لست خبيراً دستورياً ولا حتى من الضالعين في القانون لكني من الراغبين بإعادة قراءة المادة 49 من الدستور اللبناني والتي تنص حرفياً على ما يلي: “رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن.
يسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه وفقاً لأحكام الدستور.
يرأس المجلس الأعلى للدفاع، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة التي تخضع لسلطة مجلس الوزراء”.
وبإعادة قراءة هذه المادة ولأكثر من مرة، وجدت إما أني جاهل، وإما أن هناك خرقاً فاضحاً لهذه المادة التي لا تنص على أن هناك رئيسين للجمهورية، واحد منتخب من المجلس النيابي والثاني يعينه الرئيس المنتخب، ولم يرد في المادة 49 شرط المصاهرة…
ذهبت بعدها إلى المادة 53 والتي هي موضوع الجدل أو النزاع الحاصل في البلد، في ما يتعلق بتشكيل الحكومة وبصلاحية رئيس الجمهورية في هذا الخصوص وسأكتفي بأربع مواد وهي الأساس المتعلق بالنزاع الحالي.
تنص المادة 53 على ما يأتي:
1- يترأس رئيس الجمهورية مجلس الوزراء عندما يشاء من دون أن يشارك في التصويت.
2- يسمّي رئيس الجمهورية رئيس الحكومة المكلّف بالتشاور مع رئيس مجلس النواب استناداً إلى استشارات نيابية ملزمة يطلعه رسمياً على نتائجها.
3- يصدر مرسوم تسمية رئيس مجلس الوزراء منفرداً.
4- يصدر بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة ومراسيم قبول استقالة الوزراء أو إقالتهم.
يصدر بالإتفاق وليس هو مَن يسمي الوزراء لا المسيحيين ولا غيرهم.
والاتفاق بعلم السياسة وعلم ادارة البلاد يعني أنه حين تُعرض التشكيلة الحكومية عليه يجلس مع الرئيس المكلّف ويستعرض واياه الأسماء ويُبدي رأياً بأفضلية شخص على آخر من حيث الكفاءة، الرؤية، برامج أو برنامج عمل تقدم به الشخص المعني ونال إعجاباً من الرأي العام، أو شخص ذي كفاءة عالية لم يحظ بفرصة تحقيق مشاريع تهم البلد وتغطي فجوات وهكذا… أما أن تُفهم المادة 53 بحسب كل الجهلة والمتفذلكين بأنه يسمي المسيحيين والرئيس المكلّف يسمي الاسلام السنة، وغيره يسمي كل بحسب طائفته، فعلى ماذا يتفاهم رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلّف؟ الجواب هو في الحرب التي شنها الجنرال عون ضد اتفاق الطائف منذ العام 1989 وما زالت مستمرة.
وبما ان المادة 49 وبحسب تفسير “العهد القوي” لها تنص على وجود رئيسين للجمهورية، ولأني كما ذكرت في المقدمة لست خبيراً لا في الدستور ولا في القانون، إلا اني أزعم انني متخصص وبأعلى درجات العلم والخبرة بجبران باسيل فأذهب الى حيث التقى وبجناحه الرئاسي في قصر بعبدا بوفد من “حزب الله” رافقهم الوزير علي حسن خليل للبحث في سبل الخروج من مأزق تشكيل الحكومة.
وبالمناسبة لم تذكر اية من الوسائل الاعلامية او الوسائل الضالعة في العلم اية معلومات حول مرور الوفد بجناح المستشار الأول والأعضاء ما يجعل من القصر الجمهوري شيئاً ينطبق عليه عنوان رائعة جبران خليل جبران “الأجنحة المتكسرة” لأنها أجنحة قائمة على الجنوح ونهاية الجنوح معروفة طبعاً، لكن التفسير اللغوي ليس موضوعنا لأن قصة الكاتب الأميركي جاك لندن عن بلاد الأسكيمو بعنوان “كيف تُشعِل ناراً” هي الموضوع الذي له علاقة مباشرة بجبران باسيل بعد كلمته الأخيرة…
القصة تتحدث عن رجل وحيد في غرفة جليدية ومعه عود كبريت واحد… اذا فشل في إشعال النار سيموت متجلداً.