القدس قضية العرب.. فما العمل؟

12 مايو 2021
القدس قضية العرب.. فما العمل؟
beirut news
عبد معروف

تابع الرأي العام اللبناني و الفلسطيني في لبنان، الهبة الشعبية الفلسطينية في القدس المحتلة دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح، وتابع الرأي العام عمليات المقاومة ضد مواقع الاحتلال والعدوان الاسرائيلي الوحشي ضد الفلسطينيين في القدس والأراضي المحتلة .

ونظمت الأحزاب والقوى السياسية الفلسطينية واللبنانية، وقفات التضامن والمسيرات والاعتصامات وأصدرت البيانات، وأطلقت التصريحات تضامنا مع القدس، وأعلنت استنكارها الشديد للعدوان الاسرائيلي.

وأكدت الشعارات التي أطلقت، بأن القدس تدافع شرف الأمة، وأن إرادة أهالي القدس قادرة على تحقيق النصر على العدو الاسرائيلي.

لا شك بأن الشعب العظيم في القدس المحتلة والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعلى امتداد أرض الوطن، أكدت مرة أخرى بأن الشعب الفلسطيني حي لا يموت، ولا يتخلى عن قضيته الوطنية، وهو على استعداد دائم لخوض ميادين الصراع مع الاحتلال وقادر على المواجهة والانتفاض، وبالتالي فإن الحديث عن سيطرة حالات اليأس والاحباط والتعب والادعاء بأن هذا الشعب لم يعد قادر على مواجهة العدو وتحرير الأرض، هي دعوة للاستسلام والخضوع لمشيئة الاحتلال.

وبالتالي فإن الشعب الفلسطيني بانتفاضاته المستمرة، يؤكد تمسكه بخيار الثورة والمواجهة مع الاحتلال ويؤكد مجددا بأن لديه من القوة والامكانيات التي من خلالها يمكن دحر الاحتلال وتحرير الأرض.

فالشعب الفلسطيني داخل وطنه قدم ما عليه، وفجر انتفاضاته وخاض ميادين الصراع وتمكن من رفع مستوى المواجهة مع عدو مدجج بالسلاح والعتاد، وفي وقت جرت محاصرت القضية الفلسطينية عربيا وعالميا.

ولكن إذا كان الفلسطينيون قد قدموا ما عليهم في ميادين المواجهة، وأكدوا مجددا أنهم على استعداد لمواصلة الثورة، فهل يمكن للشعب الفلسطيني في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى من تحقيق الانتصار؟ .

لابد من التأكيد مجددا، على ان القدس قضية أساسية من قضايا الصراع مع الاحتلال، وبالتالي فإن الدفاع عن القدس هو واجب فلسطيني وعربي، والدفاع عن المقدسيين والمسجد الأقصى لا تكفيه الشعارات والوقفات التضامنية والخطابات الرنانة، وعلى المخلصين في مواقفهم دفاعا عن القدس، عليهم أن ينظموا جلسات الحوار، والنقاش، كيف تتصاعد انتفاضة القدس، وما هي المسؤولية التي علينا دعما للقدس وهل تكفي الشعارات والخطابات والوقفات التضامنية؟.

أمام ما يجري من تطورات في القدس، وغزة، وأمام المسيرات والمظاهرات والوقفات تضامنا مع المقدسيين، لا بد من تسليط الضوء على نقاط نرى أهميتها في مثل هذه المرحلة: إذا كان الصراع مع الاحتلال هو صراع أمة، فهل يمكن للمقدسيين وحدهم هزيمة العدو وتحقيق الانتصار؟
وإذا كانت القدس هي قضية أمة، وأن العدو الاسرائيلي هو عدو الأمة، فما هي مسؤولية الأمة تجاه القدس؟
لا شك بأن الوقفات التضامنية ورفع الشعارات والخطابات الرنانة أمر طبيعي في مرحلة الصراع المتفجر مع الاحتلال، ولكن هل يكفي ذلك، وهل أن الاعتصامات والبيانات والتصريحات هي فقط المتوجبة علينا اتجاه القدس والمسجد الأقصى؟.

من المعيب القول أن القدس تدافع عن شرف الأمة، لأن الأمة هي التي عليها أن تحشد وتقاتل لتدافع عن شرف القدس، ولا شك أيضا بأن من يحمل المقدسيين مسؤولية الصراع وحدهم للدفاع عن المقدسات وشرف الأمة، هدفه (بقصد أو بغير قصد، بحسن نية أو بسوء نية) التهرب من مسؤولياته وواجباته وما عليه للدفاع عن القدس والمجسد الأقصى، فالمقدسيون مهما كان لديهم من قوة لا يستطيعون الانتصار على عدو مدجج، ومتماسك وله تحالفاته.

ويجب على من هم خارج القدس من فلسطينيين وعرب، أن يتعلموا من تجارب المرحلة الماضية، انتفاضة 1987 وانتفاضة 2000 والهبات المتواصلة في الأراضي المحتلة، رفعنا الشعارات ونظمنا المسيرات وأطلقنا الهتافات.

حقيقة القول، رغم صعوبته، أن ميدان القدس في الصراع مع الاحتلال هو ليس ميدان المقدسيين أو جزء من الفلسطينيين فحسب، بل هو ميدان كل الفلسطينيين والعرب الذين يتمسكون بالقدس وعروبة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية.

وهو أيضا ميدان للصراع بين القوى الأممية التي تنادي بالسلام العادل وحقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير المصير، مع احتلال عنصري استيطاني يرفض السلام وفق قرارات الأمم المتحدة أو الاتفاقيات الموقعة حتى تلك التي وافقت عليها الدول العربية والمجتمع الدولي.

من هنا، فإن الصراع المتفجر اليوم في القدس هو صراع عربي إسرائيلي، وهو صراع بين إسرائيل والعدالة الدولية، وهو صراع بين حق الفلسطينيين في مقدساتهم وعاصمتهم وعدو متعنت يرفض السلام حتى وفق شروط تؤدي إلى بقائه والاعتراف به.

وإذا كان الصراع عربي فلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي لابد البحث عن الدور العربي في المواجهة، وما هي مسؤوليات الشعب العربي أحزاب وقواه السياسية وأطره النقابية تجاه قضيتهم في القدس؟
هذا يجب أن يخضع سريعا لحوار ونقاشا وتعقد من أجله جلسات على مختلف الصعد، ونخرج من التمجيدات والشعارات والخطابات الرنانة، حتى لا نبقى نتغنى بالقدس وبطولات المقدسيين ونحملهم مالا طاقة لهم به، ونهرب من مسؤولياتنا وواجباتنا في ميدان صراع من المفروض ان تكون الأحزاب والقوى والنقابات الفلسطينية خاصة والعربية عامة ..ميدانها.

المصدر بيروت نيوز