١٤ شباط ٢٠٠٥ يوم اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لن ينساه الشعب اللبناني بمختلف انتماءاته، فقد ذهب الرفيق جسدياً وذهبت معه أحلام اللبنانيين ببناء بلد حر ومستقل. قتلوه لأنهم خافوا من نهجه ومن الحريرية السياسية وباتوا يستغلون كل فرصة سانحة لمحاولة اغتيال نهج رفيق الحريري وتدمير نجله الرئيس سعد الحريري. اعتقدوا أن الطائفة السنية ستزول، لكن الرئيس سعد حاول جاهداً الحفاظ على ارث هذه الطائفة الكريمة، وقدم الكثير ولا يزال مستعداً لتقديم المزيد.
وبعد قراره بالتوقف عن العمل السياسي والعزوف عن الترشح للإنتخابات النيابية، شاهدنا البارحة وفاء جمهور تيار “المستقبل” للرئيسين، وتمسكاً كبيراً بهذا النهج في نفوس هذه الحشود الكبيرة التي أتت من مختلف المناطق اللبنانية. كما شهدنا تأكيداً من نواب كتلة “المستقبل” أن ما تعرض له الرئيس سعد الحريري هو محاولة اغتيال سياسي جديد تكملة لمشروع اغتيال والده الرئيس الشهيد ومحاولة لانهاء الحريرية السياسية، لكنها محاولة ستبوء بالفشل وأكبر دليل على هذا الجمهور المحب. كما شددوا على أن بيت الحريري لن يُقفَل أمام كل وطني شريف.
فتفت: المسيرة مستمرة
وبدا أن المشهد البارحة كان تأكيداً على إستمرارية المسيرة، بحسب ما أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب سامي فتفت لموقع “لبنان الكبير”، قائلاً: “هذه الذكرى أليمة والجميع حزين في هذا اليوم، على أمل أن نكون على قدر المسؤولية سواء كنا داخل البرلمان أو خارجه، والمسيرة مستمرة خصوصاً وأننا سنكمل في هذا النهج حتى النهاية، ونتمنى أن يكون فخوراً بنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
ولفت الى أن “السلطة الحاكمة تحاول تطويق الرئيس سعد الحريري من كل الإتجاهات، لكن نهجه أكبر منهم”.
حبيش: البلد محكوم
وأشار عضو الكتلة النائب هادي حبيش الى أن “الناس ترى ما تبقى من كل ما بناه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بعد مرور ١٧ عاماً على اغتياله. والرئيس سعد الحريري أتى بهدف تكملة المسيرة على الرغم من كل المطبات والصعاب التي مر بها خلال السنوات الـ ١٧ الماضية. ومن الواضح أنه في ظل هذا الواقع المهيمن علينا، الأوضاع الى الوراء ولا نشهد أي تقدم في الساحة لا سيما وأننا لا نزال محكومين من المحور الإيراني ومن حزب الله في الداخل”. وأكد أن “الرئيس سعد الحريري سيبقى موجوداً الى جانب الناس وفي قلوبهم وعقولهم لأن الشعب يعلم جيداً ما قدمه بيت الحريري للبنانيين”.
البعريني: إغتيال سياسي جديد
ورأى عضو الكتلة النائب وليد البعريني أن “لبنان لا يزال حتى يومنا هذا يمر بتخبطات كبيرة، وبعدما كان الأمل في الانفتاح والتطور والازدهار أصبح لبنان بعد إغتيال رفيق الحريري مدمراً ولا نعلم حتى متى سنبقى كذلك”. وتمنى “أن تحمل الأيام المقبلة معها التغيير الحقيقي مع العلم أننا شهدنا خسارة كبيرة بعد قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل في الحياة السياسية، وكل هذا يعد إغتيالاً جديداً له، لكنه سيبقى مع شعب بلده والى جانبه، لأنه وحده من يستطيع حل الأزمات والمشكلات”.
وقال: “لم يطلب الشيخ سعد المقاطعة انما طلب من تيار المستقبل والملتزمين معه عدم الترشح بإسمه، ولكن لم يطلب الانقطاع عن الانتخابات بشكل كامل، ومن يحب الترشح فليدرس وضعه وقاعدته الشعبية”.
الحجار: مشروع رفيق الحريري باق
وشدد عضو الكتلة النائب محمد الحجار على أن “كل لبنان يستذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري وانجازاته، فنحن اليوم نعيش من بركاته. وباغتياله أرادوا إلغاءه، وعندما عجزوا عن الغائه سياسياً وعن تحجيمه وعرقلة مشروعه ألغوه جسدياً. وقطعاً هذا يعد اغتيالاً سياسياً جديداً للرئيس سعد الحريري، ولكن هذه الحشود والجماهير تؤكد أن سعد الحريري ومشروع رفيق الحريري باقيان في قلوب كل اللبنانيين”.
سليمان: الحريرية السياسية لن تزول
وأوضح عضو الكتلة النائب محمد سليمان أن ” البلد بعد ١٧ عاماً لا يزال يمر بظروف صعبة جداً، والشباب اللبناني ترك البلد والشعب في أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، ونستذكر الرئيس الشهيد في هذه الظروف لنقول أين دولة الرئيس ليرى ما حدث؟ لكن الحريرية السياسية لن تزول والرئيس الشهيد سيبقى في قلوبنا ونفوسنا وضميرنا”.
وعن قرار الرئيس سعد الحريري، قال سليمان: “كما اغتيل الرئيس الشهيد نرى اليوم أيضاً اغتيالاً سياسياً جديداً للحريرية السياسية التي تريد بناء بلد الاعتدال، وأقول للبنانيين لا نهج سوى نهج الحريري ويجب التعاون لتحقيق الاعتدال وللحفاظ على هذا البلد”.
من الواضح أن نواب كتلة “المستقبل” سيبقون أوفياء لنهج الرئيس الشهيد، ولن يتخلوا عن الحريرية السياسية، وسيتمسكون أكثر من أي وقت مضى بالشارع السني. لن تتوقف المسيرة على أمل بناء لبنان جديد كما كان يطمح اليه الرئيس رفيق الحريري.