لقاء البابا- السيستاني علامة مضيئة في زمن الارهاب باسم الدين

دياب "يستسلم": لبنان في خطر شديد وقد الجأ الى الاعتكاف

7 مارس 2021
لقاء البابا- السيستاني علامة مضيئة في زمن الارهاب باسم الدين
beirut News
تحليل سياسي

فيما انظار الشرق والعالم ما زالت شاخصة صوب العراق وحدثه الاعظم تاريخيا المتمثل بزيارة قداسة البابا فرنسيس اليه ولقائه والمرجعية الشيعية العليا آية الله العظمى علي السيستاني في النجف، بما يرمز اليه لقاء الاخوة على المستوى الانساني لجهة ترسيخ مفهوم السلام في زمن العنف والتطرف وممارسة الارهاب باسم الدين، يغرق لبنان في حال من الغليان السياسي والشعبي المتمادي، من دون ان يجد من يبرده، لا بل ترفع البيانات السياسية بين افرقاء  التشكيل ومن يساندهم الحماوة الى درجة تنذر بانفجار غير معروف مكانه وزمانه، لا سيما بعدما انتقلت الاتهامات من التلميح الى المباشر وتسمية الاسماء باسمائها مع دخول حزب الله على الخط، وقد جاء بيان المجلس السياسي في التيار الوطني الحر ليصب زيتا فوق النار المشتعلة باتهام الرئيس المكلف سعد الحريري بالإستهتار المتمادي بمصير الناس والبلاد، والمضي في تهميش المسيحيين.

اما رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الذي حمل كرة النار لاشهر طوال، فيبدو “رفع العشرة” ويتجه الى الاستسلام “فالوضع يطرح امامه خيار الاعتكاف”.

والحرب “الكونية” بين هؤلاء تدور فيما الشعب في حال من الهستيريا في الشارع يصرخ ويئن ويلعن السياسيين ويقطع الطرق في مختلف المناطق، مع اقتراب سعر صرف  الدولار من 11 الف ليرة وتوقف منصات خاصة بتحديد سعره عن العمل نتيجة ارتفاعه المستمر في شكل جنوني.

كلمة لدياب ومواقف لبعبدا: رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب توجّه بكلمة الى اللبنانيين، فأكد “ان لبنان بخطر شديد واللبنانيون يدفعون ثمن الانتظار الثقيل، وسأل ” ما ذنب اللبنانيين حتى يدفعوا ثمن الأطماع والحرتقات السياسية؟ لقد بلغ لبنان حافة الانفجار بعد الانهيار…فهل المطلوب تحلل الدولة بعد أن أصبحت الحلقة الأضعف؟ الأزمة الحالية مرشحة للتفاقم ومشهد التسابق على الحليب يشكل حافزا للتعالي وتشكيل حكومة“.

أضاف: “الوضع قد يطرح أمامي خيار الاعتكاف وقد ألجأ إليه رغم أنه يخالف قناعاتي ومن يستطيع التعامل مع التداعيات الخطيرة الآتية والمزيد من معاناة الناس؟“.

بعبدا والمعلومات: في الاثناء، دعت بعبدا الاعلام الى استقاء المعلومات عن الرئاسة من مكتب الاعلام في القصر الجمهوري الذي اكد في بيان” ان مواقف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تصدر عنه شخصيا، او عبر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، ولا تُنسب الى “زوار” او “مصادر مطلعة” او “أوساط مقربة” الخ…، لأنّ ما يُنسب الى هذه الجهات لا أساس له من الصحة ولا يمكن الاعتداد به. امّا بالنسبة الى ما يصدر عن عدد من رؤساء الكتل النيابية من مواقف، فهي تعكس وجهات نظرهم هم من الأحداث، وهذا حقهم الطبيعي انطلاقا من مواقعهم السياسية.  ان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية يجدد دعوة وسائل الاعلام للعودة اليه في كل ما يتعلق بمواقف فخامة الرئيس في أي موضوع كان”.

الوطني الحر: وعلى الخط الحكومي المقطوع بين طرفي التشكيل دخل مجددا التيار الوطني الحر، فأسف المجلس السياسي في التيار “للإستهتار المتمادي من جانب رئيس الحكومة المكلَّف بمصير الناس والبلاد، وحمّله مسؤولية تعميق الأزمة، بامتناعه عمدًا عن القيام بأي جهد أو تشاور لتشكيل الحكومة ورفضه لأي حركة يقوم بها المعنيون، ولا يقوم بالمقابل إلّا بتحديد مواعيد للسفر الى عواصم العالم وكأن الحكومة تتشكل فيها وليس في بيروت.

واضاف” من غرائب العراقيل المفتعلة حديثًا أنه يريد إلتزامًا مسبقًا بمنح الثقة ممّن يرفض التشاور أو التعاون معهم وذلك قبل تشكيل الحكومة ومعرفة تفاصيل تشكيلها وبرنامجها، وإلّا فلن يوافق على تشكيلها، أضف لذلك إن ما صدر عن الرئيس المكلف في بيانه الأخير أصبح فيه تغييب كامل للمكوّن المسيحي عن السلطة التنفيذية وعن الثقة المطلوبة من السلطة التشريعية وهذا يسقط عن الحكومة ليس فقط ميثاقيتها بل كينونتها.

إن هذا الأمر فيه تخطٍ لكل الحدود المقبولة، ويتخطى مسؤولية عدم تشكيل الحكومة الى ضرب الميثاق وإسقاط الدستور وترك البلاد من دون أي صمّام أمان.

بوغدانوف يلتقي ابو زيد: وليس بعيدا، زار مستشار رئيس الجمهورية أمل أبو زيد، المبعوث الخاص لرئيس الاتحاد الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف. ونشر موقع وزارة الخارجية الروسية، وفق بيان لمكتب أبو زيد، أن “الطرفين تبادلا خلال اللقاء وجهات النظر عن التطورات في لبنان، مع التشديد على ضرورة تكثيف الجهود باتجاه تشكيل حكومة لبنانية جديدة وتخطي الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان بأسرع وقت”.

وأوضح البيان أن “الطرف الروسي شدد مجددا على موقفه الثابت في دعم سيادة الجمهورية اللبنانية واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها، إضافة إلى حق اللبنانيين في اتخاذ القرارات المرتبطة بالقضايا الوطنية بشكل مستقل، بعيدا من التدخلات الخارجية من خلال الحوار البناء والاحترام المتبادل للمصالح المشروعة”.

وهبه يستدعي السفير الايراني: في مجال آخر وبعدما تفاعل تطاول قناة “العالم” الايرانية على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي واتهامه بالعماله، واثر مطالبة الرابطة المارونية منذ ايام وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه باستدعاء سفير ايران، اعلن وهبة اليوم أنه استدعى السفير الايراني الذي سيجتمع به بعد غد الاثنين في وزارة الخارجية، “وسيكون الكلام بصراحة وصدق، انطلاقا من الصداقة القائمة بين الجانبين”.

ولفت الى أن “الاعتذار من الجانب الإيراني وصل لغبطة البطريرك، وأنا سأحضر قداس بكركي غدا وسأستمع الى كل توجيهاته، وأتمنى ان تكون الأمور قيد الحل أو بالأحرى حلت حاليا”.

لقاء حزب الله – بكركي: وفي السياق، أكد النائب البطريركيّ العام المطران سمير مظلوم ان لجنة الحوار المشتركة بين بكركي وحزب الله ستستأنف إجتماعاتها “بهاليومين”.

المشرفية في سوريا: وليس بعيدا من المحور الممانع، أعلن المكتب الإعلامي لوزير الشؤون الإجتماعية والسياحة رمزي المشرفية أنّه توجّه صباح اليوم السبت على رأس وفد إلى سوريا في زيارة يعقد خلالها سلسلة لقاءات على مدى يومين متتاليين.

وسيلتقي وزراء: الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، الداخلية اللواء محمد خالد الرحمون، الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، الشؤون الاجتماعية والعمل سلوى العبدالله والسياحة محمد رامي مرتيني.

وسيتركز البحث في ملف النازحين السوريين وخطّة العودة التي أعدتها وزارة الشؤون وأقرّتها الحكومة اللبنانية في تمّوز الماضي.

جعجع واستقالة عون: من جهة اخرى ، وفي موقف قواتي متقدم ازاء الموقف من رئيس الجمهورية اعتبرت النائبة في تكتل الجمهورية القوية ستريدا جعجع، في حديث لصحيفة “الشرق الاوسط” أن إسقاط رئيس الجمهورية ميشال عون في الشارع “خطوة غير دستورية”، لكنها قالت “نحن بانتظار أن يقوم الرئيس شخصياً باتخاذ موقف تاريخي بالاستقالة”، ورأت أن “قبل البحث بأي تغيير أو تعديل للنظام اللبناني يجب أن تبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها بحيث لا يعود هناك سلاح غير شرعي خارج سلاح المؤسسات الأمنية الشرعية، على رأسها الجيش اللبناني، كما يجب أن تستعيد الدولة قرارها الاستراتيجي بالسلم والحرب”.

بريطانيا تخفض مساعداتها: الى ذلك،  نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية معلومات عما وصفته بأنه “خطط حكومية سرية ” لإجراء تخفيضات كبيرة في المساعدات الخارجية لكثير من دول العالم،  بما فيها سوريا ولبنان والصومال والسودان سيبدأ تنفيذها في غضون أسابيع.

وتم الكشف عن خطط التخفيضات التي تصل إلى نسبة 88 في المئة في “لبنان الذي لا يزال يترنح جراء انفجار ميناء بيروت العام الماضي” بحسب معلومات حصل عليها موقع الاستقصاء “أوبن ديموكراسي”.

رفع تعرفة جلسة غسيل الكلى: في المقلب الصحي، أكد المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي محمد كركي في تصريح، أن “ملف رفع تعرفة جلسة غسيل الكلى بات قاب قوسين أو أدنى، وسيكون ساري المفعول فور صدور قرار مجلس الإدارة بعدما أنجزت الإدارة كل ما هو مطلوب منها بهذا الشأن”، ولحينه حذر كركي أي “مستشفى من تقاضي فروقات مالية أو تحميل المريض زيادات إضافية غير التعرفات المنصوص عليها في العقود المبرمة والملزمة مع الصندوق”، كما أكد أنه سوف يتخذ تدابير قاسية بحق المخالفين”.

البابا والسيستاني: في اليوم الثاني من زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق، عُقد لقاء غير مسبوق جمع بين البابا، الزعيم الروحي لـ1,3 مليار مسيحي في العالم، ‏والمرجعية ، في واحدة من أهمّ محطات زيارة الحبر الأعظم ‏التاريخية إلى البلاد. في منزل الأخير بحارة ضيقة في النجف.

اللقاء كان مغلقاً لمدة ساعة وأتى بعد عامين من توقيع البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية مع إمام ‏الأزهر، إحدى أبرز المؤسسات التابعة للمسلمين السنة ومقرها مصر.

وأكد السيستاني للبابا فرنسيس “اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية وتغليب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب. 

بحسب بيان صادر عن مكتبه أعقب اللقاء الذي جمع بينهما في النجف.

مكتب السيستاني أكد أيضا مع البابا فرنسيس أهمية تثبيت قيم التعايش السلمي في كل المجتمعات والاحترام المتبادل بين أتباع مختلف الأديان.  

كما زار البابا مدينة أور الأثرية، وأقام صلاة الأديان “من أجل أبناء وبنات إبراهيم”، وبمشاركة أتباع مختلف الديانات والطوائف العراقية.

المصدر المركزية