لا يمر أسبوع على المؤسسة العسكرية، الا وتتلقى خلاله هبات او مساعدات من دول غربية.
منذ أيام، “استقبل” الجيش دفعة من طوافات أميركية وعربات مدرعة بريطانية لتدعيم قدراته القتالية.
فخلال حفل أُقيم في قاعدة بيروت الجوية، تسلّم ثلاث طوافات نوع Huey 2، مقدّمة هبة من الولايات المتحدة الأميركية للجيش اللبناني، في حضور ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون، اللواء الركن ميلاد إسحق، والسفيرة الأميركية لدى لبنان، دوروثي شيا، وعدد من الضباط. الدبلوماسية الأميركية اشارت في المناسبة إلى أن الطوافات المقدّمة من الولايات المتحدة الأميركية، من شأنها الإسهام بشكل مباشر في تحسين قدرات الجيش العملانية، وضمان قيامه بمهامه المختلفة على صعيد الدفاع عن لبنان وشعبه.
وتقدر قيمة المروحيات الثلاث، التي ستشكل جزءاً حاسماً من العمليات الأمنية الحدودية والبرية للجيش اللبناني، بأكثر من 32 مليون دولار.
في اليوم ذاته، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، عن وصول 100 عربة مدرعة إلى لبنان من نوع “لاند روفر”، بالإضافة إلى طاقم أفراد بريطاني لتدريب القوات المسلحة اللبنانية على استخدامها.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تغريدة عبر تويتر: “وصول 100 سيارة لاند روفر مدرعة إلى لبنان مع فرقة من قوات الهجوم الجوي، مكونة من 16 شخصاً لتدريب القوات المسلحة اللبنانية على استخدامها”.
تعرض مصادر سياسية معارضة هذه الوقائع والارقام، لتسأل، عن الدعم الذي تقدّمه ايران للبنان.
فبعد ان أرسى حزب الله حكومته في الداخل في اعقاب ثورة 17 تشرين، واتى بحسان دياب على رأس حكومة من لون واحد، وقد رفع حينها لواء “التوجه شرقا”، علّه يساعدنا في الخروج من مأساتنا المعيشية – الاقتصادية، لم نر اي فلس من الجمهورية الاسلامية يصل الى بيروت، تتابع المصادر.
هي لم تدعم لا العسكر ولا سواه من المؤسسات الرسمية التي تحتاج الى أي قرش بعد ان فرغت خزاناتها بالكامل.
اكثر من مرة، عبّرت طهران عن استعدادها لمساعدة لبنان، الا انها لم تترجم هذه المساعدة يوما، عمليا على ارض الواقع.
منذ عقود، تتابع المصادر، هي تكتفي بدعم حزب الله، وبمده بالاسلحة والصواريخ الذكية والعادية وبالاموال والدولارات، فيما اللبنانيون – وحتى الايرانيون – يجوعون ويتخبّطون في مصيبة اقتصادية من الاصعب في تاريخهم… العراق مثلا، يحاول مد يد العون للحكومة الحالية، نفطيا، حيث يكثر الحديث عن تفاهم بات قريبا بين بيروت وبغداد لتزوّدنا بالمحروقات، مقابل بعض الخدمات الاستشفائية والطبية وسواها، لنتمكن من ابقاء معامل الطاقة شغالة، في ظل ازمة تقنين كهربائي قاتل تمر بها البلاد. اما ايران، فتطلق مواقف كثيرة عن نيّتها المساعدة، لكنها لم تفعل يوما.
الجمهورية الاسلامية تقول ان لبنان يرفض اقتراحاتها للمساعدة، خوفا من ان تطيح الدعم الغربي، الا ان وزيرا سابقا للدفاع، أعلن في المقابل، وفق المصادر، انه واثر اعراب طهران عن نيتها مساعدة الجيش، سارع الى التواصل معها والى اجراء محادثات مع المسؤولين الايرانيين، في هذا الشأن، وقد تبين له انها تريد من لبنان ان يشتري منها السلاح، لا أن تقدّمه كهبة منها لصالحه.
ما يمكن استخلاصه من هذا السلوك، هو ان ايران يهمّها نموّ الدويلة في بيروت، لا الدولة أوشعبها، حتى ان ابقاء الاخيرة ضعيفة عاجزة اقتصاديا وسياديا، يناسب مصالح الجمهورية الاسلامية تماما، تختم المصادر.