بعد 7 أشهر على استقالة حكومة الرئيس حسّان دياب وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة، لا يمكن تجاهل الدخول الروسي القوي على خطّ ملف التشكيل خصوصاً بعد أن بات دور موسكو وازناً.
موقفها بات واضحا، نقلته إلى كلّ الأطراف المحلّية والدولية المعنية بملف الحكومة اللبنانية، وتبلور أكثر من خلال بيان الخارجية الروسية الذي صدر بعد اللقاء في ابو ظبي بين الحريري ووزير الخارجية سيرغي لافروف، عبر تأييد روسيا حكومة تكنوقراط من دون ثلث معطّل برئاسة الحريري تنال غالبية الأصوات النيابية لتتمكن من القيام بالإصلاحات المطلوبة والحصول على المساعدات الدولية.
ومن هذا المنطلق تؤدي روسيا دورها وتتابع اتصالاتها.
مصادر ديبلوماسية مطّلعة على موقف موسكو كشفت أن “الروسي يتواصل مع مختلف الأطراف المحلية لبحث الملّف الحكومي والسعي لحلحلة العقد، وضمن هذا الإطار تندرج الزيارة المرتقبة الإثنين المقبل لوفد من “حزب الله” الى روسيا يضم رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد ومسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمار الموسوي”.
واعتبرت أن “لقاء الحريري- لافروف محوري، والموقف الروسي الذي أعقبه أوضح رفض وجود ثلث معطّل في الحكومة المقبلة، وذلك بناءً على استطلاع روسيا آراء اللاعبين الأساسيين غير الموافقة على الثلث إن كان لرئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل أو أي طرف آخر لأن من شأن ذلك أن يعطّل عمل الحكومة على غرار ما حصل في حكومات سابقة.
وتعتبر موسكو أن دعمها للرئيس الحريري يأتي انطلاقاً من قناعتها بأنه الشخص القادر بوزنه الداخلي وعلاقاته الخارجية على تشكيل حكومة تتمكن من الحصول على مساعدات المجتمع الدولي إيماناً منها بأن من دونها لن يكون بمقدور لبنان التقدم إلى الأمام.
كلّ القوى العالمية أكّدت لروسيا عدم استعدادها لمساعدة لبنان ما لم تدر شؤونه حكومة خالية من الحزبيين”.
ولفتت المصادر إلى أن “بيان الخارجية الروسية الأخير احتوى أربع نقاط أساسية تبرز تطوّراً واضحاً بالنسبة إلى الموقف الروسي: الأولى، القول أن لافروف التقى رئيس حكومة لبنان وليس الرئيس المكلّف.
ثانياً، تمّ التذكير أن الحريري كلّف بعد استشارات نيابية ملزمة للإشارة إلى دستورية التكليف، ردّاً على أصوات سحب التكليف.
ثالثاً، تطرّق البيان إلى ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة مهمة قادرة من التكنوقراط، أي أن الروسي مقتنع بأن الحكومة يجب أن تكون لا حزبية، وهذه المرة الأولى التي يستخدم فيها عبارة “تكنوقراط” وليس اختصاصيين أما عن عدد الوزراء فأوضحت المصادر ان الحريري نقل موقفه المؤيد لحكومة من 18 وزيراً.
الموقف الرابع الجديد أيضاً تمثّل باعتبار روسيا أن نيل الحكومة دعم الأغلبية النيابية كافٍ لأن وضع البلد لم يعد يحتمل التأخير”.
والثقل السياسي الروسي أكبر من الفرنسي، دائماً وفق المصادر، وبالتالي من المتوقّع أن يكون دوره، المكمّل للمبادرة الفرنسية، إيجابياً على خطّ التشكيل الحكومي.
ونفت المصادر صحّة المعلومات المتداولة عن عدم تجاوب الحريري مع طرح المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بسبب العقد الإقليمية أي السعودية، موضحة ان ما يطرح هو على الارجح مجرّد تمنيّات فأحد لم يثر الطرح جدّياً مع الروس ولا حتى مع الحريري.
إلى ذلك، أكّد الأخير في بيان أنه لا ينتظر موافقة السعودية أو غيرها للتشكيل، والسعودي يريد حكومة من دون حزبيين ما يعني أن موقفه متطابق مع الروسي، لذا فور موافقة رئيس الجمهورية تشكّل الحكومة، هذا الكلام يبثّ في الإعلام من قبل فريق العهد لأنه يعرقل التشكيل ويحاول إبعاد هذه المسؤولية عنه بهذه الطريقة”.
أما في ما خصّ سعي روسيا لعودة النازحين السوريين من لبنان، أوضحت المصادر أنها “تحضّر لمؤتمر في أيّار المقبل لهذا الغرض، وتسعى لأن ترعاه الأمم المتّحدة وتشارك فيه كلّ الدول ولم يحدد بعد مكان انعقاده، وبعد المؤتمر الأخير في دمشق استوعبت روسيا ضرورة استضافته في بلد توافق كلّ الدول المعنية على زيارته”.