لا يقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري نعي مبادرته على الرغم من معرفته بعقمها وصراخها في البرية، فهو يعلم تماماً أن البديل عنها يعني ترك البلد المتخبط والمنهار أصلاً في المجهول، أولاً لأن السيناريوات المتوقعة، إذا ما أعلن الرئيس بري موت مبادرته والتي سترتب حتماً اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري، أخطر بكثير مما نعيشه حالياً.
ومن هو مع أو ضد يخشى مرحلة ما بعد الاعتذار، لذلك هذه المبادرة لا يجب أن تسقط لأن الآمال معلقة عليها ولو كانت إبرة في “كومة قش” ليس لأن الحريري هو المنقذ الوحيد، إنما لأن الخيارات الأخرى تكاد تكون معدومة والحريري يعطي طمأنة بقنواته المفتوحة على الخارج في حال نجح بتأليف حكومة إنقاذ.
ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير” المتقاطعة مع أكثر من مصدر في قوى “٨ آذار” بالتحديد فإن الحديث عن مهل لم يعد مهماّ، لأن حالة المراوحة هذه في السياسة ستطول إلى حد ما، وأقرب تقدير إلى أواخر هذا العام وأقصاها العام المقبل على أبواب بدء الاستحقاقات، والعين حالياً على سرعة تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع سعر الدولار وصعوبة الحصول على المواد الأساسية.
وهذا الوضع بحسب مصادر “٨ آذار” سيسوء لأن مسار الأمور الطبيعي يؤكد من دون تكهنات أننا ذاهبون إلى تحلل لكل شيء على كل المستويات.
وتكشف المصادر أن “الخطة ب” التي وضعتها بعض الأحزاب ولا سيما “حزب الله” لم تبدأ بعد “وبكير عليها” فحتى الآن الناس صامدة وصابرة والمواد لم تنقطع بعد كلياً، ويتعايش اللبناني تدريجياً مع الواقع بانتظار الحل السياسي.
وتكشف المصادر أنه وعلى الرغم من السقوف العالية بالمواقف والبيانات فإن قنوات التفاوض لم تقفل بعد، و”حزب الله” يعمل بقوة على خط باسيل من دون أن يكون حراكه ضاغطاً عليه.
ويعتبر الحزب أن باسيل حتى الآن وإن غابت “الكيمياء” بينه وبين الوزير السابق علي حسن خليل، هو متجاوب، فقد أعطى كلمة بعدم الانسحاب من المجلس النيابي وغض الترف عن فكرة تقديم مشروع قانون الذهاب إلى انتخابات مبكرة، كذلك الحريري أعطى وعداً للرئيس بري بعدم الاعتذار طالما مبادرته تتنفس، كما أنه لن يتخذ خطوات، مصير ما بعدها مجهول، كالانسحاب مثلاً من البرلمان كما سبق ولوّحت مصادره، وهذا هو الخرق الذي تحقق حالياً وهناك جولة تفاوض جديدة ستحصل في الأيام المقبلة لا يعول عليها كثيراً إنما ستبقي الأمور تحت السيطرة، فإذا كان “حزب الله” يرى أن جبران “ضرورة” فإن الرئيس بري يرى الحريري “أكثر من ضرورة… وعليه فإن الضرورات تبيح المحظورات” تختم المصادر.