أوهام التسوية مع كيان عنصري لا يفهم إلا لغة القتال والمواجهة

18 يوليو 2024
أوهام التسوية مع كيان عنصري لا يفهم إلا لغة القتال والمواجهة
عبد معروف مدير التحرير بيروت نيوز
عبد معروف مدير التحرير بيروت نيوز

تستمر القيادة الصهيونية بحرب الابادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويمارس جيش الاحتلال كل أنواع القتل والدمار والمجازر، بهدف الضغط على إرادة المواجهة والقتال الفلسطينية، وإخضاع هذا الشعب العظيم للشروط الاسرائيلية والتخلي عن إرادة المواجهة والقتال والصمود.

و حرب الابادة التي تستهدف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة اليوم، هي حلقة من حلقات العدوان والمجازر والابادة التي يرتكبها هذا العدو منذ ما قبل تأسيس كيانه على جزء من أرض فلسطين عام 1948، لأن المجازر وعمليات القتل والابادة والتدمير من طبيعة هذا الكيان، فارتكب المجازر وحروب الابادة في كفر قاسم ودير ياسين والطنطور، ومدرسة بحر البقر ومصنع أبو زعبل في مصر، ومجازر صبرا وشاتيلا وقانا وغير العشرات بل المئات من المجازر المستمرة حتى يومنا هذا، والتي تؤكد طبيعة هذا الكيان الدموية والعدوانية والعنصرية.

وإذا كان ما يجري في غزة اليوم يؤكد عنصرية ودموية الاحتلال فهو يؤكد أيضا أن هذا العدو لا يفهم لغة السلام، وأنه عدو قاتل لا يمكن المراهنة معه على مسار التسوية والمفاوضات، بل هناك ضرورة لحشد الطاقات وتنظيم الصفوف واستنهاض الهمم والارادات العربية من أجل ردعه ومواجهة عدوانه ووضع حد لتجبره وتعنته.

لذلك لابد من التأكيد دائما على أن فلسطين ومواجهة الكيان الصهيوني هي مسؤولية عربية أولا وأخير، وأن فلسطين هي قضية العرب:
أولا لأن فلسطين جزء لا يتجزأ من الأرض العربية والفلسطينيون جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، كما أن العدوان العنصري الصهيوني لا يهدد فلسطين فحسب، بل هو خطر مستمر وداهم دائما على الأمة العربية بطرق الاحتلال المباشر أو الاختراق الأمني والسياسي أو النفوذ الاقتصادي ونهب الثروات بالتعاون مع الامبريالية الأمريكية.

ثانيا أن الوجود الصهيوني على أرض فلسطيني يشكل خطرا سرطانيا على المنطقة العربية برمتها، وأن أهداف هذا الكيان الفاشي تتجاوز حدود فلسطين.
ثالثا: أن السلام مع هذا الكيان العنصري القاتل هو سراب يلهث البعض خلفه دون جدوى سوى المزيد من الانقسام والتفكك والضعف والانحلال ، فألأنظمة العربية وهي تعمل وتبني من أجل “السلام” يعمل العدو من أجل العدوان وتعزيز قدراته العسكرية ويمارس كل أنواع المصادرة وبناء المستوطنات وتوزيع مافياته الاقتصادية إلى العواصم العربية.

إنه عدو عنصري خبيث، والعنصري يعني أن لا أمكانية للتفاهم والسلام معه حتى بمفهومه للسلام، ولا يمكن الصمت والتراجع عن ميادين المواجهة معه، بل هناك ضرورة لدق ناقوس الخطر والخروج من أوهام السلام والتطبيع والاستعداد لخوض ميادين المواجهة والقتال عسكريا وسياسيا واقتصاديا حتى لا يصل العرب ليوم تكون فيها رقابهم تحت أحذية العدو.

فهل سيأتي اليوم الذي تصحى فيه الأمة لمخاطر هذا الكيان وحشد طاقاتها للمواجهة؟
طبعا سيأتي، ولكن لا يمكن ذلك إلا ببناء إدوات النضال والثورة، وبناء أحزاب وقوى وتيارات ثورية عربية قادرة وصلبة، مهمتها تنظيم الصفوف وحشد الطاقات في ميادين المواجهة والقتال مع العدو، وفي ميادين المواجهة مع أنظمة وطبقات الفساد والنهب والعجز والقمع، ووكلاء الشركات الأجنبية الذين يعرقلون التطور الصناعي والانتاجي والزراعي، هي مسؤولية وهي مسؤولية الأحزاب والقوى، الاستعداد مجددا والخروج من دائرة العجز والشيخوخة والتهرهل واليأس.

المصدر بيروت نيوز