الشاعر الفلسطيني طه العبد لـ”بيروت نيوز” قضيتي وعذابات شعبي كان دافعا لكتابة الشعر

29 أبريل 2021آخر تحديث :
الشاعر الفلسطيني طه العبد لـ”بيروت نيوز” قضيتي وعذابات شعبي كان دافعا لكتابة الشعر
beirut news
عبد معروف

يعتبر الشاعر طه العبد ، واحد من أبرز الشعراء الفلسطينيين في لبنان ، فقد عبر من خلال الشعر عن آلامه وآماله ، بكل حرية بعيدا عن الخوف في زمن تلون بالظلم والقهر والفساد.

“بيروت نيوز” التقت الشاعر طه العبد وأجرت معه هذا الحوار :
+ بين رقصة الفراش والمجموعة الثانية تضاريس البحر اوجاع الماء مسافة زمنية طويلة حيث صدرت المجموعة الثانية عام 2012 ، لماذا؟
= القطع الزمني ليس بالضرورة قطع بالإنتاج حيث آثرت ألا أكرر نفسي في مجموعتي الثانية وأقفز بالنص وجوهره مضمونا وشكله واساليبه قفزة نوعية ولكنني خلال هذه المرحلة الزمنية كتبت للصحافة وللإذاعة وللتلفزيون أعمالا كثيرة، وشاركت في الكثير من الاعمال الفنية في بيروت وخصوصا المدبلجة منها.

+ إذا كنت مشاركا في اعمال دبلجة؟
= صحيح، وكنت مشرفا فنيا على الكثير من الاعمال ومنتجا منفذا للكثير من الأعمال الوثائقية، وهذه الخبرة العملية فضلا عن الدراسة الأكاديمية في علم الأصوات والأداء الصوتي جعلتني أضع كتابا أكاديميا هو حصاد سنوات من العمل الأدائي الصوتي، والدراسة الأكاديمية المنهجية، كما انجزت رسالة الماجستير في النقد الأدبي وحاضرت في بعض الجامعات وعقدت الكثير من دورات التدريب في مجالات الإلقاء والمهارات التقديم.

+ انت متنوع الانتاج، وماذا ايضا؟
= كتبت الشعر وصدرت المجموعات الشعرية في مجلد الأعمال الشعرية وعددها سبعة وهي على التوالي رقصة الفراش – تضاريس البحر أوجاع الماء، معراج الآلام – غرام الشمع – جميز الأسى على أعناقنا، بهجة الموت، نحوت في بعضها جانبا فلسفيا كما في نص رقة الفراش، واتجهت نحو التصوف كما في آلام الحلاج وهو أحد نصوص معراج الآلام، وفي بهجة الموت وجميز الأسى كان النص أكثر يحاكي وجع الفلسطيني قي مخيمه وفي أسره وفي ثورته ودفاعه عن وجوده.

+كتبت في أدب الأطفال؟
= لي في أدب الأطفال مجموعتان من القصص المستمدة من الشخصيات العلمية تحت عنوان صناع الحضارة (1) و(2) كل مجموعة بعشر كتيبات كل واحد قصة حول شخصية علمية من التراث الاسلامي والعربي اسست لعلم جديد متقدم في عصرها مازلنا نشهد أثاره حتى اليوم أو كان لها انجاز وطني حضاري، جميع القصص مصورة طبعت في الكويت.

كتبت مسرحيتين لم تنجزا رغم المحاولات المتعددة من قبل بعض المسرحيين، عالجت في احداهما (البيت بيتنا) الانقسام الفلسطيني بقالب من الكوميديا السوداء، وفي الثانية (الوصية) كان موضوعها التخلي عن الأرض وضرورة الحفاظ عليها وعدم التنازل، كما كتبت للإذاعة عددا من البرامج نفذت لصالح محطات اذاعية عربية.

+ في خضم التنوع في صنوف الكتابة، اين تجد نفسك؟

=كل كتابة كتبتها وجدت فيها جانبا من نَفْسِي، ونَفَسي، ولكن ملاذي الأول هو الشعر فهو الاقرب إلى الخاطر والأكثر التصاقا بي.

+ ولكن الشعر يتراجع لصالح العمل الروائي؟
= أنا بصدد خوض العمل الروائي، ولدي عدد من المشاريع الروائية التي أعمل عليها، وكلها مستقاة من الواقع الفلسطيني المؤلم، ومع ذلك أختلف حول مسلمة تراجع الشعر أمام الرواية، فالشعر فن عاش منذ نشأة العرب وحتى اليوم ولم يتراجع أمام صنوف الأدب الاخرى التي ازدهرت لاحقا كالخطابة والمقامات والموشحات وغيرها من الآداب الحديثة كالمسرح والرواية والسيرة والقصة، فكل نوع ادبي له عشاقه وطلابه ومبدعوه، ولكن واقع الشعر اليوم وازمته تكمن في أمرين سهولة النشر الإلكتروني وكثرة المتشاعرين والمطبلين وهذه أزمة حقيقية فالكثير ممن يكتبون الهراء الذين يسمونه شعرا لم يقراوا نصوصا تؤهلهم لمحو أميتهم في الشعر، فأغلبهم يكتب مدعيا الحفاظ على القافية في حين أنه لا يعلم عن القافية سوى اسمها.

+ هل معنى ذلك أنك ضد قصيدة النثر؟
= لا، لست ضدها، بل أراها نمطا متقدما من الكتابة الشعرية، ولكن عن أي قصيدة نثر تسأل؟ تلك التي تحلق في عالم الصورة والتكثيف؟ أم تلك التي تكثر على مواقع التواصل الاجتماعي والتي ليس فيها من الشعر سوى أطلالِ صنعتِه المقيتة، فلا صورة ولا تكثيف ولا فكرة ولا ومضة ولا دهشة ولا خيال ولا ابداع بل هي مجردة من الحس والمصداقية وشرط الكتابة أيضا، فضلا عن حشوها بالأخطاء النحوية والإملائية تحت باب يحق للشاعر ما لا يحق لغيره.

+ هل تكتب قصائد النثر؟
= نعم فمجموعة تضاريس البحر أوجاع الماء وغيرها من المجموعات فيها النثر وفيها التفعيلة، كما كتبت شعرا عموديا على نظام الشطرين، وآخر من شعر الومضة ، والمشهديات الشعرية وغيرها.
+ من أين يستقي الشاعر طه العبد نصوصه ، أقصد المضامين ؟
= في الشعر المصدر الأبرز هو المعاناة الفلسطينية، مسائل النضال والتحرر والواقع المعيش ومعاناة الكرامة وحصار الرأي، وسجن الإبداع، أخاطب التاريخ والحضارة من أعماق النَّفَس الأسطوري المرتبط بالأرض والحضارات السامية والتي تشكل في مجملها ثقافة المنطقة وتراثها الفكري والإنساني، فلسطين حاضرة بكامل بهائها وجلجلة آلامها، بالبيارات والسنابل والزيتون والانتفاضة والمجازر والمخيمات والسجون والاعتقال والأسرى والجوع والمخيمات والتهديد المستمر بالتذويب القسري في أصقاع الأرض، وفي الخيط المطرز، أيضا الحب فلسطين المرأة، والمرأة فلسطين وبينهما تكامل الدائرة.

+ ماذا عن المشهد الشعري الفلسطيني ؟
= الشعر الفلسطيني تحديدا والخريطة الثقافية العربية فقدت مؤخرا أدباء كبار محمود درويش وسميح القاسم ومريد البرغوثي ومؤخرا جدا عز الدين المناصرة، وقبلهم كثيرون، هؤلاء تركوا فراغا كبيرا في جسد الثقافة الفلسطينية، إن لم يسارع الادباء الفلسطينيون لسد هذه الثغرة فستتسع الفجوة، ويقيني ان هناك الكثيرين ممن هم قادرون على ذلك ولكن ينقص أن ترعاهم مظلة وطنية جامعة وتدعمهم مؤسسات ثقافية تؤمن بقدرة القلم الفلسطيني المبدع، وخصوصا في ظل أوضاع اقتصادية منهارة عتى الرمق الأخير في لبنان ومعظم جسم الوطن العربي.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

المصدر بيروت نيوز