
في زمنٍ العجائب، يخرج علينا نائبٌ محسوب على بيروت، يلبس عباءة المدافع عن الحقوق، بينما في الخفاء يغرس خنجره في ظهر مدينته!
نائبٌ انتُخب باسم بيروت، لكنه وقف مع تقسيمها… نائبٌ يفترض أن يكون صوت الناس، فإذا به يصبح أداةً لتفتيت العاصمة وإفراغها من معناها الوطني والإنساني.
أي خيانة أكبر من أن تصطف مع قانون انتخابي يقسم بيروت إلى كانتونات انتخابية مذهبية؟
كيف لنائب وُلد من رحم هذه المدينة العريقة أن يقبل أن تُجزأ بيروت إلى شرقية وغربية؟ إلى خطوط تماس انتخابية تليق بعصور الحرب، لا بعاصمة يفترض أن تكون رمز الوحدة؟
من انتخبوه كانوا يحلمون بنائب يحمل قضاياهم، يدافع عن وحدة مدينتهم، يحمي هوية بيروت المختلطة، لا أن يشارك في بيعها صفقةً وراء صفقة.
اليوم، يقف هذا النائب، بلا خجل، يبرر التقسيم وكأنما التمثيل العادل يتحقق بتوزيع الناس على طوائفهم ومذاهبهم، لا على أساس وطني جامع.
بيروت ليست سلعة تباع وتُشترى.
بيروت ليست حصة في مزاد سياسي.
بيروت ليست نائبا خان الأمانة.
فمن يوافق على تقطيع العاصمة، لا يستحق أن يمثل شارعًا فيها.
ومن يتحدث عن وحدة لبنان فيما يشرعن تقسيم بيروت، عليه أن يخجل من نفسه ومن مقعده النيابي المسروق من صوت الناس الحقيقيين.
بيروت ستبقى واحدة رغم خيانات بعض “نوابها”.
بيروت ستسقط عن عاتقها كل من طعنها ذات تقسيم… ذات خيانة.