كما كان متوقعاً، نالت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة بعدد أصوات كبير بلغ 85 صوتا وسط آمال بعدم تضييع فرصة التحاور الإقليمي، وذلك على الرغم من بداية اليوم المظلمة بسبب انقطاع الكهرباء في مبنى الأونيسكو، لكن فور عودة الكهرباء تهافت النواب لإلقاء الخطابات الانتخابية في جلسة يفترض أنها لمناقشة البيان الوزاري.
البداية من رئيس تكتل التحضير للانتخابات، المعروف بتكتل لبنان القوي، جبران باسيل، الذي أعاد العزف على وتر “ما خلّونا” الاعتيادي، إلى التدقيق الجنائي في مصرف لبنان الذي شن الحملات دفاعا عن الحاكم رياض سلامة عام ٢٠١٧ لكنه اليوم بات ضده، وقانون الكابيتال كونترول مثل قبرص واليونان (لعلها صدفة لكونه كان في اليونان أمس في رحلة استجمام مدفوعة التكاليف).
وعلى الرغم من النظرات الضاحكة على وجوه النواب إلا أنَّ أحدا لم يعره اهتماما بالرد عليه، حتى أنهم التزموا الصمت عند اتهام الجميع بتعطيل الحكومة، مستثنيا بالطبع نفسه وعمه ساكن قصر بعبدا.
ثم عاد باسيل إلى ممارسة طبيعته العدائية برشق الاتهامات يمنة وشمالا، فاتهم نواب المجلس بتهريب الأموال وتحقيق الارباح عبر “الكارتيلات”، الأمر الذي انتفض ضده نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي طالب باسيل بتسمية النواب المقصودين، لعدم جواز التعميم.
فيما وصف عضو التكتل الوطني النائب فريد هيكل الخازن وعضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله باسيل بالجبان لعدم التسمية، مما استنفر “باونسير” باسيل الخاص، النائب سليم عون، الذي وقف وبدأ بالصراخ والتهديد، متوجها إلى النواب المعّلقين، ومتصرفا كأنه في ملعب مدرسة للسنة المتوسطة.
عندها تدخل “الأستاذ” لينهي الإشكال وتوجه إلى باسيل مطالبا إياه إما بتسمية النواب أو تسليم ورقة بأسمائهم لرئيس المجلس، مؤكدا أنه مستعد لتحمل المسؤولية بتسميتهم، هنا تراجع باسيل مشيرا إلى أن هذا عمل القضاء.
المهرج
وطبعا في كل مجموعة هناك مهرج، وهذا ما انسحب على نائب إحدى أكثر المناطق حرمانا في لبنان، الذي لم يقدم حتى اليوم مشروعا واحدا من أجل إنماء المنطقة، بل مشروعه الوحيد كان هدفه التخفيف عن العملاء الهاربين إلى فلسطين المحتلة، ألا وهو النائب جميل السيد، الذي مارس تهريجه المعتاد بدلا من أن يسأل عن بنود البيان الوزاري وعن انصاف بعلبك الهرمل، ثم شغّل أغنية للموسيقار الراحل ملحم بركات، الأمر الذي استدعى دعوة من الرئيس بري: “غنيها بصوتك”.
الحزب – القوات
وكما هي العادة في كل الجلسات النيابية حصل الإشكال الدوري بين حزب الله والقوات. وكالعادة يبدأ الجدل عندما تضع القوات في أول خطابها خرق حزب الله للسيادة وسطوة سلاحه و… المعزوفة الشهيرة، مما استدعى ردا من عيار “طهر نيعك”، العيار الثقيل الذي اشتهر به النائب علي عمار، الذي رد على إدانة عدوان لدخول المحروقات الإيرانية، وبدأت المزايدات في موضوع السيادة.
حكومة جديدة وبيان وزاري جديد وجلسة ثقة جديدة، جزء جديد من فيلم الأكشن – كوميدي الذي اعتاده اللبنانيون، فيما أغلب الخطابات شعبوية بأهداف انتخابية وذلك بدلا من مناقشة بنود البيان الوزاري.