الى أي مدى يمكن ان يصل الخلاف بين تياري المستقبل والوطني الحر ومن خلفه العهد، بعدما استخدم كل انواع الاسلحة وما تيسّر من ملفات “فتنوية” منذ انفراط “التسوية الحبية” بينهما واحتدام معركة التكليف على جبهة التأليف؟ الى اين قد تقود حرب التيارين لبنان وشعبه وقد امعنتّ في دكّ اسس هيكل الدولة غير آبهة بتداعياتها الكارثية وما ترتّب جراءها من اضرار فادحة في حق الدولة؟ كيف يعقل ان يستخدم فريقان سياسيان هيبة القضاء وقودا في المعركة الحكومية ومناصريهما جنودا على خط التماس؟ كيف لبلد ان يعيش ويستمر على ايقاع “حب” او “بغض” ، تقاطع او تضارب مصالح “الازرق والبرتقالي” فيهدأ حينما يتفقان ويشتعل اذا ما اختلفا؟ اين العقلاء الذين اسسوا للبنان قبلة انظار العالم واداروا الازمات بالمنطق والحكمة وبالركون الى النظام والدستور والقانون من المسرحيات الدرامية التي تدور اليوم على ارض الوطن؟
ان المشهد المأساوي الذي شهده محيط قصر عدل بيروت لهو صورة طبق الاصل عما قادت اليه ممارسات المسؤولين في البلاد، وما يريدونه للبنان، بعدموا اصدروا حكمهم المبرم بإعدامه وفتاويهم بتحويله من دولة الازدهار ومستشفى ومصرف الشرق الى دولة مارقة واداة طيّعة في ايدي اصحاب الكلمة والنفوذ الاقليميين، ونجحوا على الارجح.
القضاء الاعلى: في غياب او تغييب متعمّد لملف تشكيل الحكومة، بقيت التطورات السلبية المتسارعة على الضفة القضائية، بعد ان اقتحمتها بقوة الطبقةُ السياسية، الحاضر الابرز على الساحة المحلية .
وعلى اثر اجتماعه في حضور كافة اعضائه للبحث في المستجدات وفي تمرّد القاضية عون على قرار مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات ، لم يحسم مجلسُ القضاء الاعلى خطوتَه المقبلة في حق عون.
وآثر التريث وإعطاء عون فرصة اضافية، علّها تمتثل لقرار كفّ يدها، ودعاها الى جلسة العاشرة صباح غد للاستماع اليها. وفي ضوء ما ستقوله، سيصار الى تحديد توجّه “المجلس”، نحو إما عزلها – وهو خيار مستبعد – او إحالتها الى التفتيش المركزي.
ووفق المعلومات، أعرب القضاة سهيل عبود وبركان سعد وعويدات عن امتعاضهم لوزيرة العدل من أداء عون وأنهم مع إحالتها إلى التفتيش المركزي.
هرج ومرج: وبالتزامن مع الإجتماع الذي رأسه القاضي عبود في قصر العدل، تجمّع عدد من المتظاهرين مؤيدين لموقف النائب العام التمييزي، وآخرين من التيار الوطني الحر مؤيدين للقاضية عون، فصل بينهم الجيش اللبناني.
وتطوّر إشكال بين المتظاهرين إلى تضارب ما ادى إلى سقوط جريح، وسادت حالة من الهرج والمرج، حاول الجيش ضبطها. وقد إحتشد منذ الصباح مناصرون من تيار المستقبل دعما للقضاء وللقاضي عويدات.
وتحدث المنسق المركزي لقطاع المحامين في تيار المستقبل المحامي عماد السبع لـ”مستقبل ويب”، فقال ” جئنا اليوم لنقول لا لتسييس القضاء والعمل معا لاعادة الهيبة الى القضاء، وواجبنا ان نعيد للقضاء مصداقيته وهيبته“.
عويدات وابراهيم: في الاثناء، طلب النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات من النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم إجراء التعقبات بشأن وجود شبهة حول مخالفة شركة مكتف لشحن الأموال، للأحكام التي ترعى عمل شركات شحن الأموال ولاسيما القرار الوسيط رقم 10726 المتعلق بتعديل القرار الأساسي رقم 8024 تاريخ11/1/2002.
معالجة المخالفة اولا: مصادر متابعة للملف اشارت الى وجوب التزام الاصول القانونية في ما يجري بعيدا من التوظيف الطائفي او السياسي موضحة ان القاضي عويدات استدعى تكرارا القاضية عون قبل وقوع اشكال شركة مكتّف الا انها رفضت الحضور بحجج متنوعة، ثم تمردت على قراره لاحقا وداهمت الشركة على رغم قرار عويدات.
وتبعا لذلك، وفي حال مماثلة يفترض اولا، وقبل فتح ملف القضاء برمته، التعاطي مع القضية بقدر حجمها المتمثل بعصيان قاضية قرارا قضائيا صادرا عن جهة مسؤولة، وبعد ذلك لكل حادث حديث، المشكلة تعالج اولا من حيث المخالفة لا بفتح ملف اصلاح القضاء برمته، ذلك ان واجب مجلس القضاء اتخاذ ما يلزم من قرارات في حال حصول مخالفات من القضاة لضمان حسن سير عمل القضاء والا على العدل والعدالة السلام.
تدمير المؤسسات: تعليقا على هذا المشهد، حذر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، من ان هذه السلطة “تقوم بدراية او عدم دراية بتدمير كل مؤسسات البلد العامة وحتى الخاصة على رؤوس اللبنانيين“.
وقال في بيان “يسجّل لهذه السلطة إنجازاتها شبه اليومية في تعميم الفشل والكارثة، وآخر انجازاتها الكبرى على هذا المستوى تدمير الجسم القضائي في لبنان.
بغض النظر عن الحيثيات وعن عمليات الغش الواسعة التي يحاول فريق رئيس الجمهورية بثها بين الناس في محاولة لإظهار انهم يحاربون الفساد في الوقت الذي أصبح يعرف فيه القاصي والداني انهم من بين أبرز المتهمين بالفساد، والدليل الى ذلك العقوبات الدولية“.
اضاف “وبغض النظر عن كل ذلك، فإن عامل الثقة يشكل مفتاح الاستقرار والنهوض والازدهار، فيما كيف سيكون لأي مواطن لبناني او أي دولة أجنبية ثقة بلبنان بعد كل الذي جرى في الأيام الماضية على مستوى القضاء اللبناني”؟ وختم “إن هذه السلطة تقوم بدراية او عدم دراية بتدمير كل مؤسسات البلد العامة وحتى الخاصة على رؤوس اللبنانيين، وهذا ما نشهده بالدليل القاطع كل يوم.
لن ينقذنا من هذا الجهنّم سوى الخلاص من هذه السلطة، والطريقة الوحيدة للتخلص من هذه السلطة هي في الانتخابات النيابية المبكرة، ماذا وإلا خبر سيء ومصيبة جديدة كل يوم“.
التأليف في اوروبا: سياسيا، لا اتصالات حكوميا.
وبينما عاد الرئيس المكلف سعد الحريري ليلا الى بيروت على ان يتوجه بعد يومين الى الفاتيكان في 22 الجاري، تحضر عملية التأليف على طاولة وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل اليوم، والذي سيناقشها من زاوية عجز الطاقم السياسي عن الاتفاق في ما بين اركانها، بينما البلاد تغرق في أصعب ازماتها المعيشية والاقتصادية.
وسيعرض لامكانية فرض عقوبات على المعطّلين.
الحزب…لم يحن الوقت: وفي الملف الحكومي وعن سبب غياب حزب الله عن مشهد المعالجة، قالت مصادر قريبة من الحزب ان الكتلة لا تعالج الملف في الاعلام تلافيا لحملات المزايدة، هي بذلت جهودا جبارة على هذا الصعيد تحديدا وحاولت تقريب وجهات النظر بين الطرفين، ولم تعدم وسيلة في هذا السبيل وكوّنت نسبة تفاؤل بامكان الوصول الى حل، الا انه سرعان ما تبدد لاسباب نجهلها، فما الذي يجري واين تقف الامور؟ الواضح ان ثمة من يخترع اسبابا لتطويل امد الازمة لانه لم يحن وقت ايجاد الحل وابصار الحكومة النور.
الشروط المعطّلة: على هذا الخط ايضا، اعتبر المكتب السياسي لـحركة أمل أن “الوطن يعاني من غياب الإرادة الجديّة لدى المسؤولين المباشرين عن تأليف الحكومة التي صار تشكيلها أكثر اهمية وإلحاحاً من أي وقت مضى بعد تزايد الأزمات وتعقيداتها الاجتماعية والاقتصادية، وانعكاسها على الاستقرار الداخلي في ظل تراجع، بل تذري مؤسسات الدولة، وتلاشي هيبتها واستمرار البعض في رفع المطالب والشروط المعطلة التي تُبعدنا عن الوصول إلى حلٍ حقيقي وسريع وفق المبادرة التي أطلقها الرئيس نبيه بري المستندة إلى الأصول الدستورية والميثاقية، وتؤمن الأرضية الصالحة لقيام حكومة فاعلة تتحمل مسؤولية الإصلاح وترميم الوضعين الاقتصادي والمالي”.
دياب في قطر: وبينما الازمات المعيشية لا سيما على صعيد المحروقات والخبز عشية رفع الدعم الذي يكاد الاحتياطي المخصص له في المركزي، يجفّ، يواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب زيارته الدوحة للقاء كبار المسؤولين القطريين، حيث اجتمع في مقر إقامته، بوزير الدولة حمد بن عبد العزيز الكواري، ووزيرة الصحة حنان الكواري، وزير الطاقة سعد بن شريدة الكعبي، زير الاوقاف والشؤون الاسلامية غيث بن مبارك الكواري ووزير المال علي شريف العمادي، في حضور السفيرة فرح بري ومستشار الرئيس خضر طالب.
والتقى دياب في العاصمة القطرية اليوم، وزير الطاقة القطري سعد بن شريدة الكعبي. وجرى البحث في مجالات التعاون بين البلدين.
الكابيتال كونترول: في الغضون، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وعلى جدول اعمالها ٤ بنود تتعلق بمكافحة تبييض الاموال واسترداد الاموال المحولة للخارج والسرية المصرفية وتسوية اوضاع رتباء وافراد الضابطة الجمركية. وقال كنعان بعد الاجتماع: طلبنا من ادارة الجمارك تزويدنا بتأثير تصحيح اوضاع رتباء وعناصر الضابطة الجمركية ماليا واداريا والتوجه مبدئياً هو لانصافهم.
واضاف: التشريع ليس على الطلب ومسألة “سكوبات” بل يعالج بجدية ومهنية وسنستكمل الخميس مسألة رفع السرية بما يعزز دور القضاء. وتابع كنعان: سأرفع تقريري هذا الأسبوع حول “الكابيتال كونترول” ليقوم المجلس النيابي بدوره بما يعزز حقوق المودعين.
باسيل يوضح: على صعيد آخر، أصدر المكتب الاعلامي لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بياناً أوضح فيه أن الشائعات والتركيبات والاكاذيب التي أوردتها بعض الصحف وادعت فيها أن باسيل يقايض الولايات المتحدة بين عدم توقيع مرسوم الحدود البحرية رقم 6433 ورفع العقوبات المفروضة عليه، هي من نتاج مخيلة مطلقيها ومن عقولهم المريضة، لو كان باسيل من يقايض على السيادة الوطنية وثروة اللبنانيين الطبيعية او لو كان يخضع للضغوطات وللترهيب والترغيب لما وضعت عليه بالأساس عقوبات جائرة وغير مبنية على اي حقائق.