أزمات وثورات وحروب كثيرة شهدها لبنان على مر تاريخه المعاصر، حيث اعتبر ساحة مفتوحة وأرضاً خصبة لتصفية حسابات الصراعات الدولية.
فمنذ عام 1952 مرورا بـ1958 وصولاً إلى 1975، اختلفت الأحداث والأسباب والأمكنة والنتيجة واحدة: حرب يدفع ثمنها اللبنانيون غالياً.
المشهد اليوم يختلف عما قبل ويتجسد برغبة إيران في الاستيلاء على لبنان من خلال “حزب الله” الذي ينفذ أجندتها ومصالحها على حساب المصلحة الوطنية، مستفيداً من تغطية حليفه المسيحي في سدة رئاسة الجمهورية.
ولعل تشكيل حكومة الرئيس حسان دياب وحكومة الرئيس نجيب ميقاتي خير دليل على النفوذ الإيراني في لبنان.
إذ تردد أن حكومة ميقاتي لم تكن لتولد لولا الاتصال الهاتفي الفرنسي – الإيراني.
سعيد: لبنان أكبر من أن يُبتلع
يقول النائب السابق فارس سعيد لـ”لبنان الكبير”:”نحن وسط إعادة ترتيب للمنطقة على كل المستويات ومن ضمنها يوجد تحديد للنفوذ الإيراني، لكن هذا لا يعني ان هناك سيادة إيرانية مشتركة، ولبنان عصي على تلك المشاريع لكن بالتأكيد هناك نفوذ إيراني في المنطقة وهذا النفوذ بدأ يترجم بتشكيل الحكومة وبالتالي هناك محاولة لسحب هذا التفاهم على مستوى الانتخابات”.
ويضيف:”انا لست من القائلين إن البلد وصل الى النهائيات لكنني اعتبر أن لبنان فعلاً تحت الاحتلال الإيراني، ولا أعتقد أن هذا الاحتلال هو حال نهائية للبلد علينا أن نعتادها، فلبنان أكبر من أن يبتلعه أي فريق من الفرقاء السياسيين.
إيران و”حزب الله” سيحاولان إطاحة الدستور اللبناني من خلال طرح موضوع تنظيم العلاقات بموازين قوى جديدة يقدرون انها لمصلحتهم في المنطقة، فيما هذا سوف يصطدم بحال اعتراض واسعة، فـ “حزب الله” يظن انه قادر أن يهيمن على لبنان، تمت تجربة هذه الحركة في الماضي من فرقاء آخرين ولم ينجحوا”.
ويختم:”ولا توجد بعد أوضاع نهائية في المنطقة نحن نمر بمرحلة انتقالية وعلينا ان نتلمس معالمها بهدوء”.
حلاق: إذا لم نكن أوفياء فالأزمات ستتكرر
حول ما نشهده اليوم من أزمات عصيبة يقول الدكتور حسان حلاق لـ “لبنان الكبير”: “ما نعيشه اليوم ليس ثورة بل حربا اقتصادية واجتماعية ومالية ومصرفية تشن على لبنان من الداخل والخارج، وتالياً لم تطلب الدول الأوروبية او الدول العربية ان تسرق أموال المودعين اللبنانيين، فالممارسات من بعض اللبنانيين هي التي ادت الى ضياع أموال المودعين فلا يجوز ان نقول ان لهذا بعداً دولياً وعربياً، طبعا يهم الكيان الصهيوني تدمير لبنان لكي يكون بديلاً منه، كما يهمه تدمير مرفأ بيروت لكي تكون المرافئ في الأراضي الفلسطينية بديلة منه”.
ويشير إلى أن “اللبناني هو المسؤول عن ما حصل على الصعيد السياسي والإقتصادي والاجتماعي والتربوي، ويجب أن لا نلقي دائماً المسؤولية على الآخرين وننفي مسؤولية اللبنانيين عما جرى في لبنان من سنة 2019 إلى اليوم. اذا لم يتغنَّ كل مواطن وكل سياسي وكل رجل اقتصاد بانتماء وطني للبنان، وإذا لم نكن نحن اوفياء لوطننا فالأزمات ستتكرر، إذ ليس من الضروري ان تقول لأحد لا تسرق، من قرارة نفسه يجب ان يرتد عن هذا الفعل لأن القانون يمنعه من السرقة والرشوة ومن كل الأمور المسيئة للمواطن وللدولة”.
ويتابع حلاق:”المجموعات اللبنانية ولاءاتها لخارج الحدود وطالما المواطن لديه ولاء لغير وطنه، معنى ذلك أن الوضع لن يكون مستقرا، وما دامت الأوامر تأتي من خارج الحدود إلى بعض اللبنانيين لن يكون هناك استقرار. ينبغي ان يكون الولاء لهذا الوطن الذي رضينا به وطنا كما جاء في الدستور، وطنا نهائيا، وطنا عربيا، ولبنان ليس بلداً فرنسياً ولا أي شيء آخر”.