ماذا ينتظر اللبنانيين في القادم من الأيام؟

5 مايو 2021
ماذا ينتظر اللبنانيين في القادم من الأيام؟
beirut news
عبد معروف

يعيش اللبنانيون حالة من الترقب والانتظار، وتتجه أنظارهم جميعا دون استثناء إلى الخارج وما يطبخ من مشاريع واتفاقيات وتسويات على مستوى المنطقة والعالم .

اعتاد اللبنانيون على الانتظار والترقب، ذلك لأن الأزمات لا تولد من الرحم اللبناني، رغم حالة النهب والفساد التي تتغلغل في لبنان، فالأحزاب والقوى والتيارات والحركات السياسية اللبنانية جميعها مرهونة إلى دول خارجية، وترتبط بمشاريعها وبمصالحها، تنام مع نومها وتصحو مع صحوها، لذلك فاللبنانيون ينتظرون نتائج الانتخابات الأمريكية والفرنسية والإيرانية والإسرائيلية ومستقبل الأوضاع في سوريا وما يقوم به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، ينتظرون الوضع الاقليمي والدولي، لأنهم يعلمون أن كل ما يجري في لبنان له ارتباطات مباشرة وغير مباشرة بما يجري في المنطقة من صراعات وصفقات وتسويات وإن ما يجري في لبنان هو انعكاس لما يجري في المنطقة، ليس لأن لبنان له كل هذا الوزن السياسي والاقتصادي والعسكري في معادلات المنطقة، بل لأن القوى السياسية اللبنانية تعيش على إقاعات الصراع والسلام في المنطقة.
فالرئيس سعد الحريري لا يمكن له تشكيل حكومة لبنانية جديدة إن لم يضمن مساعدات عربية ودولية لإنقاذ لبنان ووقف حالة الانهيار، وهذه المساعدات لن تتوفر إن لم يضمن لبنان للمجتمع الدولي حكومة لا يكون لحزب الله النفوذ فيها وليس للحزب السيطرة عليها .

والحزب لن يوافق على تلك الشروط، ولن يخضع لمشيئة المجتمع الدولي بقيادة فرنسا أو الولايات المتحدة ولو أدى ذلك إلى أوضاع أسوء مما هي عليه اليوم.

وبالتالي، عاد الصراع إلى الميدان الداخلي اللبناني، فريق يستند إلى دول ومبادرات خارجية، وآخر يستند إلى محور له امتداداته الخارجية .

شعب لبنان، يعيش بين هذه الجمرات، ويحترق بنار هذه الصراعات، ويتعرض لحالة من الانهيار الكامل، والأسوء هي مرحلة الالتطام والصدم في قاع الوادي.
فهل حلفاء الداخل من قوى ودول خارجية من موسكو وحتى طهران مرورا بالدول الاقليمية، تريد لبنان مساحة هادئة تنعم بالأمن والاستقرار أم أن من مصلحتها الاستمرار في التوتر والصراع؟
كل دولة من الدول الخارجية، تريد لبنان وفق مصالحها، وتعمل من أجل سلام داخلي في لبنان يضمن لها سيطرتها وقوتها وهيمنتها ، وبالتالي تريد للإطراف الداخلية الأخرى أن تخضع لشروطها، وقوتها وتحالفاتها الاقليمية والدولية وهنا لا إستثناء لأحد رغم ما يرفع من شعارات وخطابات وبيانات، تصلح للإلقاء في أمسية شعرية، فجوع اللبنانيين وحالة الانهيار التي يتعرضون لها، لا يوقفها أبيات الشعر والجمل الطنان، ولا حسن النوايا، الشعب يريد حقوقه، ويريد استرجاع ما نهب منه، ولن يرض أن تكون إنجازات ماضية أو شعارات تثير المشاعر معبرا أو جسرا لاستمرار النهب والفساد.
من حق اللبناني اليوم، إقامة دولة عادلة، ونظام قوي ومتماسك، ينقذ البلاد قبل لحظة الالتطام، وإلا فالأوضاع ستزداد انهيارا، وسنرى في القادم من الأيام تطورات مالية وأمنية وسياسية لا نتوقعها اليوم، وإذا كان المجتمع الدولي والدول (الصديقة والمعادية) عينها على لبنان، فإن تدخلها ونشر قواتها ونقاط المراقبة على الحدود البرية مع سوريا، والضغط المالي والحصار الاقتصادي والعقوبات السابقة والمرتقبة على شخصيات وقوى لبنانية، لن يكون لها قيمة أمام انهيار شعب يبحث عن جنى عمرة، وعن لقمة عيش أو حبة دواء فتلك اللحظة ستكون صعبة على الجميع من يملك المال ومن لا يملكه، من يملك السلاح ومن لا يملكه، من يملك الطعام ومن لا يملكه، فاللبنانيون جميعا في قارب واحد أصبح آيلا للغرق بكل ما فيه وبكل من فيه.

المصدر بيروت نيوز