الى اين يتجه لبنان الدولة والشعب؟ هل ان خلفيات ما يجري على مسرح التشكيل من اشتباك سياسي غير مسبوق لا تفيه كلمة “عيب” حقه، محلية تتصل بعقدة ثلث معطل او خلاف على حقيبة تستأهل رهن لبنان المنهار اسير كباشها وتدفيع الدولة برمتها ثمنه انهيارا وزوالا، ام ان خلف الاكمّة الاقليمية ما خلفها من دفع في اتجاه التسخين الى حد الغليان لتحقيق مكاسب في المفاوضات النووية التي لم تلح مؤشراتها من الادارة الاميركية بعد؟ مَن مِن القوى السياسية اللبنانية له مصلحة في بلوغ لبنان نقطة الانفجار وانهيار الهيكل؟ ما الذي يعتزم الرئيس المكلف سعد الحريري فعله بعد لقاء الامس وهو مصر على عدم الاعتذار كما على عدم الاستقالة من مجلس النواب؟ وما الخطوات التي سيقدم عليها الرئيس ميشال عون المكبّل دستوريا؟
تكاد سبحة التساؤلات لا تنتهي لدى اللبنانيين القلقين على المصير الاسود والمتسائلين عن شكل الانفجار الكبير وتوقيته بعدما عاينوا مشهدية الامس المُخيبة للآمال في القصر الجمهوري، واستهتار المسؤولين عن الوطن بالشعب الذي لا حساب له في صراعاتهم، فلا يجدون الجواب والدعاء بأن يقيهم الله الشر ألاتي لسان حالهم الوحيد.
تدخّل خارجي؟: على وقع بلوغ عملية التأليف امس الحائط المسدود، بدا ان الخارج بدأ يعي اهمية المسارعة الى نجدة لبنان والا فإنه متجه الى انفجار اجتماعي معيشي غير مسبوق، وقد لفتت الفاو – منظمة الاغذية العالمية اليوم الى “أن اليمن وسوريا ولبنان والصومال من الدول المهددة بانعدام الأمن الغذائي لجزء من سكانها”.
وحذرت من أن تؤدي الأزمة الاقتصاديّة في لبنان إلى ارتفاع مستوى الاضطرابات وأعمال العنف.
الجامعة مستعدة: في سياق المواكبة الخارجية هذه، دعت جامعة الدول العربية جميع الافرقاء السياسيين في لبنان إلى “إعلاء المصلحة الوطنية والعمل بشكل سريع على انهاء حال الانسداد السياسي الذي فاقم من معاناة الشعب اللبناني”.
وصرح الأمين العام المساعد السفير حسام زكي بأن “الأمين العام أحمد أبو الغيط يستشعر قلقا كبيرا جراء ما تشهده الساحة السياسية من سجالات توحي بانزلاق البلاد نحو وضع شديد التأزم ملامحه باتت واضحة للعيان”.
وقال “أجدد استعداد الجامعة العربية للقيام بأي شيء يطلب منها لرأب الصدع الحالي وصولا الى معادلة متوافق عليها تمكن الرئيس المكلف من تشكيل حكومته من دون تعطيل وفق المبادرة الفرنسية التي ايدها مجلس الجامعة في اجتماعه الاخير في 3 آذار الحالي، حكومة تستطيع ان تعمل بمهارة الاختصاصيين على انقاذ لبنان من وضعه المأزوم الحالي عبر تنفيذ إصلاحات ضرورية تلبي تطلعات ومطالب الشعب اللبناني”.
لا مبادرة: وفي السياق، افادت مصادر دبلوماسية في القاهرة “المركزية” ان لا مبادرة عربية في الافق حتى الساعة انما كما قال ذكي مجرد استعداد لدى الامانة العامة للتدخل اذا اقتضت الحاجة.
واشارت الى ان لا زيارة مدرجة على جدول اعمال الامين العام ابو الغيط الى بيروت راهنا، غير ان كل ذلك يبقى رهن التطورات اللبنانية المتسارعة.
الراعي وغوتيرس: على الصعيد عينه، جرى مساء أمس تواصل هاتفي بين البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، أعرب فيه غوتيرس عن “اهتمامه الشديد بالوضع اللبناني وبضرورة تأليف حكومة والحفاظ على لبنان بعيدا عن الصراعات”.
وشرح البطريرك الراعي “حال اللبنانيين وموقف الدولة وعجز الجماعة السياسية عن الجلوس معاً والاتفاق على مشروع إنقاذي، في وقت انتشر فيه الجوع والفقر وتدهورت العملة الوطنية وشارف البلد على الانهيار التام”.
وأبلغ البطريرك الراعي “الأمين العام أن اللبنانيين ينتظرون دورا رائدا للأمم المتحدة، لا سيما وأن لبنان عضو مؤسس وفاعل في المنظمة الدولية منذ تأسيسها.
وكان الاتصال مناسبة ليطلع البطريرك الراعي الأمين العام على الأسباب الموجبة التي دفعته إلى المطالبة بحياد لبنان وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان.
وانتهت المكالمة باستمرارية التواصل بشأن المستجدات”.
لقاءات دبلوماسية: في المقابل، بدا العهد حريصا على شرح وجهة نظره للمجتمع الدولي وفحواها ان جهوده مستمرة للتشكيل.
في هذه الخانة، يمكن وضع استقبال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم السفيرين السعودي وليد بخاري والفرنسية آن غريو في القصر.
وكانت الأجواء في بعبدا أفادت بأن رئيس الجمهورية لم يُعدم أي وسيلة من اجل تشكيل الحكومة وانه يجري سلسلة لقاءات واتصالات لتوضيح الموقف وللدفع باتجاه تأليف الحكومة.
عون – رشدي: وكان عون استقبل ، نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي التي اطلعته على المداولات التي دارت خلال احاطة مجلس الامن الدولي بمجريات قرار مجلس الامن الرقم 1701.
وتطرق البحث خلال اللقاء الى استمرار الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية والتي كانت موضع ادانة في مجلس الامن.
وتناول البحث ضرورة تشكيل حكومة جديدة لمواجهة التطورات الراهنة وتحديد الاولوليات لاعادة النهوض بالبلاد.
واكد الرئيس عون للمسؤولة الدولية ان لبنان حريص على تعزيز التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب ( اليونيفيل) لتثبيت الاستقرار في المنطقة الجنوبية، لافتا الى ما خلفه تسرب المواد النفطية من شواطئ فلسطين المحتلة الى الشواطئ اللبنانية من اضرار في الثروة البيئية والمائية التي ظهرت بعد المسح الميداني والجوي الذي اجري للمياه والشواطئ اللبنانية.
حكومة سريعا: ولاحقا اصدرت رشدي بيانا دعت فيه القادة السياسيين اللبنانيين إلى التركيز بشكل عاجل على تشكيل حكومة تتمتع بالصلاحيات كخطوة أساسية لمعالجة أزمات البلاد المتعددة والخطيرة ولتطبيق الإصلاحات المطلوبة.
وقالت “يجب المضي قدماً بهذه الخطوة التي لم تعد قابلة للتأجيل بعد الآن”.
كما دعت رشدي القادة اللبنانيين إلى ترك خلافاتهم جانباً وتحمل مسؤولياتهم وإنهاء حالة الشلل القائم والاستماع إلى دعوات اللبنانيين اليائسة، وصولاً إلى توفير الحلول للشعب اللبناني.
رؤساء الحكومات السابقون: في المواقف، وبينما يعقد رؤساء الحكومات السابقون اجتماعا عند الخمسة في بيت الوسط، يرتقب ان تصدر عقبه بيان عالي السقف، وغداة سجال الاوراق والوثائق بين بعبدا والمستقبل، أكد نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش ان “ثمة سعيا حثيثا من رئيس الجمهورية وفريقه لكسر الجرّة مع الرئيس الحريري.
وأكد أن “الاعتذار غير مطروح من قبل الحريري”، كاشفاً أن “خيارات تيار المستقبل مفتوحة ولدينا اجتماعات قريباً لاتخاذ القرارات المناسبة للفترة المقبلة”.
وقال علوش “أعتقد أن خطاب السيد نصرالله شجع رئيس الجمهورية لاتخاذ هكذا موقف”، لافتاً الى أن “من يتجاوب مع قرارات الخارج هو الرئيس عون وايران لا تريد حكومة في لبنان في الوقت الحالي”.
حراك داخلي: الى ذلك، وفيما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير السابق غازي العريضي، وتشاورا في تطورات الوضع الحكومي، زار سفير الكويت عبد العال القناعي بيت الوسط واجتمع الى الرئيس سعد الحريري، وعرض معه المستجدات السياسية، في حين التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الرئيس ميشال سليمان الذي وصف الوضع في لبنان بـ”المزري”.
وقال: “أتكلم اليوم بلسان الناس التي تقول عيب للمسؤولين عيب ان ترددوا لبنان الرسالة، لبنان مركز حوار الحضارات لبنان ال 6000 سنة واليوم صنفنا أفشل دولة في العالم من كل النواحي.
الشعب يقول من المعيب الا تتأمن لقمة الفقير، التلميذ لا يتأمن قسطه. عيب المريض لا يستطيع الحصول على الدواء. عيب شبابنا يهاجر.
عيب على المسؤولين منذ العام 2006 يتحدثون عن الاستراتيجية الدفاعية والسلاح غير الشرعي فنصل اليوم الى التهديد بالحرب الأهلية ويفرض القوة في مكان ما….عيب الا تعالج قضية السلاح.
واليوم لم يعد من لزوم للاستراتيجية الدفاعية لأنها يجب ان تكون اليوم وفق جدول زمني للتخلي عن السلاح غير الشرعي وحصره بيد الدولة ولا يتجاوز الستة أشهر أو السنة وإلا لا خلاص..”
الصهاريج وصلت: وليس بعيدا من محور حزب الله الممتعض مما يدور على الحلبة الحكومية وفي شارعه المنتفض، وسط خشية من تفلت الامور من عقالها ، افادت مصادر عليمة “المركزية” ان الصهاريج الايرانية التي تحمل محروقات وصلت الى حزب الله الذي وزع كميات من المازوت على عدد من الاسر الفقيرة فيما خصص الباقي لآلياته العسكرية.
وفي اطار المعالجات اشارت الى انه رفع بعض رواتب عناصره العسكرية الخاضعة للتدريب فيما يعد بتقديم مساعدات اضافية لبيئته.
وفي السياق، قالت اوساط سياسية معارضة لـ”المركزية” ،” يتأكد يوما بعد يوم ان ايران لم تقدم يوما مساعدة للدولة اللبنانية انما لحزب الله اداتها العسكرية لتنفيذ اجندتها، خلافا للدول العربية التي لطالما رفدت لبنان- الدولة بمساعداتها من دون مقابل فكان جزاؤها الشتائم والاهانات من الحزب ومناصريه.
المنصة: معيشيا، الوقت ينفد والاسعار ترتفع والدولاء يحافظ على ارتفاعه ايضا في انتظار انطلاق منصة مصرف لبنان في غضون ايام.
ويعاود المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعه غداً الأربعاء وعلى جدول أعماله متابعة وضع الآلية لتعميم المصرف حول إنشاء المنصّة الإلكترونية لعمليات الصرافة حمايةً لسعر صرف الليرة والحدّ من الارتفاع الجنوني من دون مبرّر للدولار الأميركي.
في السياق، ذكرت مصادر مصرفية لـ”المركزية”، أن عمل المنصّة انطلق بدايةً من طلب المصارف ومؤسسات الصرافة الانتساب إلى المنصّة، فأُعطيت مهلة حتى ١٦نيسان المقبل للاشتراك تحت طائلة الشطب من قائمة الصرافين في لبنان.
وكشفت المصادر أن “تحديد سعر صرف سيكون قريباً من السعر المتداول في السوق السوداء، وبالتالي في ضوء العرض والطلب يمكن لمصرف لبنان أن يحدّد سعر الصرف انخفاضاً أو ارتفاعاً، وإن حجم تدخل مصرف لبنان سيكون بين ٤ و٥ ملايين دولار يومياً، وهذا التدخل مرتبط بمدى تطبيق ترشيد السلع أو إلغاء الدعم،” موضحة أن “المنصّة الإلكترونية يمكن أن تبدأ بسعر صرف يتراوح بين ٩ و١٠ آلاف ليرة للدولار الواحد، ويمكن أن يرتفع هذا الرقم أو ينخفض بحسب العرض والطلب والذي يحظى برقابة مباشرة من مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف”.
أضافت: لم يتم لغاية الآن تحديد دور المصارف ومن أين ستأتي بالـ”كاش” وتحديداً بالدولار الأميركي لأن مصرف لبنان حصر عمليات التداول بالنقدي وليس بالحسابات المصرفية، كذلك لم يُعرَف حتى الآن مَن سيعتمد هذه المنصّة من تجار وصناعيين أو بعض الأفراد.