هل ثمة فعلا ما يطبخ خلف الكواليس لحلحلة الازمة الحكومية؟ بحسب ما تقول مصادر نيابية مطّلعة لـ”المركزية”، يبدو ان المساعي تحرّكت منذ ايام وهي مستمرة على قدم وساق، لايجاد “خلطة” سحرية، قادرة على فك أسر الحكومة، يحاول العاملون على إنضاجها، تضمينها مكوّنات ترضي كل الاطراف المعنية بعملية التأليف.
المهمة ليست سهلة، تتابع المصادر، لكن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المعروف برجل المهمات الصعبة، والذي لطالما أبدع في تحرير الرهائن والمخطوفين، هو من يعمل اليوم جاهدا لتحرير الحكومة، ويحظى بدعم فرنسي ما يفترض ان يساعده في وساطته، كما ان المواقف الدولية العالية السقف المستعجلة التأليف، الاميركية والروسية والمصرية والفاتيكانية (…) يجب ان تسعفه ايضا في تدوير الزوايا وإنزال المتخاصمين عن شجرة شروطهم العالية.
اليوم، زار اللواء ابراهيم بكركي، حيث استقبله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الحاضر بقوة ايضا على ساحة التشكيل. مسؤول الاعلام في الصرح وليد غياض قال في حديث اذاعي: أجواء لقاء الرجلين ايجابية والأمل موجود بتشكيل الحكومة في وقت ليس ببعيد والضغط يجب أن يتركز في كل الاتجاهات حاليا من اجل التشكيل.
واذ افيد ان تحقيق الخرق المرجو لا زال يحتاج جهدا اضافيا، وان الرئيس نبيه بري ليس بعيدا من مساعي ابراهيم، كشفت المصادر عن بعض جوانب الحل- المخرج للازمة الحكومية.
فهو يقوم على تأليف حكومة مهمة من 18 وزيرا من الاختصاصيين غيرالسياسيين لا تتمثل فيها الاحزاب، تكون بعيدة عن المحاصصة.
يُعطى الرئيس ميشال عون وفريقه في هذه التركيبة، 5 وزراء زائدا وزيرا للارمن، من دون ان ينال ثلثا معطلا. في الموازاة، تُعطى وزارة العدل للرئيس المكلف سعد الحريري وكذلك الداخلية، على ان يختار الحريري الاسمَين من ثلاثة اسماء يقترحها عون لشخصيات غير سياسية وغير حزبية وغير استفزازية.
بحسب المصادر، الرئيس عون وافق على الاقتراح، الا ان الحريري طلب موافقة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ايضا عليه من دون ان يشترط اعطاء نواب التيار الثقة للحكومة.
اللواء ابراهيم، تتابع المصادر، عرض الاقتراح على باسيل، فكان ان تخوّف من خطورة تسليم القرار كاملا للحريري من دون ضوابط في المرحلة الانتقالية، وحاول الحصول على ضمانات اقله من خلال اتصال يجريه به الرئيس المكلف للاتفاق بالحد الادنى وتبديد الهواجس.
وفي وقت وضع ابراهيم البطريرك الراعي اليوم، في صورة اتصالاته هذه، فإن المدير العام ينتظر عودة الحريري ليطلعه على الاقتراح، من كثب، ويضعه في أجواء القوى الاخرى عموما، وفي جوّ رئيس التيار البرتقالي خصوصا.
وتكشف المصادر هنا، ان الاخير ما عاد قادرا على المناورة كثيرا بعد ان دخل حزب الله على الخط، مستعجلا تشكيل الحكومة.
فالانهيار الشامل والغلاء الفاحش، باتا ضاغطين عليه وقد ارتفعت بقوة اصوات التململ والاحتجاج من قلب البيئة الشيعية الحاضنة للحزب، ولسان حالها “أصبحنا فقراء وجائعين غير قادرين على شراء المحروقات للتنقل او التدفئة وغير قادرين على شراء الدواء، فخلّصونا”! فهل يُكتب لجولة الاتصالات الجديدة التي تدور فوق ارض تغلي معيشيا وشعبيا، النجاح، ام ستلقى مصير سابقاتها، بفعل قوة الانانيات والمصالح الفئوية والاقليمية؟