بعد ليل الإثنين- الثلاثاء الذي شهد إطلاق 6 صواريخ من منطقة الهبارية باتجاه الأراضي المحتلة، سقطت جميعها داخل الأراضي اللبنانية، عاد مشهد التوتّر بعد ظهر اليوم إلى الحدود مع فلسطين المحتلة.
وخلال وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطينين، بدعوة من حزب الله و”السرايا اللبنانية”، عمد عدد من المحتجّين على تسلّق الجدار الإسمنتي الذي بنته قوات الاحتلال على الحدود، وقاموا برفع بعض الأعلام الحزبية.
كما رشقوا بعض الآليات العسكرية التابعة للعدو.
فنفّذ جنود الاحتلال استنفاراً في الجهة المقابلة، ثم قاموا باستهداف نقطة التجمّع بعدد من القنابل الدخانية، ما تسبّب بـ5 حالات اختناق وإغماء، عملت الفرق الصحية على معاجلتها ميدانياً.
الصواريخ.. حركات متهوّرة
وتضامناً مع فلسطين، نظّم حزب الله اليوم سلسلة من الوقفات والاعتصامات منها في مليتا والعديسة وحديقة الإسكوا وكيفون وغيرها.
وفي هذا الإطار، كان لافتاً ما نقل عن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب أنور جمعة، الذي قال إنّ “الوضع ممسوك وما حصل في اليومين الأخيرين لا يعني أن خاصرة لبنان رخوة “.
واعتبر جمعة في حديث لـ”المركزية” أنّ “الفصائل الفلسطينية ليست بحاجة إلى صاروخ أو اثنين من لبنان، فهذه الحركات المتهوّرة لا تفيد الشعب الفلسطيني”، مشدداً على الدور الذي يلعبه حزب الله في ضبط الحدود على خلفية الخروقات وأنّ “الأمن الداخلي من مسؤولية الدولة، والمقاومة معنية بالدفاع عن لبنان انطلاقاً من ثلاثية شعب ومقاومة وجيش، وتؤازر الدولة في تحمل هذه المسؤولية”.
منصات صواريخ
وكانت قيادة الجيش قد أصدرت بياناً اليوم أكدت فيه تعرّض عدة قرى في منطقتي الهبارية وكفرشوبا لقصف مدفعي مصدره مدفعية العدو الإسرائيلي، وقد أحصي سقوط 10 قذائف متفجرة و7 قذائف مضيئة.
وأفاد الجيش عن العثور على 6 منصات إطلاق صواريخ فارغة ومنصة سابعة مجهزة بصاروخ تم تفجيره في خراج بلدة الهبارية.
وتابع اليوم الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل، أندريا تينيتي، إصدار دعوات التهدئة على الحدود الجنوبية، فأكد الاتصال بقيادتي الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي وحثّ الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل منع أي تصعيد للوضع.
مسيرة حاشدة
وشهدت بيروت عصر اليوم مسيرةً حاشدة تضامناً مع فلسطين وشعبها، بدعوة من أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية.
وانطلقت المسيرة من أمام مخيم مار الياس (مستديرة الأونيسكو) وصولاً إلى ساحة رياض الصلح، مروراً بعائشة بكار والصنائع.
وكان لافتاً حجم الحشد المشارك الذي تصدّرته فرقة كشفية عزفت ألحان التضامن مع الشعب الفلسطيني، وسط هتافات تؤكد على وحدة فلسطين وشعبها ومركزية قضيّتها بوجه الاحتلال الإسرائيلي وحق العودة.
كما من المقرّر أن تستمرّ نشاطات ووقفات التضامن مع الشعب الفلسطيني خلال اليومين المقبلين، مع تلاحق الدعوات التضامنية إلى الاعتصام في مناطق مختلفة داخل بيروت وخارجها، لأيام الأربعاء والخميس، إضافة إلى دعوة للاحتجاج على الحدود يوم السبت المقبل.