‏7 أيار: حين قرر “حزب الله” أن لبنان مزرعته الخاصة

7 مايو 2025
‏7 أيار: حين قرر “حزب الله” أن لبنان مزرعته الخاصة
زياد الغوش
زياد الغوش

‏السابع من أيار ليس “يومًا مجيدًا”، كما يهوى بعض من يقدّسون السلاح أن يصفوه. إنه يوم أسود في ذاكرة اللبنانيين، يوم قرّر حزب الله أن يثبت للبنانيين، وبالأخص لأبناء بيروت، من هو الحاكم الفعلي لهذا البلد: ليس الحكومة، ولا الدستور، ولا حتى الدولة… بل الميليشيا.

‏في 7 أيار 2008، لم يخرج الحزب ليواجه إسرائيل، ولا ليصد عدوانًا خارجيًا. خرج على اللبنانيين أنفسهم.

‏اجتاح شوارع العاصمة، حاصر البيوت، أهان الخصوم، وأرسل رسالة دموية: “من يعارضنا، مصيره الخضوع أو السحق”.

‏وبكل وقاحة، سُميت المجزرة “يومًا مجيدًا”. مجيد بماذا؟ بسقوط المواطنين؟ بترويع العاصمة؟ بإسكات الصوت الآخر بالقوة؟

‏هذا ليس “بمقاومة”. هذا استقواء مفضوح بسلاح يُفترض أنه وُجه ضد العدو، فإذج به يُستخدم لضرب الشريك في الوطن.

‏من قرر أن بيروت يجب أن تُركَع بالسلاح؟ من خوّل حزبًا سياسيًا أن يفرض على بلد بأكمله توازنات القوة من فوهة البندقية؟

‏ما جرى في 7 أيار كان نقطة تحوّل. منذ ذلك اليوم، سقطت أوهام الدولة، وتكرّس حكم الدويلة. ومنذ ذلك الحين، لم يعد هناك وهم “شراكة”.

‏بات كل حوار في لبنان يتم تحت تهديد ضمني: إما أن توافق، أو يُعاد مشهد بيروت إلى الواجهة.

‏ذكرى 7 أيار لا تستحق الاحتفال، بل تستحق المحاسبة. لكنها لن تحدث، لأن من حمل السلاح يومها صار شريكًا في الحكم، وصاحب الكلمة الفصل في القرارات المصيرية. كأن ما جرى لم يكن عدوانًا داخليًا، بل “تصحيح مسار”.

‏لبنان لا يُحكم بالسلاح، ولا تُبنى الأوطان بمنطق العصابات. وإن كانت 7 أيار قد أرعبت الناس يومًا، فهي لن تُنسى… ولن تُغفر.

المصدر بيروت نيوز