وسط انسداد افق الحلول لمشكلة تشكيل حكومة المهمة التي حددت المبادرة الفرنسية مواصفاتها وبنود جدول أعمالها، تمضي الازمة اللبنانية في تناسلها مستولدة في كل يوم جديدا ينضم الى سابقاته من العقبات التي تحول دون الانفراج.
في جديد العقبات، الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري شاكيا تمسك الرئيس سعد الحريري بالتكليف من دون الاقدام على التأليف والتي ستزيد الطين بلة في حال تركها على عواهنها.
نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي يقول لـ “المركزية” أن حكمة الرئيس بري كفيلة بلم الموضوع متوقعا أن تقتصر جلسة الجمعة على تلاوة الرسالة لترفع بعدها الى الاثنين المقبل فيصار الى مقاربتها دستوريا وسياسيا من قبل الكتل النيابية واعضاء المجلس وذلك من دون نزع التكليف من الرئيس المكلف على رغم ما ستأخذه الجلسة من نقاش وجدل في ضوء الواقع القائم.
وردا على سؤال اكد الفرزلي حق رئيس الجمهورية في اللجوء الى المجلس ومراسلته مفترضا أن تنتهي جلسة مناقشة الرسالة اما الى توجه أو قرار أو موقف .
خواجة: عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجه لفت الى ان يوم الجمعة ستتم تلاوة الرسالة وان يصار الى مناقشتها في جلسة ثانية لافتا الى ان ليس في الدستور مادة تتيح نزع التكليف من الرئيس المكلف والذي يكون قد سماه النواب انفسهم .
وتوقع خواجة أن تأخذ الرسالة حيزا واسعا من النقاش والجدل الدستوري والسياسي يعكس ما يجري على الساحة السياسية .
كذلك عضو هيئة المكتب والكتلة النائب ميشال موسى أكد ايضا أن الدستور واضح هنا وينص على عقد جلسة مناقشة الرسالة خلال ثلاثة ايام من تلقيها سواء كانت موجهة الى رئيس المجلس مباشرة او الامانة العامة .
أضاف: الجميع يعلم حرص الرئيس بري على تطبيق الدستور والقانون، لذا فهو سيتشاور مع الرئيس عون في الموضوع اذا ما وجد او كان هناك داع للتأجيل معتبرا أن النقاش لن يخضع في النهاية الى التصويت، علما أن رئيس المجلس باشر من ساعة علمه بالرسالة اجراء الاتصالات مع الكتل والنواب للوقوف على رأيهم من جهة ولحصر الامر في نطاقه الدستوري البحت .
اما عضو الكتلة النائب علي عسيران فأكد أن حكمة الرئيس بري كفيلة بضبضبة الموضوع انطلاقا من موقعه الدستوري والوطني المحوري والجامع للبنانيين على اختلاف تموضعهم السياسي ودعوته الدائمة الى الحوار واعتماده سبيلا الى حل كافة المشكلات مهما كبرت .
وردا على سؤال قال: لو حسنت النيات وتم التجاوب مع طروحات رئيس المجلس لكانت الحكومة تشكلت منذ زمن بعيد ولكان في الامكان تجنيب لبنان واللبنانيين الكثير من الكوارث والويلات التي تشهدها البلاد .