موسم التزلج بدأ، واللبنانيون باتوا يقصدون الأماكن الجبلية لممارسة هواياتهم الرياضية. من منا لا يرغب بتمضية عطلة نهاية الأسبوع في مزار كفرذبيان حيث الثلوج تحيطنا في كل الأرجاء، راحة نفسية وجسدية يكسبها الفرد خلال فرصته الأسبوعية ليعاود نشاطه الإثنين.
لكن الحال تبدّلت هذا العام ولم يعد باستطاعة المواطن ممارسة ما كان يحبه في الشتاء نتيجة الأزمة الإقتصادية والمعيشية الخانقة والمهيمنة علينا. لكن الملفت خلال فرصة عيد الميلاد هذا العام الإقبال الكثيف على كفرذبيان وفاريا وبشري وغيرها، فللبناني يشتهر بحبه للحياة، لكن هل بإمكانه ممارسة ما كان يفعله في السابق؟ ومن يقصد هذه المناطق للتزلج؟ وماذا عن اعداد الزوار؟ ومن الفئة التي تتدرب اكثر من غيرها؟ وهل تغيرت الأسعار عن السابق؟
عقيقي: لا أزمة إقتصادية في البلد!
واعتبر المدرب في شركة للتزلج مجد عقيقي انه “في ظل الاعداد الهائلة التي قصدتنا في الآونة الأخيرة لممارسة رياضة التزلج لا وجود لأزمة اقتصادية في لبنان، ويومي الاثنين والثلاثاء كانت الاعداد المتواجدة لا تُعد ولا تحصى. جميع الفئات تقصدنا من الاولاد الذين تبلغ أعمارهم 4 سنوات الى ين فوق الستين عاما، فلا فئات عمرية محددة في التزلج لكن الفارق ان هذا العام الطبقة الوسطى غائبة الى حد كبير. وفي السابق كانت العائلة كلها تتعلم التزلج واليوم التعليم مقتصر على صغار السن، وبات التواجد معظمه يعتمد على المغتربين او الذين يتقاضون رواتبهم بالفريش دولار”.
وأكد عقيقي ان “سياحة التزلج أرخص من السنوات السابقة والذي يملك الفريش دولار او المغترب القاصد لبنان لزيارة عيد الميلاد ورأس السنة سيعتبرها الأرخص. فبعدما كان تعليم التزلج ليوم كامل بـ250 دولارا، أصبح اليوم مسعرا فقط بـ150 دولارا من الثامنة صباحا حتى الثالثة والنصف بعد ظهر، وبعدما كانت البطاقة نهاية الأسبوع بـ50 دولارا، اصبحت اليوم 40 دولارا. وسعر البطاقة لأيام الأسبوع 25 دولارا، اما عن الدفع فيتم بواسطة الفريش دولار او حسب سعر صرف الدولار في السوق السوداء. اما مناطق التزلج التابعة للفندق فبطبيعة الحال سعرها أكثر من الحلبات الأخرى وتضم فقط نزلاء الفندق والفارق بينها وبين سعر الحلبات الأخر ما يقارب 20 دولارا”.
ولفت عقيقي الى “اننا نتوقع انخفاض الاعداد بعد نهاية رأس السنة لان اغلبية المتزلجين يعيشون ويعملون خارج لبنان. لا يمكننا ان نعتبر اعداد هذا العام في إنخفاض مستمر لكن من الواضح ان الأيام الفائتة كانت تعبّر عن موسم تزلج طبيعي جدا ومماثلا للسنوات السابقة. وبالنسبة لفيروس كورونا فهناك العديد من الاجراءات الوقائية المتبعة فالبطاقات يمكن حجزها أونلاين وهناك عدد معين لا يتم تخطيه، والكمامة من غير المسموح عدم ارتدائها والتباعد الاجتماعي موجود بين الجميع”.
التزلح أرخص من السنوات السابقة
وقال مارك: “قصدت لبنان خلال عطلة الميلاد وسأبقى لعشرة ايام أخرى، أنا مستمتع جدا مع عائلتي في هذه الاجازة ولا بد من تشجيع إقتصاد وطننا الحبيب خاصة بعد كل الازمات والانهيارات التي ما زال يشهدها. من الجيد اننا نعمل خارج لبنان وبهذا يمكننا اقتصاد مبالغ بالدولار وصرفها أثناء عطلنا الصيفية والشتوية، اما بالنسبة للأسعار فطالما املك دولارا أعتبر ان التزلج وغيره باتوا أرخص من السنوات السابقة”.
واشارت ليليان الى انها مستمتعة الى حد كبير في إجازتها: “اشتقت لعائلتي ولبلدي واغتنم كل فرصة سانحة لزيارتهم، واعتبر ان كل شيء انخفض سعره لأن راتبي بالدولار الاميركي. ومن البديهي المساهمة قليلا في انعاش القطاعات الانتاجية والسياحية، ومن الطبيعي ان يعجز المواطن الذي يقبض راتبه بالليرة اللبنانية عن زيارة هذه المنتجعات السياحية. الوضع في لبنان من سيء الى أسوأ والحل في معجزة إلهية”.
من المؤسف ما يحدث في لبنان، الازمات تلو الأخرى لكن من المعروف ان اللبناني بطبعه يحب الحياة ويحب صرف الأموال. اما مقولة “خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود” فقد ذهبت مع الاقتصاد، وبات شعار المرحلة “أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب!”.