توقفت العمليات العسكرية بين المقاومة الاسلامية وجيش الاحتلال الصهيوني، بعد أكثر من سنة على حرب الاسناد والدعم التي أعلنها حزب الله من الجبهة الجنوبية اللبنانية، وبعد أكثر من شهرين على التصعيد التدمير والدموي الذي أعلنه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ضد لبنان.
اتفاق وقف إطلاق النار الذي مازال هشا بانتظار عمل ومراقبة اللجنة الخماسية (الولايات المتحدة ، فرنسا، الأمم المتحدة، لبنان، كيان الاحتلال) نص على أنه لمدة ستين يوما، تتقدم فيها وحدات من الجيش اللبناني باتجاه الجنوب خاصة إلى المناطق التي ينسحب منها جيش العدو.
وأثير العديد من التساؤلات هل هي هدنة مؤقتة أن وقف شامل للحرب والصراع بين حزب الله والعدو؟
صحيح أن الصراع لم ولن يتوقف يوما مع الاحتلال، لكن لا شك أيضا أن اتفاق وقف إطلاق النار هذه المرة جاء استنادا للورقة الأمريكية التي جال بها الموفد آموس هوكشتاين، وجاء برعاية أمريكية دولية ومواقفة إسرائيلية و لبنانية، وبالتالي فإن الاتفاق وضع جنوب لبنان وربما لبنان بأكمله ومعابره ومرافقه الحيوية تحت مراقبة دولية، ما يحد من حراك حزب الله العسكري، ويعمل على تحجيم قدراته وتحركاته العسكرية عند الحدود وفي الداخل.
ما يعني أن الاتفاق ورغم التوصل إلى وقف العمليات العسكرية بين الجانبين، إلا أن دسم هذا الاتفاق فيه الكثير من السم الأمريكي وفيه الكثير من الألغام التي يراهن العدو على انفجارها خلال وقت من الزمن.
وإذا كان الاتفاق ينص على كل هذه الشروط، والحد من قدرات حزب الله العسكرية، جعل العدو مستفيدا إلى حد كبير من هذا الاتفاق خاصة في المجال العسكري، فإن وقف العمليات العسكرية بين الاحتلال وحزب الله سيكون حازما واقعا ولا مجال لاختراقه وإن حدثت بعض الخروقات فلن يؤثر ذلك على مسار التطورات، لكن الأخطر من كل ذلك تلك الألغام التي جاءت بين طيات الاتفاق، والسم الذي دسته واشنطن ما بين بنود الاتفاق؟ وبالتالي على جميع الأطراف الرسمية والحزبية والشعبية في لبنان أن تكون أكثر حذرا وأكثر يقظة من أي وقت مضى من انتقال الخلاف والصراع مع الاحتلال إلى الداخل اللبناني، وعلى الجهات المعنية والمسؤولية أن تعمل على معالجة قضايا الدمار والركام والاعمار والأمن والسلامة الداخلية والاستقرار، بعقلية هادئة وواعية وقادرة على مواجهة التحديات، من أجل سلامة لبنان وشعبه ومن أجل ان لا يستفيد العدو من مرحلة ما بعد الحرب.