المنظومة تغرق البلد بالوحول… والمحصول محلول مجهول

25 فبراير 2022آخر تحديث :
المنظومة تغرق البلد بالوحول… والمحصول محلول مجهول
هيام طوق
هيام طوق

من يراقب مجريات الأوضاع والتطورات الدراماتيكية المتلاحقة في الآونة الأخيرة على “الحلبة” السياسية اللبنانية، يستدرك سريعاً أن المتحكمين برقاب البلاد والعباد يريدون أشياء كثيرة، لكن المطلوب واحد: الكيان اللبناني أو الدولة الحقيقية الفعلية والطبيعية التي تعيش تحت سقف القانون، وتحتمي بأجنحة المؤسسات الأمنية، لكن المنظومة الحاكمة تخشى تحقيق هذا المطلب المشترك بين معظم اللبنانيين، وتغض الطرف عن الاعتراف به وبأحقيته لأنه يزعزع “أعمدة” مصالحها ومغانمها.

أحداث وملاحقات ومسيّرات وتصاريح “نارية” ومواقف “استقوائية” اعتدنا عليها في بلد يمكنه الدخول في موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية لناحية الوقائع المتسارعة، ولكن في جولة سريعة وعامة على ما حصل في الأيام القليلة الماضية يمكن استخلاص التالي: أولاً، ملاحقات “عونية” تطال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. ثانياً، تهريب مخدرات عبر مسارات ومرافق متعددة وبطرق مبتكرة لكن قوى الأمن بقيادة اللواء عثمان تقف في وجهها سداً منيعاً وتلقي القبض على جماعات إرهابية تكفيرية تريد تفجير الوضع بأحزمة ناسفة. واللواء عثمان هو نفسه الذي يتألق جهازه الأمني عبر ضبط المخدرات وتفكيك شبكات التجسس لمصلحة اسرائيل. ثالثاً، إطلاق المسيّرات الى الداخل الاسرائيلي قبل أقل من ثمانين يوماً على الانتخابات النيابية التي اعتبرها رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” إبراهيم أمين السيّد بمثابة “حرب تموز سياسية”. رابعاً، ترحيل قانون استقلالية القضاء في جلسة مجلس النواب الأخيرة باعتبار أنه يحتاج الى مزيد من الدرس علهم بذلك ينسفون القضاء المستقل والمستقيم من جذوره ويبقونه ساحة لحروبهم السياسية. خامساً، ترسيم الحدود والتنازل عن الخط 29، وانشغال الساحة الداخلية بحذف الرسالة التي أرسلها لبنان إلى الأمم المتحدة وتجعل المنطقة بين الخط ٢٣ والخط ٢٩ منطقة متنازعاً عليها ما استدعى نفياً من وزارة الخارجية. سادساً، البيان المشترك لمجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي الذي شدد على تطبيق القرارات الدولية 1559 و1680 و1701 والذي يتطابق مع البيان الصادر عن مجلس الأمن والورقة الكويتية العربية – الدولية، وتجاهل السلطة لمضمون هذه البيانات.

هذا غيض من فيض إلا أن ثمة من يسأل: في ظل كل ما نراه ونسمعه، من صفقات وتهريبات وتطويع المؤسسات وتركيب الملفات ومصادرة القرارات واستخدام لغة الترهيب والتخوين، هل يجوز أن نسأل لماذا وصل البلد الى هذه الأزمات؟ ليجيب بأنها الكيديات والعنتريات وأوهام البطولات.

وسط هذا المشهد الضبابي القاتم، وهذه العينة من أداء السلطة الحاكمة التي تتصارع على أنقاض وطن، يبقى السؤال، الى أين؟

عبدالله: مصير مجهول بانتظار اعادة رسم خارطة المنطقة

أكد عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله أن “لبنان يتخبط في مصيره المجهول بانتظار اعادة رسم خارطة المنطقة. لبنان أصبح بالكامل ورقة في التفاوض”.

وأشار الى “أننا أصبحنا دولة فاشة. نحن نعاني انهياراً اقتصادياً واجتماعياً شاملاً، وغير قادرين على صياغة أي خطة تعاف كاملة تحاكي امكانية النهوض لأسباب سياسية، ويبدو أن البلد لا يزال في الثلاجة بانتظار انتهاء مفاوضات فيينا”، لافتاً الى أن “الانتخابات النيابية تفصيل، والأساس مفاوضات فيينا ورسم خارطة المنطقة وتوزيع المغانم، والى حينها سيستمر الانهيار”.

قاطيشا: نحو المزيد من الانهيار والتفكك

رأى عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب وهبي قاطيشا أن “لبنان في المستنقع، ومتجه نحو المزيد من الانهيار والتفكك والاهتراء. ونحن بانتظار المزيد من الأزمات في ظل الحرب الروسية – الأوكرانية”، مشدداً على أنه “لا يمكن البدء بالخروج من هذا المستنقع قبل نهاية العهد الذي يعطل البلد”.

واستبعد “تأثير مفاوضات فيينا على لبنان ان تم الاتفاق على الملف النووي أو لم يتم”، معتبراً أن “على الشعب اللبناني النهوض ليخلص نفسه، وهناك بصيص أمل في الانتخابات النيابية التي في حال حققت القوى السيادية الغالبية النيابية، يمكن حينها تشكيل حكومة سيادية، وانتخاب رئيس جمهورية سيادي”.

علوش: لا حلول فعلية ولا أفق للخروج من المستنقع

توقع نائب رئيس تيار “المستقبل” مصطفى علوش أن يذهب لبنان الى “مزيد من التدهور اذ لا يوجد حتى الآن أي أفق لتغيير الوضع الراهن”، معتبراً أن “الانتخابات النيابية تفصيل لا قيمة له في هذه المرحلة لأن الأمور التي أوصلت البلد الى الانهيار لا علاقة لها بالانتخابات، وبالتالي، لن تغير شيئاً”.

وقال: “قناعتي أن الامور لا تزال متجهة نحو الانهيار أكثر وأكثر. لا ننتظر أي شيء لأن الحلول المطروحة لن تؤدي الى أي نتيجة”. وتساءل “ماذا ستشمل التسوية في حال حصل الاتفاق في فيينا؟ هل ستشمل لبنان؟ هذا غير واضح. كيف سيتغير الوضع في سوريا في ظل التعقيدات الحالية بين روسيا وأوكرانيا؟ هل ستحصل تسوية جديدة؟ لا شيء واضح”، مؤكداً أن “هناك الكثير من الأمور العالقة، ونحن لا نزال في المستنقع وكل يوم نغرق أكثر فأكثر من دون أي أفق للخروج.”

عون: على الناس محاسبة السياسيين

أشار القيادي السابق في “التيار الوطني الحر” نعيم عون الى “أننا نعيش في وضع غير طبيعي وليس هناك من آفاق مشرقة الا اذا عرفنا ما هي خشبة خلاصنا. علينا أن نمسك طرف الخيط والبدء بحل مشاكلاتنا انطلاقاً مما تقتضيه مصالحنا التي تتقاطع مع ظروف دولية يجب الاستفادة منها للخروج من المستنقع لأن الدول تعمل لمصالحها ونحن علينا العمل لمصلحة بلدنا”.

وشدد على وجوب “أن يحاسب الناس الطبقة السياسية التي أوصلتهم الى هذا الوضع من خلال انتخاب أشخاص شرفاء ويفهمون بالشؤون الداخلية والخارجية، ثم نقتنص الفرصة الدولية المؤاتية لمساعدتنا”.

عبد القادر: مرحلة تحمل كل علامات الغموض

لفت العميد نزار عبد القادر الى “أننا في منطقة رمادية محاطة وملبدة بغيوم كثيفة تحمل كل علامات الغموض والشك، وبالتالي، ليس هناك من وضوح الى أين تتجه الأمور في لبنان”، معرباً عن اعتقاده أن “الاستحقاق الانتخابي لا يزال حتى الآن محفوفاً بمخاطر عدة، وما يدل على ذلك بعض الخطابات والتحركات التي يقوم بها حزب الله، وذلك لا يدعو الى الاطمئنان بأن الامور تسير في الاتجاه الصحيح أو نحو ايجاد حلول للأزمة”. وتابع: “أما من الناحية الخارجية، فيبدو أن الاميركيين والايرانيين قد اقتربوا من التوافق، لكن ما هي بنود الاتفاق وما هو دور ايران الجديد في المنطقة؟ وماذا عن حرب اليمن وعن النفوذ الايراني في العراق؟ كل ذلك، سيؤثر على استراتيجية حزب الله وعلى الأوضاع الأمنية في لبنان”.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

المصدر لبنان الكبير