مسلسل انا او لا احد الاشتراكي

2 يوليو 2024
مسلسل انا او لا احد الاشتراكي
زياد الغوش
زياد الغوش

أنت أو لا أحد مسلسل مكسيكي من بطولة أندريس غارسيا بدور أنطونيو، ولوسيا منديز بدور راكيل، تم إنتاجه عام 1985، ويعتبر من أنجح المسلسلات التلفزيونية في مدة الثمانينيات من القرن الماضي. وتدور أحداثه حول خديعة راكيل من الأخ غير الشقيق لأنطونيو ماكس مليانو الذي دبرالمكيدة كي يتخلص من أخيه لترث راكيل أمواله باعتبارها زوجته. إلا أن نجاة أنطونيو من الحادث وعودته سالم يقلب الأمور جميعها.

وإذا ما أردنا تلخيص قصة هذا المسلسل الضخم فإن الخديعة والانتقام من أجل الميراث.

ما ذكرنا بهذا المسلسل وأحداثه بيان صادر عن وكالة الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي الذي تهجم من خلاله على تيار المستقبل دون أن يسميه متهما إياه “بالعقد والأحقاد والحسابات الصغيرة الضيقة”، ونافيا عن نفسه سياسة “أنا أو لا أحد”، وباديا بيانه “أننا لن ننزلق كحزب تقدمي اشتراكي لمستوى التهجم على الحزب ونائبه في إقليم الخروب، احتراما للحظة المصيرية التي يعيشها لبنان”
مما يظهره في دور الضحية التي تتلقى السهام، وتنظم عليه الحملات وهو من أجل لبنان لن ينجر إلى ما أسماه سجالات عقيمة وسيبقى الصدر الرحب والواسع والحريص
فمن نظم حملة ضده؟ لكي يصدر بيان التعفف هذا
ومن يحمل العقد والأحقاد والحسابات الصغيرة الضيقة؟
ومن ينتهج سياسة أنا أو لا أحد؟
وهل عدنا إلى زمن قمع الحريات وإسكات الصوت الآخر، بالتهديد أو الترغيب؟
فلما كل هذا التوتر والانزعاج من الرأي الآخر، ولماذا المسموح لكم ممنوع على غيركم؟ ومن منحكم شهادة بالطب النفسي لتقيم الآخرين وتصنيفهم؟
كل ذلك بسبب ثلة من الشباب أزعجها تغريدة لسعادة النائب بحصر إنجاز ونضال نقابي بحزبكم وتغيب من كان له الفضل بذلك فعبرت عن رأيها بكل احترام على صفحته، أوليس هو من اختار العمل بالشأن العام وعليه تحمل سماع الرأي الآخر، أم الاستكبار وحب الأنا، يمنعه من التواضع لسماع وجهة نظر الطرف الآخر؟
واحتراما لعقول الجمهور والمتابعين وتوضيحا لبعض العبارات التي تدغدغ المشاعر وكي لا تلعبوا دور الضحية المستهدفة دوما.
فتعففكم عن عدم الانزلاق احترامًا للحظة المصيرية التي يعيشها لبنان لم يستمر أكثر من 24 ساعة من إصداركم البيان حتى انهال شبابكم وشاباتكم بالردود والتهجم التي نترك للجمهور تقييمها، وإذا ما كانت تليق بمدرسة المعلم كمال جنبلاط.

وحديثكم عن العقد والأحقاد فضحتها القيادة في حزبكم وسكرتيرة مدير مستشفى سبلين الحكومي في منشور على صفحتها على الفيسبوك معلنةً بدء الحملة من قبلكم حيث أظهرت بصدق وشفافية وفي 263 كلمة مدى العقد والأحقاد التي تكنونها لمن تعتبرونه منافسكم.

ونذكر بعض ما كتبته: “مجموعة أبواق رخيصة وحثالات مفلسة أخلاقيًا”، “العبيد الأذلاء”، “فمن كان تاريخه وتياره الغدر وقلة الوفاء والمتاجرة بدماء الشهداء لا يحق له التحدث عن الوفاء”.

وبالحديث عن المنح التعليمية ودور النائب في مساعدة الطلاب قالت: “لم يستعبدهم فيما بعد لغايات عبودية كما فعل تياره”.

وفي إحدى تعليقاتها كتبت: “من لا تاريخ له لا حاضر ولا مستقبل”.
وهنا وبكل صدق نعترف لكم جهرًا أن تيار المستقبل فاشل تاريخيًا، وليس في صفوفه أمثال “الكاوبوي – يوسف رياض فخر”، ولا “جمال كرار – أبو هيثم”، وبكل تأكيد ليس في سجله تصفية المرابطون وسرقة إذاعة لبنان العربي ليفتتح إذاعته، وحتماً لم يصَفِّ القائد المناضل نبيل بشاشة، ولن نزيد بالتاريخ إكرامًا للوضع الدقيق الذي تمر به البلاد.

وقبل أن تطالعونا ببيانكم القادم بأننا نفتح ملفات الحرب التي مضى عليها الزمن، نقول لكم مهما طال الزمان ستبقى الموبقات التي ارتكبتموها في سجلكم الحافل، ومن يطرق الباب لا بد أن يسمع الجواب.

فتيار المستقبل في سجله ميليشيا واحدة من المثقفين وحملة الشهادات العليا من مختلف المناطق والطوائف والأحزاب السياسية، الذين ما زال معظمهم في أحزابهم وفي مراتب المسؤولية.

أخيرًا، يحق لأي طرف سياسي أن يفتخر بتاريخه ويدافع عن مبادئه ويناضل من أجلها، ويحق له أيضًا أن يجري المراجعة الذاتية ويستخلص الدروس والعبر، ولكن ليس من المسموح أن يعتبر نفسه قديسًا وملاكًا وفوق الحساب. فمسلسل “أنا أو لا أحد” الاشتراكي لن يُكتب له النجاح.

المصدر بيروت نيوز