كورونا.. عراجي وحسون: الإقفال التام فوراً وإلا الكارثة

2 يناير 2021
كورونا.. عراجي وحسون: الإقفال التام فوراً وإلا الكارثة
نسرين مرعب
نسرين مرعب

“لا بد من إقفال البلد بشكل تام وجدّي لمدة تتراوح بين الأسبوعين والشهر”، هي الصرخة التحذيرية التي يطلقها رئيس قسم العناية الفائقة في مستشفى الحريري الدكتور محمود حسون، عبر “أساس”، بعدما تخطّى عداد كورونا الـ3000 إصابة يومياً.

حسون الذي يشدد على كلمة “جدّي”، في ظلّ التفلّت الذي شهدته قرارات الإقفال الأخيرة، يتحدث بصراحة قاسية: “الأمور سوداوية”، مشيراً إلى مؤشر خطر جداً، ألا وهو “استقبال قسم العناية في مستشفى رفيق الحريري ليلة رأس السنة أكثر من 12 مريضاً في قسم العناية الفائقة، وذلك في ظرف 8 ساعات فقط”.

يتخوّف حسون من الأسبوعين المقبلين: “من الواضح أننا ذاهبون لعدد وفيات أكبر في الأيام العشرة المقبلة. واليوم نحن ندفع فاتورة فتح البلد في الأعياد، وبالتالي لا بد من إقفال جدّي يتراوح من أسبوعين لشهر، كي نعتني بالمرضى الذين أصيبوا في فترة الميلاد ورأس السنة نتيجة عدم الالتزام بالقرارات”.


حسون الذي يشدد على كلمة “جدّي”، في ظلّ التفلّت الذي شهدته قرارات الإقفال الأخيرة، يتحدث بصراحة قاسية: “الأمور سوداوية”


لا يتوقف حسون عند هذا الحد، وإنّما يتابع محذراً من أنّ “عدداً كبيراً من الأشخاص لن يتلقوا العناية المناسبة لهم في المرحة المقبلة، ما سيؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات نتيجة عدم توفّر أسرة في المستشفيات”، ويكشف في السياق نفسه أنّ “قسم العناية في مستشفى رفيق الحريري “مفوّل” بنسبة 95% على الرغم من التوسعة، فيما تتردد معلومات أنّ مستشفيات العاصمة التي تستقبل مرضى الكورونا أيضاً “فوّلت” ويتم نقل المرضى إلى مستشفيات خارج بيروت”.

إذاً، القطاع الصحي وفق حسون بحاجة لهذا الإقفال كي يتنفس، وكي يكون قادراً على استيعاب العدد الكبير من الإصابات الذي سنشهده في الأيام المقبلة، وإلا “سنصل إلى مرحلة نعجز فيها عن الاهتمام بالمرضى الذي يأتون إلينا وهذا خطير جداً، فالقطاع الصحي الذي يعاني من الضغوطات سيصبح منهكاً بعد 10 أيام”.

إلى ذلك يكشف حسون أنّ عدد الأسرة حتى في قسم الطوارئ بات محدوداً جداً، ولا خيار إلا الإقفال “الجدّي”، مشدداً مرة ثانية على جدّيته، كي يتم السيطرة على الوضع، منتقداً في السياق نفسه “لا وعي المواطن وعدم التزامه بالتدابير الوقائية”، ويتابع حديثه متمنياً أنّ تبدأ المستشفيات الخاصة باستقبال حالات أكثر من مرضى الكورونا فـ”العدد الأكبر من هذه المستشفيات لم ينخرط في مواجهة هذا الفيروس بعد، ونحن بحاجة لأسرّة أكثر بكثير”.


القطاع الصحي وفق حسون بحاجة لهذا الإقفال كي يتنفس، وكي يكون قادراً على استيعاب العدد الكبير من الإصابات الذي سنشهده في الأيام المقبلة


وكما الدكتور حسون، أكّد رئيس لجنة الصحة اللبنانية النائب عاصم عراجي أنّ “لا حل إلا الإقفال”، مضيفاً: “لتقدّم الحكومة اللبنانية حلاً.

إن كانت لا تطبّق الإجراءات ولن تذهب إلى الإقفال”.

الإقفال الذي يدعو إليه عراجي هو “جدّي وحقيقي”، وإلاّ “بلاه أحسن”، على حد قوله.

أما عن المدّة التي نحتاج إليها كي نسيطر على الوضع الذي “خرج عن السيطرة” وفق توصيف عراجي، فهو 3 أسابيع، مطالباً الدولة بـ”أخذ دورها في تطبيق الإجراءات وتقديم المساعدة للناس التي تتعطّل أعمالها”.

في السياق نفسه، يوضح عراجي أنّ معادلة الموازنة بين الاقتصاد والصحّة لم تعد تنفع: “أصحاب بعض القطاعات الاقتصادية لم يتلزموا في الأعياد، كل شيء خرج عن السيطرة.

لذا لا بد من إقفال يتزامن مع إجراءات رادعة ومع تحمّل الدولة لمسؤوليتها”.

يختم عراجي كلامه بالتشديد على مسؤولية المواطنين: “في لبنان الإنسان المتلزم بالتدابير والخائف على صحته وصحة أولاده يدفع ثمن استهتار الآخرين”.

وكان الأمين العام لـ”الصليب الأحمر اللبناني” جورج كتانة، قد أشار في حديث لـ”LBCI” إلى أنه خلال الأيام الـ3 الماضية، جرى نقل مع يعادل الـ100 مصاب بفيروس كورونا يومياً إلى المستشفيات”، وكشف كتانة أن “مستشفيات بيروت لم تعد قادرة على استيعاب إصابات جديدة”، وقال: “ندرس مع المعنيّين إمكانيّة نقل المصابين إلى مستشفيات خارج بيروت وجبل لبنان”.

وأضاف: “الخطورة كبيرة بالنسبة إلى قدرة المستشفيات على الإستيعاب، وهناك مستشفيات قد تعتبر أنّ الأولويّة هي للشباب لا لكبار السن.

هذا تحليلنا ونتمنى أن نكون مخطئين، كما أنّ هناك مستشفيات أُخرى لم يعد لديها أي سرير شاغر لاستقبال المرضى”.

وتابع: “هناك العديد من الأشخاص الذين يموتون في منازلهم”.

 

المصدر أساس