخال المساعدات، واستمرار القتل والإبادة الجماعية، وهذا يشكّل عائقاً واضحاً لأي مبادرة ومحاولة لإفشال دور الوسطاء.

وعلى ما يبدو أن المقاومة الفلسطينية موحدة، وشعب الفلسطيني على قلب رجل واحد في مواجهة التعنّت الصهيونية، وبأن شعب الفلسطيني الذي قدّم كل تلك التضحيات لن يقبل الذلة، ولن يعطي الدنية لأحد، ولن يتنازل عن حقوقه الوطنية، وهو ثابت على أرضه، ومتمسّك بحقوقه، وأي حل مقبول؛ يجب أن يُبنى على أساس إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه السياسية والإنسانية الواضحة والمحمية بموجب القانون الدولي .

المصدر بيروت نيوز