بعيدا من مناكفات بعبدا- بيت الوسط وخلافاتهما المستعرة التي ترفع جبل عراقيل في وجه تشكيل الحكومة، تؤكد اوساط قريبة من حزب الله لـ”المركزية” ان الضاحية تبذل جهودا جبارة في اتجاه ازالة المتاريس وتقديم ما يلزم من التطمينات القوية جدا لفريق التيار الوطني الحر، الى جانب تطمينات يتلقاها من جهات اخرى، غير انه لا يبدو اطمأن حتى الساعة ولئن بدأ يبدي قابلية للاطمئنان.
هواجس التيار ورئيسه النائب جبران باسيل وامامه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تتصل بأكثر من ملف يتمسك العهد بأن تكون له قدرة ذاتية على ادارته.
فالحزب الحليف الذي عبّد طريق القصر امام الرئيس عون وعطّل لاجل تحقيق الهدف، البلاد على مدى عامين ونصف العام، يبدو لم يعد موضع ثقة مطلقة لدى التيار الذي يأخذ عليه عدم مساندته في معركته الحكومية وميوله عند احراجه الى الطرف الآخر.
لكن الاوساط القريبة من الحزب تؤكد ان رغم السوداوية التي تغلف الاجواء لا تزال بارقة الامل موجودة وصيغة الثلاث ثمانات قائمة، انما السؤال كيف تقسم وتوزع وهل تتضمن نظرية السبعة زائدا واحدا مثلا وماذا عن وزير الداخلية ومن حصة اي فريق، وهل منطقي ما تردد او تم اقتراحه عن وزير لبكركي رفضته سلفا، فمحاذير خطوة من هذا النوع ومخاطرها اكبر من ان يتحملها الصرح البطريركي؟ اذا حتى الساعة لا ضمانات فعلية للتشكيل والامور تسير على قاعدة التعاطي مع الملف كل يوم بيومه.
وفي حين تترنح جهود الداخل، ترى اوساط الحزب ان للحراك الخارجي اهميته لا سيما لزيارة الرئيس سعد الحريري الى الفاتيكان اذ تعتبر انها ستقدم من جهتها بعض التطمينات له وقد تعتمد سياسة المونة التي اعتمدتها مع والده الرئيس رفيق الحريري نسبة للعلاقة الوطيدة التي ربطت بينهما.
مونة قوية، تضيف الاوساط كان لها مفعولها ايام الرئيس الراحل، فإن بقيت مستمرة مع الابن قد تسهم بدورها في تذليل بعض العقبات من امام التشكيل.
وبما ان لبنان لطالما كانت له علاقات وصائية امكنته من حل مشاكله على مر التاريخ، فقد تفعل الوصايات هذه فعلها ولو عن بعد. فرنسا التي قدمت للسعودية وعدا مقابل اطلاق الحريري حينما احتجز في المملكة، تشرح الاوساط، ولم تفِ به حتى الساعة، قد تتعهد بمثله اليوم مقابل القبول بعودة الحريري الى رئاسة حكومة لبنان بما يسهم في فك عقدة اساسية، كما ان مفاوضات فيينا التي تترقب السعودية اشراكها فيها من شأنها هي ايضا ان تؤثر في عملية التشكيل الى جانب بعض الحلحلة في التصلب الاميركي.
واذ تشير الى زيارة قريبة للحريري الى روسيا، توضح انها هي ايضا قد تكون في موقع التأثير خصوصا ان ما ينتظر لبنان في الفترة المقبلة ليس بالقليل في ضوء موجة الاستثمارات المقبلة اليه، ولدى الحزب معطيات قوية مفادها ان البلاد ستستعيد سريعا عافيتها ومن بوابة النفط غير المستخرج حتى الساعة الذي سيوفر للبنان القوة والنوعية.
ومن قاعدة “اوقفوا التدقيق الجنائي يتوقف جنون الدولار” قد يبدأ المشوار الحكومي، تختم الاوساط.