من حاول شيطنة زيارة فارس سعيد: الحزب محمياً في طرابلس

18 ديسمبر 2020
من حاول شيطنة زيارة فارس سعيد: الحزب محمياً في طرابلس
نسرين مرعب
نسرين مرعب

من هم هؤلاء الذين حاولوا “خربطة” زيارة فارس سعيد إلى طرابلس؟

بدا واضحاً من الفيديوهات التي انتشرت في اليومين الماضيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووضعها في سياق التهجّم على فارس سعيد وحتّى طرده من المدينة، أنّ هناك من يحاول شيطنة هذه الزيارة، وإحكام القبضة على طرابلس وعلى النقاشات التي تدور في أروقتها، وعدم السماح لسعيدبأن يبدو مرحّباً به في هذه العاصمة السنيّة.

فالاجتماع الذي نظمته “حركة المبادرة الوطنية”، في 13 كانون الأوّل الجاري، مع وجوه نقابية وناشطة في طرابلس انخرطت في ثورة 17 تشرين، لم يسمح له البعض بأن يمرّ هادئاً. لأنّ عنوان “التحرر من وصاية سلاح حزب الله” أصبح مستفزاً جدّاً بالنسبة لبعض من يصنفون أنفسهم في خانة “الثوار”.

وفق معلومات حصل عليها “أساس”، فإنّ اللقاء قاطعته مجموعتان من الثوار، الأولى “بريئة” ولا أجندة لديها، أما الثانية المؤلّفة من 30 شخصاً يقودهم ربيع الزين، فهي “مدفوشة” من أحد الأجهزة الأمنية القريبة من “العهد” والحزب.

الدكتور فارس سعيد وعند سؤاله عمّا حدث، يبتسم، ويرّد بإيجابيته المعهودة: “الاجتماع لم يكن مع ثوّار 17 تشرين. أنا من الأعضاء المؤسسين للمبادرة الوطنية التي طرحت برنامجاً مشتركاً مرحلياً في تشرين الثاني الفائت من نقابة الصحافة. ونحن بصدد مناقشة هذا البرنامج مع أوسع شريحة ممكنة من اللبنانيين. واعتبرنا أنّ طرابلس، بوصفها العاصمة الثانية للبنان، ونظراً لوجود نخبة الشباب والنساء فيها، علينا مناقشة البرنامج فيها ومع أهلها. وهذا الاجتماع كان تحضيرياً للنقاش ولا علاقة له بالثورة. وشاركت فيه رموز نقابية وثقافية وسياسية”.

لكن ماذا عن اختراق الاجتماع؟

يجيب الدكتور سعيد: “خلال النقاش دخل بعض الشبان الذين زعموا أنّ الاجتماع يتحدّث عن ثورة 17 تشرين، وسألوا لماذا لم تتم دعوتهم، وقالوا مطالبهم واستمعنا إليهم، وأجبنا. واتفقنا على أنّ هذه المطالب يمكن أن تكون محصورة في طرابلس، كما يمكن لمجموعة مثل مجموعتنا أن تحملها على مستوى لبنان”.


وفق معلومات حصل عليها “أساس”، فإنّ اللقاء قاطعته مجموعتان من الثوار، الأولى “بريئة” ولا أجندة لديها، أما الثانية المؤلّفة من 30 شخصاً يقودهم ربيع الزين، فهي “مدفوشة” من أحد الأجهزة الأمنية القريبة من “العهد” والحزب


سعيد الذي لا يعرف وجوه الشبان، ولا يعرف حتّى من هو ربيع الزين، يتجنّب تقدير ما حصل: “لا أعرف إن كان هذا الاختراق بالتكليف أو بالفطرة. هذا التقدير يعود لأهل المدينة، ولا استطيع أن أحكم  إن كان ما حدث من باب محاولة خربطة هذا الاجتماع، غير أنّ من رأيتهم هم أشخاص لا نوايا شريرة لهم، طرحوا وجهة نظر بكل صراحة وصدق ودون أي احتكاك”.

غير أنّ هاجس الدكتور فارس سعيد في مكان آخر، فيصارح “أساس” بالقول: “بغضّ النظر عن هذه الحادثة التي حصلت في طرابلس. أن يحمل أحد في لبنان عنوان رفع وصاية إيران عن لبنان، وأن يجول بهذا العنوان من منطقة إلى أخرى… أعتقد أنّ ما حدث في طرابلس هي إشارة للقول إنّ هذا الموضوع ممنوع. ونحن لدينا قناعة بأن لا حل ولا إصلاح ولا قيام لدولة في لبنان إلاّ من خلال رفع وصاية إيران عن لبنان. ولذلك سنستمرّ في تنظيم الاجتماعات على مساحة كل الأراضي اللبنانية، وسنستمرّ في طرح المواضيع بكلّ جرأة وشجاعة والقول إنّ رفع وصاية إيران عن لبنان من خلال الالتزام الحرفي بالدستور اللبناني وبوثيقة الوفاق اللبناني وبالقرارات الشرعية الدولية، هو أحد أعمدة البرنامج المشترك لحركة المبادرة الوطنية”.

هكذا لا يريد الدكتور سعيد استعداء الذين هاجموا الاجتماع وراحوا يصرخون من دون السماح له بالحديث، ووزّعوا الفيديوات فوراً للقول إنّ “سعيد ينتحل صفة الثورة” وإنّهم لا يقبلون “لأحد أن يتحدّث باسمنا”.

جوزف وهبي، وهو أحد أبناء المدينة ومن الذين شاركوا في الاجتماع، أوضح لـ”أساس”، أنّ وفدين قاطعا النقاش: “الأوّل تألّف من مجموعة شبان يتظاهرون دوماً في الساحة ولا يتعدّى عددهم الـ10 أشخاص. وهؤلاء لم يرحلوا بل بقوا وشاركوا واستمعوا إلى النقاش بعدما أوضحنا لهم أنّنا لا نتحدث باسم الثورة وكانوا هادئين. أما الوفد الثاني فهو الذي يقوده ربيع الزين، وتألف من 30 شخصاً. هذا الوفد دخل إلى المكان بصراخ وضجّة وركّز الهجوم على فارس سعيد تحت عنون: “ماذا تفعل هنا؟ ولماذا لا تتحدث في جبيل؟”، وأجابهم سعيد بهدوء أنّ النقاش هو ضدّ سلاح الحزب وهو في المدينة كونها ضدّ هذا السلاح”.


ما حدث في طرابلس هي إشارة للقول إنّ هذا الموضوع ممنوع. ونحن لدينا قناعة بأن لا حل ولا إصلاح ولا قيام لدولة في لبنان إلاّ من خلال رفع وصاية إيران عن لبنان


ويتابع وهبي: “الهرج والمرج لم يتطوّر إلى اعتداء أو تهجّم جسدي، أو حتّى إلى كلام نابي، لكنّ الوفد الثاني لم يكن اعتراضه بريئاً ولا لهجته، خصوصاً الزين، الذي جاء بخطاب يمكن اختصاره بفكرة واحدة: “ليس وقت حزب الله وسلاحه. إنّه وقت لقمة العيش”.

هكذا تعرّضت زيارة سعيد لـ”غزوة” ترفض الحديث عن سلاح حزب الله.

أما الزين الذي دارت حوله شبهات سابقة عن ارتباطه بحزب الله، فها يعترض اليوم علناً على أيّ مناقشة حول سلاح الحزب في طرابلس.

موقع “أساس” تواصل مع الزين، الذي لم يردّ على الاتصال ولا على رسالة بعثناها له.

المصدر أساس