لبنان على طاولة الحوار السعوديّ – الإيرانيّ

12 أكتوبر 2021
لبنان على طاولة الحوار السعوديّ – الإيرانيّ
هيام طوق
هيام طوق

في كانون الثاني 2016، قطعت الرياض علاقاتها مع طهران إثر هجوم على سفارتها في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مشهد (شمال شرقي إيران)، إلا أنه على ما يبدو، أراد الطرفان وضع خلافاتهما جانباً والدخول في مسار تفاوضي لترطيب سنوات من التصحّر السياسيّ، عسى لذلك أن تكون له تداعيات إيجابية على منطقة الشرق الأوسط في زمن الحروب الباردة.

وبعد فترة من التأكيد والنفي لحصول جلسات حوار بين الرياض وطهران، كشف مسؤول عراقي أنّ هناك اجتماعات تُعقد بين الطرفين في العاصمة العراقية، لمناقشة القضايا العالقة وفق خريطة طريق متّفق عليها مسبقاً، بما في ذلك التمثيل الديبلوماسي.

وكُشف للمرة الأولى عن هذه اللقاءات في نيسان الماضي.

كما أعلن المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية خطيب زاده، أنّ الحوار مع السعودية، يمكن أن يؤدّي إلى ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، والمفاوضات التي تتمحور حول ملفات مشتركة، منها الشأن اليمني، وصلت إلى مرحلة أكثر جدّية.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أكد أنّ الرياض أجرت جولات من المحادثات المباشرة مع حكومة إيران، آملا أن تضع المفاوضات التي وصفها بـ”الاستكشافية” أساساً لحلّ الخلافات العالقة بين البلدين.

ولعلّ آخر التصريحات في هذا الشأن، جاءت على لسان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي أكد في مؤتمر صحافي خلال زيارته بيروت الأسبوع الفائت، أنّ “الحوار السعودي – الإيراني يسير على الطريق الصحيح، وتمكنّا من التوصل إلى نتائج واتفاقات، لكننا ما زلنا في حاجة إلى محادثات إضافية”.

وفي زمن الاتفاقات والتفاهمات والمفاوضات على المستويين العالمي والاقليمي، أين لبنان من أجندة التفاوض الإيراني- السعودي؟ وهل “حزب الله”، ذراع إيران في لبنان، على طاولة البحث؟ وما هي تداعيات الاتفاق أو عدمه بين الطرفين على الوضع في لبنان؟

الحجار: مصلحة إيران أن تعيش حالة سلام

رأى عضو “كتلة المستقبل” النائب محمد الحجار أنّ “لبنان يتأثر بشكل كبير بما يجري في محيطه، هذا ما علّمنا إياه التاريخ. المشكلة التي يعيشها العالم العربي، وليس فقط لبنان، هو المشروع الإيراني الذي يتدخّل بالشؤون الداخلية العربية، إذ يتعامل مع المسلمين الشيعة في الدول العربية على أنهم جاليات إيرانية تأتمر بتوجيهاته. هذا التدخّل أوجد حالة عدم استقرار في الدول، وإذا توقّف، فسينعكس إيجاباً على الوضع الداخلي لهذه الدول”.

واعتبر أنّ “المطلوب اليوم هو أن تفهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنّ مصلحتها في أن تكون لديها علاقات حُسن جوار مع كل الدول العربية ومع الخليج العربي تحديداً، ليعود الازدهار إلى المنطقة.

نأمل عما يُحكى عن حوار لم نلمس نتائجه بعد، أن ينجح في إقامة علاقات حُسن جوار، وإلا عدم الاستقرار في المنطقة العربية سينسحب على إيران”.

وأشار إلى أنّ “الحوار بين المملكة وإيران يجب أن يبحث في كيفية العمل لوضع حد لهذا المشروع الإيراني وتغلغله في المنطقة العربية بأذرع مختلفة، و(حزب الله) هو ذراع من أذرع إيران”، مشدداً على أنه “في حال حسنت النوايا، فإنّ الأمور ذاهبة إلى المكان الأفضل.

ومصلحة إيران اليوم أن تعيش في حالة سلام وليس أن تبقى في حالة خصام مع محيطها، وربما الظروف في المستقبل لن تكون لمصلحتها”.

سعيد: الحوار في إطار ترتيب أوراق المنطقة

ولفت النائب السابق فارس سعيد إلى أنّ “الجانبين اعترفا بالحوار القائم بينهما، والاعتراف يؤكد أنّ الأمور ستذهب في الاتجاه الصحيح”، معتبراً أنّ “الحوار بين السعودية وإيران، يندرج في إطار ترتيب أوراق المنطقة، قد يؤدي إلى نتائج، وقد لا يؤدي إلى نتائج.

ومن المبكر التقدير إلى أين ستصل المفاوضات، لأنه في حين أنّ الطرفين تحدّثا عن الحوار بينهما، لم تتوقّف المسيّرات المنطلقة من اليمن باتجاه المملكة العربية السعودية، وقصف مواقع فيها”، متسائلاً: “ما هذا الحوار الذي يجري على أوضاع حامية، إذ أنه في الحد الأدنى في الحوار، يُفترض أن تتوقف الاعتداءات على السعودية، لكن برغم ذلك، استباق النتائج غير مجدٍ”.

ورأى أنّ “لبنان سيكون على الأجندة التفاوضية، والسعودية لا تهتم حالياً في الشأن اللبناني، لكنها ليست على قطيعة مع لبنان.

هناك استجداء لبناني لتدخّل السعودية، وهناك تريّث سعودي”، متحدثاً عن “التفاهم حول تحديد حجم نفوذ إيران في المنطقة ومن ضمنها لبنان، والتفاوض الأساسي سيكون حول إعادة إعمار سوريا”.

واعتبر أنه “نتيجة الحوار السعودي – الايراني، أو نتيجة الأمر الواقع، سيتحوّل (حزب الله) إلى حزب سياسي، إذ لا يمكن أن يستمر الحزب بالعمل السياسي وهو يرتدي البدلة المرقطة”.

عربيد: السعودية ستُساند لبنان في حال التفاهم 

وتحدّث أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية وليد عربيد عن دور المملكة العربية السعودية في منطقة الشرق الأوسط، وهي رأس الحربة للغرب في المنطقة العربية، مشيراً إلى أنه “إذا تم التفاهم بين الإيرانيين والسعوديين، فسيرتاح لبنان على المستويات كافة، خصوصاً اقتصادياً واجتماعياً، وستعود السعودية إلى لبنان لمساندته في الخروج من أزماته، مع العلم أنّ أوضاعه تتأثر كثيراً في العوامل الداخلية والإقليمية والدولية”.

ولفت إلى قضيتين أساسيتين في المفاوضات، هما القضية السورية واليمنية، وأي حلحلة فيهما ستنعكس إيجاباً على الداخل اللبناني.

المصدر لبنان الكبير