رصدت كاميرا إحدى الفضائيات إنقاذ “الدفاع المدني الفلسطيني” أحد الجرحى أثناء اشتباكات خلدة.
أطلق الزميل المراسل نداء للطواقم الطبية، لكن الفريق الفلسطيني وصل عبر دراجة نارية بعدما انطلق من مخيم برج البراجنة في جنوب بيروت.
قبلها بيومين، توجه فلسطينيون بمعداتهم البسيطة وهمتهم العالية من مخيمي نهر البارد والبداوي في شمال لبنان، للمساعدة في إطفاء الحرائق في غابات عكار وجرود القبيات والهرمل.
أن يشارك الفلسطيني في المساعدة عند كل حدث في لبنان، يدل على أنه ينتمي إلى هذا المكان.
وهو لا يطلب مقابل ذلك أي شيء، ولم يطلب رسالة شكر من أحد، ولم يتصدر الشاشات لعرض عضلاته ويفاخر بواجب فعله.
ولذلك شكراً لمن قال للمسعفين والإطفائيين: شكراً.
في المقابل، هناك من لا يزال يشكك في الدور الفلسطيني، وإن كان إيجابياً.
قبل عام، استشهد أربعة فلسطينيين إضافة إلى 41 سورياً في انفجار مرفأ بيروت. هؤلاء لهم قصص مثل جميع الضحايا (200 شخص استشهدوا وجرح أكثر من ستة آلاف وترك 300 ألف شخص بلا مأوى). ومع ذلك، قلما تذكرهم وسائل الإعلام اللبنانية.
في حين يذكر الجميع الفيديو الشهير لإخراج المصاب عصام شمص، من تحت الأنقاض. من أخرجت الشاب المفقود حينها، هي مجموعة من “الدفاع المدني الفلسطيني”.
وعند وقوع الانفجار، شارك الفلسطينيون في عمليات الإسعاف والإنقاذ عبر “الهلال الأحمر الفلسطيني” وفُتحت المستشفيات والمستوصفات في المخيمات، لا سيما مستشفى حيفا في برج البراجنة حيث استقبل الجرحى من جميع الجنسيات، وكذلك نُظمت حملات للتبرع بالدم شارك فيها اللاجئون بكثافة.
وتضررت بيوت كثيرة في مخيمات بيروت لا سيما مار الياس وشاتيلا وبرج البراجنة من عصف الانفجار.
وفي اليوم التالي، تشكلت مجموعات من المخيمات الـ12 في لبنان ونزلت إلى بيروت للمساعدة في التنظيف وإزالة الركام ومساعدة المتضررين. هذا يعني أن الفلسطيني يرى بنفسه مكوناً من المجتمع اللبناني بأوجاعه قبل أفراحه.
ومن المفارقات الجميلة وسط مأساة “هيروشيما بيروت”، أن أربعة فلسطينيين، من الحاصلين على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، فازوا بالمركز الأول في مسابقة دولية لتصميم وإعادة إعمار مرفأ بيروت.
ونال الفريق الفلسطيني المكون من المهندسين آلاء أبو عوض، ديالا أندونيا، ميس بني عودة ومجد المالكي، جائزة “فينيكس 2021” متفوقاً على منافسين من روسيا وفرنسا.
نتذكر انفجار بيروت، بحضور فلسطيني ملحوظ وتقديم واجب العون والمساعدة، وكان لافتاً في الذكرى السنوية الأولى للانفجار تنكيس الأعلام الفلسطينية فوق مقر السفارة الفلسطينية في بيروت وعلى أسطح المباني في المخيمات.
وهذا ليس فقط مشاركة في الأحزان، إنما رسالة شكر للبنان شعباً وجغرافيا على احتضان اللاجئين لسبعة عقود، من دون انتظار أي مردود من الجانب اللبناني تجاه شقيقه الفلسطيني.