توفيت الطفلة ميرال الجندي إبنة الـ 6 أشهر بعد آلام مستمرّة أرهقتها لأيّام، ودفعت أهلها إلى إدخالها إلى المستشفى لإيجاد حلّ لحال ابنتهم الصحية التي تدهورت في الأيّام الأخيرة.
ميرال إبنة دير عمار شأنها شأن أيّ طفلة، ارتفعت حرارتها وتدهورت حالتها لتصل إلى مرحلة التقيؤ والشعور بضيق التنفس الشديد الذي يجعلها بحاجة ماسة إلى الأوكسيجين، ولكن سرعان ما ساءت حالتها الصحية وصولًا إلى إعلان حالة وفاتها، وذلك بسبب” المستشفيات وتقاعسها عن القيام بدورها الإنساني” وفق ما يقول أهل الطفلة، وليس كما ورد على مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع الإخبارية التي أكّدت أنّ سبب الوفاة كان فقدان الأدوية.
وبالفعل انتشر خبر وفاة الطفلة سريعًا وأثار حالة من الغضب الشعبي ضدّ السلطات السياسية المتهمة بإهمال ملف الأدوية الذي أدّى إلى وفاة ابنة الـ 10 أشهر جوري السيّد منذ أيّام، ليعتقد البعض أنّ ميرال هي الحالة الثانية التي تُصبح ضحية جديدة بسبب ملف الأدوية.
” لبنان الكبير” تواصل مع عم الطفلة زياد الجندي لمعرفة تفاصيل وحقيقة هذه الأخبار. وشدّد الجندي على وجود تقاعس شديد من المستشفيات الموجودة في مدينة طرابلس، وقال: “تخيّلوا أنّنا انتظرنا من الساعة 11 ونصف مساءً حتّى الساعة 12 ظهراً لتدخل طفلة إلى المستشفى… في البداية، قمنا بإدخالها إلى طوارئ مستشفى الخير في المنية، وكانوا إيجابيين معنا وشعروا بخوفنا على ابنتنا ولكنّهم لا يملكون التقنيات والأجهزة المناسبة لحالة ميرال ونصحونا بنقلها إلى مستشفى آخر، وقيل لنا أن ننقلها إلى مستشفى طرابلس الحكومي الذي رفض إدخالها بسبب عدم وجود أماكن شاغرة، وطلبنا مرات عدّة منهم ذلك حتّى لو وضعنا الطفلة في الباحة الخارجية من المستشفى مع إعطائها التقنيات اللازمة لعلاجها، ولكنّهم لم يُوافقوا على إدخالها أبدًا”.
وأضاف قائلًا: “تواصلنا فيما بعد مع وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن الذي أمّن لنا مكانًا في مستشفى الكرنتينا الحكومي وانتقلنا إلى بيروت في زحمة سير خانقة وضغط كبير، ولكنّنا وصلنا ولم تتحمّل طفلتنا لساعات معدودات وكلّه بسبب التقصير في حقّ الطفلة التي توقفت عن التنفس لمرتين بسبب ضيق التنفس وحاجتها المستمرة إلى الأوكسيجين الذي وإن أزلناه عنها نفقد السيطرة مباشرة ولا تتمكّن من الاستمرار في العيش أبدًا”.
وتابع: “لو استبعدوا التفكير في المناصب والإدارات في هذا المستشفى وركّزوا على التفاصيل الإنسانية وساعدوا طفلتنا لكانت من أفضل الخطوات التي قاموا بها في هذه الأزمات التي نُعاني منها”.
أمّا مختار دير عمار سامي الجندي، فيقول لـ “لبنان الكبير”: “لقد نصحوا أهل الطفلة بإدخالها إلى مستشفى السلام ولكنّه مستشفى خاصّ، أمّا الحكومي فلم يرض إدخال الطفلة للعلاج، وبالفعل إنّ ما حدث كان نتيجة تقصير واضح من المستشفيات المتواجدة في طرابلس”.
مستشفى طرابلس يُوضح
وبعد اتصال أجراه ” لبنان الكبير” بمدير مستشفى طرابلس الحكومي الدكتور ناصر عدرة للاستفسار عن هذه المشكلة، قال: “اتصل بي أحد الفعاليات في المنية- دير عمار وتحدّث معي عن الطفلة ولكن لم يحضر أهلها إلى المستشفى ولم يدخلوا إليه، ولكنّني تحدّثت مع قسم العناية لدينا في المستشفى الذي يحتوي على 5 أجهزة أوكسيجين للأطفال في العناية المخصّصة لهم، ولكن بالفعل لا أمكنة شاغرة، وهم انتقلوا بعدها إلى مستشفى آخر وهو الكرنتينا، وبالتالي لا تتحمّل المستشفى المسؤولية في ما يخصّ هذا الموضوع”.
إذًا، يُمكن التأكيد أنّ ميرال لن تكون الطفلة الأخيرة التي ستموت بسبب فقدان الأدوية أو الإهمال من المستشفيات أو القوى الرسمية، بل سيكون معظم الشعب اللبناني “من الصغير قبل الكبير” فيه عرضة لأصعب الظروف التي ستجعلنا جميعًا ضحايا لهذه الطبقة السياسية التي جعلتنا من أفقر الشعوب وأكثرهم حاجة إلى المساعدة والدعم.