“الوادي الأخضر”، منتوجات زارت كل بيوت اللبنانيين وحطت على مائدتهم وتلذذوا بطعمها، لكن ما لا يعرفونه أن الشركة المنتجة لأشهى مأكولاتهم تمر بأيام عصيبة، حيث تواجه مصيراً غامضاً.
بالعودة إلى بدايات الشركة، فقد كانت تدار من جورج عبجي، حيث ارتقت خلال “عهده” إلى الشهرة العالمية وازدهرت منتجاتها، مما جعلها معروفة في أكثر من 60 دولة بتشكيلتها المتميزة من المقبلات اللبنانية. لكن بعد وفاته في حادث مأساوي، تغيرت الأمور، حيث اندلعت خلافات عائلية ونشبت نزاعات قضائية.
على الرغم من هذه الخلافات، برزت شخصية هنري عبجي الذي كان قد تدرج على يد عمه جورج، فتولى القيادة في مجموعة عبجي للمواد الاستهلاكية (OCP)، وأظهر قدرته على استمرار الشركة في تحقيق النجاحات المتتالية. لكن بعد فترة قصيرة، قادت دانا متري عبجي “انقلاباً” أسفر عن تربّعها على رأس مـجموعة من أكبر الـمجموعات التجارية فـي لبنان والـمنطقة، رغم إنها بعيدة عن عالم الاعمال ومتخصّصة بعلم نفس الأطفال.
بعد ترأس دانا متري عبجي الشركة، بدأت الاستقالات في مجالس الإدارة والتغييرات المتكررة في التشكيلات الإدارية، بـحيث تـمّ وخلال فترة لا تتجاوز الثلاث سنوات، تعديل وتبديل واستقالة مـجلس إدارة الـمجموعة لـخمس مرات متتالية.
هذا التغيير الدرامي في القيادة أدى إلى تفاقم الخلافات العائلية ونشوب نزاعات قانونية بين المساهمين وأفراد عائلة عبجي وصولاً الـى قيام دعوى تـهدف الـى تصفية وحلّ الـمجموعة بسبب الـخسائر الـمتراكمة وبسبب التفرد باتـخاذ القرارات التـي تلحق الأضرار بالـمساهـمين وبغير الـمتعاملين مع الشركة.
توقف المسار التصاعدي لمجموعة شركة عبجي للمواد الاستهلاكية (OCP)، التي تضم العديد من العلامات التجارية البارزة مثل الوادي الأخضر و Henkel، بمجرد وصول دانا متري عبجي. أصبح التردد سائدًا في اتخاذ القرارات والتخبط في إدارة الأعمال، وظهر ذلك بوضوح من خلال رفض أصحاب الاختصاص قبول المراكز التنفيذية في الشركة، فقد اعتذر العديد من أصحاب المؤهلات عن تولي هذه المسؤوليات تحت الإدارة الحالية، رغم الإغراءات التي وعدوا بها.
وانعكس التباطؤ والانحدار بالـمسار على مستويات عديدة حيث يضطر المستهلكون إلى البحث عن منتجات الوادي الأخضر على الرفوف، وفي كثير من الأحيان يجدون أن مطالبهم غير متوفرة.
بدأت الإدارة الحالية للشركة في عملية تصفية بعض ممتلكات المجموعة في لبنان والخارج، مما يجعل الشركة عرضة للتصفية القضائية. هذا الأمر خلق جوًا من القلق المتزايد لدى الموظفين والمتعاملين مع الشركة.
ويبقى السؤال: هل ستتمكن الشركة من تجاوز هذه الأزمة والعودة إلى مسارها الصحيح؟ أم ستُضاف إلى قائمة الشركات التي قضت عليها الصراعات الداخلية؟